القطاع الغير ربحي في المملكة يشمل مجموعة واسعة من المؤسسات والمنظمات التي تعمل من أجل تحقيق أهداف اجتماعية أو بيئية أو ثقافية دون الهدف من الربح الشخصي، يتضمن هذا القطاع العديد من الجمعيات الخيرية والمؤسسات الخيرية، والمنظمات غير الحكومية (NGOs)، والمؤسسات التعليمية والبحثية الخاصة، والمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الخاصة، والمتاحف، والمكتبات، والمراكز الثقافية، والعديد من الكيانات الأخرى التي تسعى إلى تحقيق مساهمة إيجابية في المجتمع وتلبية الاحتياجات الاجتماعية والبيئية، هذه المؤسسات تعتمد عادة على التبرعات والتمويل غير الربحي لتنفيذ أهدافها وأنشطتها، تلعب هذه المؤسسات دورًا مهمًا في تقديم الخدمات الاجتماعية والبيئية والثقافية في المملكة، وتعزز العمل الخيري والمساهمة في تحسين جودة حياة الناس والمجتمع عمومًا، لذا نوفيكم بكافة التفاصيل، فقط تابعونا عبر موقعنا القرار
عناصر الموضوع
ما هو القطاع الغير ربحي في المملكة
تزداد فرادة كل منظمة غير ربحية في اختيار مصادر دخل تناسبها بشكل أفضل مع ازدياد عدد المنظمات غير الربحية على مر العقد الماضي، يعتمد نجاح المنظمات الغير ربحية على قدرتها على توليد الإيرادات والحفاظ على استقرارها المالي، تتغير مصادر التمويل لهذه المنظمات باستمرار، حيث تنخفض المنح الحكومية في بعض الأحيان وتتغير التبرعات من الأفراد والمنظمات من عام إلى آخر.
لهذا السبب، تتجه العديد من المنظمات الغير ربحية نحو زيادة تنوع مصادر تمويلها، على سبيل المثال، بدأت بعض المنظمات التي اعتمدت في الماضي على المنح الحكومية في جهود جمع الأموال من المانحين الأفراد، يمكن لهذا التنوع في مصادر الدخل والتمويل أن يساعد في تقليل المخاطر المالية وضمان استمرارية العمل الخيري.
أهداف القطاع الغير ربحي
أهداف القطاع غير الربحي هي:
- تقديم الخدمات والدعم: غالبًا ما يكون الهدف الرئيسي للمنظمات غير الربحية تقديم خدمات ودعم للمجتمع والأفراد في مجموعة متنوعة من المجالات مثل الصحة، والتعليم، والرعاية الاجتماعية، والبيئة.
- تحقيق أهداف خيرية: تعمل المنظمات غير الربحية على تحقيق أهداف خيرية معينة، مثل مكافحة الفقر، والتشجيع على الابتكار الاجتماعي، وتعزيز حقوق الإنسان، والتوعية بالقضايا البيئية.
- الحفاظ على الاستدامة المالية: تسعى المنظمات غير الربحية إلى تحقيق استقرار مالي من خلال مصادر تمويل متنوعة، بما في ذلك التبرعات من الأفراد والمؤسسات، والمنح الحكومية، وإيرادات مشروعات خاصة.
- توجيه المساعدة للأفراد والجماعات المحتاجة: تقدم المنظمات غير الربحية دعمًا مباشرًا للأفراد والجماعات في حاجة، سواء كان ذلك عن طريق المنح النقدية، أو الخدمات الاجتماعية، أو برامج التعليم والتدريب.
- التعاون مع الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأخرى: المنظمات غير الربحية تبني علاقات وثيقة مع الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأخرى من أجل تعزيز التعاون وتحقيق أهداف مشتركة.
- الوعي والتثقيف: تقوم ببناء الوعي حول قضايا محددة وتثقيف الجمهور حول مسائل مهمة، سواء كان ذلك من خلال حملات توعية أو برامج تعليمية.
- المساهمة في التنمية المجتمعية: تلعب المنظمات غير الربحية دورًا مهمًا في تعزيز التنمية المستدامة وبناء مجتمعات أكثر قوة وازدهارًا.
محاسبة المنظمات غير الربحية
المحاسبة غير الربحية هي نظام لمراقبة وإدارة الأمور المالية تطبقه المنظمات غير الهادفة للربح، يُطبق هذا النظام بهدف ضمان مصداقية المنظمات وضمان استخدام التبرعات بكفاءة لتحقيق الأهداف السامية لكل منظمة غير ربحية، يتضمن هذا النظام مجموعة من الإجراءات والقواعد المحاسبية التي تمكن الإدارة من تتبع تدفق الأموال والتبرعات الواردة والمنصرفة.
تعتمد المنظمات غير الربحية أيضًا على مبدأ إعداد تقرير الأنشطة، والذي يساعد في توثيق الأنشطة السنوية التي تقوم بها المنظمة، هذا التقرير يعكس جميع الأنشطة والمشروعات التي تم تنفيذها خلال السنة، ويساهم في توضيح كيفية استخدام التمويل بشكل فعّال.
باختصار، المحاسبة غير الربحية تُعتبر أداة أساسية تساهم في إدارة المال وتحقيق الأهداف لدى المنظمات غير الربحية، مع التركيز على الشفافية والاستدامة المالية.
أمثلة عن القطاع الغير ربحي في المملكة
هناك العديد من الأمثلة على المؤسسات والمنظمات غير الربحية في المملكة العربية السعودية، وهذه بعض الأمثلة على أنواع المنظمات والأنشطة التي تُقدمها:
- الجمعيات الخيرية: تعمل الجمعيات الخيرية في المملكة على تقديم الدعم والمساعدة للفقراء والمحتاجين، مثل جمعيات الهلال الأحمر السعودي وجمعية إحسان.
- التعليم والبحث: تشجع المملكة على التعليم والبحث من خلال منظمات تقدم منح دراسية ودعمًا للبحث العلمي، مثل مؤسسة الملك عبد الله للبحث والتنمية ومعهد الملك فيصل للدراسات الإسلامية.
- الرياضة والشباب: هناك العديد من الأندية والمنظمات الرياضية والشبابية التي تعمل على تعزيز النشاطات الرياضية والترفيهية، مثل الهيئة العامة للرياضة والاتحادات الرياضية المختلفة.
- الثقافة والفنون: تعزز المملكة الثقافة والفنون من خلال دعم المكتبات والمتاحف والفعاليات الثقافية، مثل وزارة الثقافة والهيئة العامة للترفيه.
- الرعاية الصحية: تقدم المستشفيات والمراكز الطبية الخيرية الرعاية الصحية للمواطنين، مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الملك عبد العزيز للأورام.
- البيئة والاستدامة: تعمل بعض المنظمات على تعزيز الوعي بقضايا البيئة وتنفيذ مشاريع استدامة، مثل مؤسسة مياه الرياض ومركز الملك سلمان للبيئة.
نمو القطاع غير الربحي
المنظمات غير الربحية قد شهدت توسعًا كبيرًا على الصعيدين الوطني والدولي، وخاصة في البلدان النامية، قد عملت هذه المنظمات جنبًا إلى جنب مع الحكومات لإيجاد حلول لمشكلات ملحة في المجتمع، مثل مكافحة الفقر، من بين أمثلة هذه المنظمات، تجد المنظمات غير الربحية التابعة لمنظمة حقوق الإنسان الدولية، والتي ساهمت في التعاون مع الأمم المتحدة لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان الدولية في جميع أنحاء العالم.
تُعتبر هذه المنظمات ميزة مهمة لأنها تتمتع بمصداقية العدم التمييز والاستقلالية عن أي دولة معينة، وهي تعمل على مساعدة الجميع والعمل على إيجاد حلول شاملة للمشاكل المجتمعية، علاوة على ذلك، توجد منظمات أخرى غير الربحية تعمل في مجالات متنوعة، مثل منظمات الإغاثة من الجوع التي تسعى لتخفيف حدة الفقر في جميع أنحاء العالم.
يجدر بالذكر أن العديد من المنظمات غير الربحية قد تطورت لتضم مكونات تجارية، حيث تحولت من الاعتماد الكامل على التبرعات إلى البحث عن مصادر إيرادات تجارية بجانب التبرعات، هذا يشمل التطور في قطاع الرعاية الصحية الذي يقدم الخدمات الإنسانية بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
بالإضافة إلى ذلك، تعتمد بعض المنظمات غير الربحية على دعم من الأفراد الأثرياء في المجتمع، والذين لهم تأثير كبير في صنع القرار داخل هذه المنظمات، تلك المشاركة الفعالة تساهم في تعزيز الأهداف والرؤية للمنظمات غير الربحية.
ما الفرق بين الشركات الربحية وغير الربحية؟
الاختلاف الأولي بين الكيانات الربحية والغير ربحية يظهر من خلال عدة جوانب، ففي الأمور المالية، الكيانات غير الربحية لا تُصدر أسهمًا للمستثمرين وبالتالي ليس لديها أرباح توزعها على المساهمين، هذه الكيانات غير ربحية غالبًا ما تتعامل بمبدأ الاستدامة المالية وليس لديها هدف تحقيق الربح.
بالإضافة إلى ذلك، في القطاع الغير ربحي، قد لا تدفع الكيانات مرتبات لموظفيها وتعتمد على العمل التطوعي أو التعاون مع متطوعين، هذا يتيح لهم تخصيص المزيد من الموارد لتحقيق أهدافهم الاجتماعية.
أيضًا، الكيانات غير الربحية قد لا تتضمن أعدادًا كبيرة من أعضاء مجالس الإدارة أو المديرين، وهذا يمكن أن يكون بسبب هدفها الرئيسي الذي يكون غالبًا تقديم الخدمات أو تحقيق الأهداف الاجتماعية بدلاً من تحقيق الأرباح.
في نهاية النقاش، يُظهر القطاع الغير ربحي في المملكة العربية السعودية التزامًا قويًا بخدمة المجتمع وتحقيق الأهداف الاجتماعية والإنسانية، يلعب هذا القطاع دورًا حيويًا في تقديم الدعم والخدمات للمحتاجين وتعزيز التعليم والثقافة والصحة، وهو شريك حيوي للحكومة في تحقيق التنمية المستدامة.
قد يهمك أيضًا: التصنيف السعودي الموحد للمهن