الاقتصاد في المملكة العربية السعودية؛ شهد اقتصاد السوق الحر في المملكة العربية السعودية تغيرات ملحوظة في فترة زمنية قصيرة نسبيًا، ولقد تطورت من مجتمع زراعي أساسي إلى قوة اقتصادية إقليمية وعالمية ذات بنية تحتية حديثة، ومن المرجح أن تصبح المملكة العربية السعودية واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم هذا العام، ولمزيد من التفاصيل تابع معنا عبر القرار
عناصر الموضوع
المملكة العربية السعودية
المملكة العربية السعودية هي أكبر دولة في شبه الجزيرة العربية، وتحتل مساحة تعادل مساحة الولايات المتحدة شرق نهر المسيسيبي، كما يبلغ عدد سكان المملكة العربية السعودية 27 مليون نسمة، منهم 8.4 مليون مقيم أجنبي (إحصاء 2010)، وعاصمتها هي الرياض.
تتميز جغرافية المملكة العربية السعودية بالتنوع، حيث توجد الغابات والمراعي وسلاسل الجبال والصحاري، ويختلف المناخ من منطقة إلى أخرى، كما يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى أكثر من 110 درجة فهرنهايت في الصحراء في الصيف، بينما في فصل الشتاء في الأجزاء الشمالية والوسطى من البلاد يمكن أن تنخفض إلى ما دون درجة التجمد، وتتساقط أمطار قليلة جدًا على المملكة العربية السعودية، حيث يبلغ متوسطها حوالي أربع بوصات سنويًا.
الاقتصاد في المملكة العربية السعودية
يعتبر البترول جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد السعودي؛ حيث أن المملكة العربية السعودية هي أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم؛ في العقود الأخيرة، قامت المملكة بتنويع اقتصادها بشكل متزايد، واليوم تنتج وتصدر مجموعة متنوعة من السلع الصناعية في جميع أنحاء العالم.
للحكومة دور أساسي في التنمية الصناعية والاقتصادية، حيث تقوم وزارة الاقتصاد والتخطيط بصياغة خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تحدد الأهداف الاقتصادية طويلة المدى/ وتشرف وزارات فردية على قطاعات إضافية من الاقتصاد، مثل الزراعة والطاقة والنقل والاتصالات والمالية.
ويلعب القطاع الخاص دوراً أكبر على نحو متزايد في الاقتصاد السعودي، فهو يمثل الآن 48% من الناتج المحلي الإجمالي، ومن المتوقع أن يستمر القطاع في النمو، خاصة مع فتح المملكة العربية السعودية أبوابها بشكل أكبر أمام الاستثمار الأجنبي.
وفي ديسمبر 2005، انضمت المملكة العربية السعودية إلى منظمة التجارة العالمية، وهو تطور مهم يمنح المنتجات السعودية وصولاً أكبر إلى الأسواق العالمية، ويخلق فرص العمل ويشجع الاستثمار الأجنبي.
بناء اقتصاد حديث
عندما تأسست المملكة الحديثة في عام 1932، كانت شبه الجزيرة العربية مجتمعًا زراعيًا يعتمد على الزراعة والتجارة – وخاصة صادرات التمور والتجارة الناتجة عن الحجاج القادمين إلى مكة والمدينة، وكانت تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لدعم ذلك النوع من النمو الاقتصادي الذي تصوره مؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
وقد أدى اكتشاف النفط بكميات تجارية عام 1938 إلى تغيير ذلك، وبعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الثانية، وفرت صادرات النفط الثابتة الأموال اللازمة لبناء البنية التحتية الأساسية من الطرق والمطارات والموانئ البحرية والمدارس والمستشفيات.
في عام 1970، قدمت المملكة العربية السعودية أول سلسلة من خطط التنمية الخمسية المستمرة لبناء اقتصاد حديث قادر على إنتاج السلع الاستهلاكية والصناعية التي كانت مستوردة في السابق، وقد تم توسيع البنية التحتية للبلاد، مما سمح بازدهار الصناعة والتجارة.
وفي الوقت نفسه، استثمرت شركة النفط الوطنية، أرامكو، في مرافق إنتاج جديدة وخطوط أنابيب ومصانع ومرافق شحن وواصلت التنقيب عن رواسب جديدة لتعظيم أرباح قطاع النفط، والتي كانت ضرورية لتمويل المزيد من النمو.
وكانت النتيجة تحولًا اقتصاديًا مطردًا للبلاد، وتعد المملكة العربية السعودية اليوم واحدة من أسرع الدول نمواً في العالم.
المدن الصناعية
في حين لا يزال النفط يهيمن على القاعدة الاقتصادية في المملكة العربية السعودية، فقد اتخذت المملكة خطوات لتنويع الاقتصاد.
واليوم تشكل المنتجات الصناعية أكثر من 90% من صادرات المملكة غير النفطية، كما تصدر المملكة البتروكيماويات والبلاستيك والسلع المعدنية ومواد البناء والأجهزة الكهربائية إلى حوالي 90 دولة.
وتتركز الصناعات البتروكيماوية وغيرها من الصناعات القائمة على النفط في المدن الصناعية في المراكز الحضرية الكبرى، كما تستخدم هذه المحطات الغاز الطبيعي وسوائل الغاز الطبيعي التي تم حرقها سابقًا، بالإضافة إلى المنتجات المكررة من صناعة النفط لتصنيع المنتجات التي من شأنها تغذية الصناعات غير النفطية.
كما أن التركيز على المنشآت الصناعية في مناطق محددة يسهل توفير خدمات الدعم الحيوية، مثل المياه والطاقة والنقل.
مدينة الجبيل الصناعية
تضم مدينة الجبيل الصناعية الواقعة على الخليج العربي عشرات المصانع والمنشآت الصناعية، بما في ذلك محطة لتحلية المياه وميناء بحري ومعهد للتدريب المهني وكلية.
ينبع الصناعية
تضم مدينة ينبع الصناعية الواقعة على البحر الأحمر ميناءً حديثًا ومصافي ومجمعًا للبتروكيماويات والعديد من شركات التصنيع والدعم.
قدمت الحكومة حوافز لإنشاء شركات خاصة في المدن الصناعية، كما أنشأت الشركة العربية السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، التي أنشئت في عام 1976، منشآت صناعية غير نفطية تستخدم الغاز الطبيعي وسوائل الغاز الطبيعي التي تصنعها صناعة النفط كمواد خام.
وسابك مملوكة بنسبة 70 بالمئة للحكومة السعودية و30 بالمئة لمساهمين من دول مجلس التعاون الخليجي الست، وسرعان ما أصبحت شركة سابك العمود الفقري للتصنيع الناجح في المملكة العربية السعودية. وبحلول عام 1994، كان لديها 15 مصنعًا رئيسيًا تعمل في الجبيل وينبع وجدة، ويبلغ إنتاجها السنوي 13 مليون طن متري.
بحلول عام 2002، بلغ إجمالي الإنتاج 40.6 مليون طن من المواد الكيميائية الأساسية والوسيطة والبوليمرات والبلاستيك والغازات الصناعية والأسمدة والصلب والمعادن الأخرى؛ ومن المتوقع أن يتجاوز هذا الرقم 48 مليون طن بحلول عام 2010.
أحد المشاريع الاقتصادية الأكثر طموحًا حتى الآن هو مدينة الملك عبد الله الاقتصادية الضخمة بالقرب من جدة، والتي بدأ العمل بها في ديسمبر 2005، وسيتضمن المشروع السكني والتجاري الضخم ميناءً مخصصًا، ومنطقة صناعية، ومجمعًا سكنيًا وفندقيًا، ومرافق تعليمية. .
وفي عام 2006، أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله مدناً اقتصادية مماثلة في رابغ وحائل والمدينة المنورة. ويجري أيضًا التخطيط لإنشاء مدينة اقتصادية في مكة المكرمة.
الدعم الحكومي للقطاع الخاص
تلعب الحكومة دورًا أساسيًا في التنمية الصناعية والاقتصادية، حيث تساعد وزارة الاقتصاد والتخطيط في صياغة خطط التنمية الخمسية التي تحدد الأهداف الاقتصادية طويلة المدى، كما تشرف وزارة المالية على تنفيذ السياسات الاقتصادية للدولة. تشرف مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، البنك المركزي في البلاد، على السياسة المالية للبلاد.
ولتسهيل توسيع دور القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني، أنشأت الحكومة خمس مؤسسات ائتمانية متخصصة، توفر الفرص الاقتصادية للعديد من السعوديين الذين لم يتمكنوا في السابق من المنافسة في السوق، كما قدمت هذه المؤسسات المالية القروض للمواطنين من أجل مشاريع تنموية في مجالات الزراعة والصناعة والبناء.
ما هو النظام الاقتصادي في المملكة العربية السعودية؟
يهيمن النفط والصناعات المرتبطة به على اقتصاد المملكة العربية السعودية، ومن حيث احتياطيات النفط، تحتل السعودية المرتبة الأولى عالمياً، حيث تمتلك نحو خمس الاحتياطيات المعروفة في العالم.
ما هي المدن الاقتصادية الأربع في السعودية؟
كل مدينة لديها قطاع تركيز محدد يعمل كمركز للأعمال؛ في البداية، أعلنت المملكة عن تطوير ست مدن اقتصادية، لكن التركيز حاليًا ينصب على أربع مدن اقتصادية في حائل، والمدينة المنورة، ورابغ، وجازان.