أعلن وزير الخارجية، ورئيس مؤتمر المناخ في مصر “”COP27، سامح شكري، نجاح المؤتمر في الوصول إلى حل جذري لأزمة تأثيرات مواجهة التغيرات المناخية السلبية على مصر والدول الإفريقية والعربية؛ بل والعالم أجمع، من خلال التوصل لإنشاء “صندوق الخسائر والأضرار” للتعامل مع مخاطر التحديات المناخية.. إليكم عبر القرار.
إنجاز تاريخي:
واعتبر وزير الخارجية، أن إنشاء “صندوق الخسائر والأضرار” يُعد “إنجاز تاريخي”، حيث إن إنشاء الصندوق جاء بعد 27 عامًا من مطالبة الدول النامية بذلك، وأن إنشائه هو بمثابة نجاح لمؤتمر المناخ في مصر والأطراف ونجاح لمصر التي ترأست المؤتمر ودعمته وعملت على تجاوز كل التحديات المرتبطة بالعمل المناخي.
عناصر الموضوع
كيف أصبح “COP27” قمة التنفيذ؟
وبيّن شكري، في مؤتمر صحفي اليوم الأحد، أن مصر قادت العمل بشكل موضوعي وشفاف ومكتمل من كل العناصر التي أسهمت من قبل الأطراف لتحقيق الهدف، وأن المؤتمر أكد تطبيقا للتسمية التي أطلقت عليه وهي “قمة التنفيذ”، قائلا إنه لم يتم الاكتفاء بالقرارات التقليدية لكن سعى منذ اللحظة الأولى ومنذ الإعداد خلال سنة الانتقال من الرئاسة البريطانية إلى الرئاسة المصرية لتكريس آليات التنفيذ.
انتهاء توتر المفاوضات:
وبعد مفاوضات شابها التوتر استمرت طوال الليل، وافقت الجلسة على بند في النص يقضي بإنشاء صندوق “للخسائر والأضرار” لمساعدة الدول النامية على تحمل التكاليف الفورية للتداعيات الناجمة عن تغير المناخ مثل العواصف والفيضانات.
“COP27” أفضل من جميع القمم السابقة:
من جهته، أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي، أن قمة شرم الشيخ للمناخ نجحت في تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق في القمم السابقة، وهو إنشاء صندوق للخسائر والأضرار وسيكون هذا الصندوق ممولا وله لجنة انتقالية محددة المهام في تنفيذه خلال الأسابيع والشهور القليلة القادمة.
صناعة التاريخ “حرفة مصرية أصيلة”:
وقال محيى الدين، إن الإسهام في صناعة التاريخ “حرفة مصرية أصيلة” في إشارة لإنشاء هذا الصندوق الذي طال انتظاره، موضحاً أن التمويل حظي ببعد آخر وهو الاهتمام بكافة أبعاد التمويل في العمل المناخي، وذلك في تخفيف الانبعاثات الضارة ومنها جهود الالتزام بالتعهدات الخاصة بالـ١٠٠ مليار دولار من جانب الدول المتقدمة؛ رغم أنها لا تتجاوز ١٠٪ من تمويل تكلفة التحول العادل للطاقة في البلدان النامية والأسواق الناشئة، بخلاف الصين، وهو ما سيتم متابعته على أن يكون التمويل العام الدولي مساندا لاستثمارات القطاع الخاص.
خسائر بالمليارات جرّاء التغيرات المناخية:
وأشار محيي الدين، إلى ترحيب الدول النامية بهذا الصندوق وخاصة الدول التي تعرضت على مدار العامين الماضيين لخسائر بالمليارات وضرر لقطاعها الانتاجي نتيجة التغيرات المناخية مثل باكستان وبنجلاديش فضلا عن ما سببته من خسائر في الأرواح.
ربط التكيف بالأمن الغذائي:
وأضاف أن مصر نجحت في وضع موضوع التكيف قيد الاهتمام بربطه ببعض الامور الحياتية الهامة الخاصة بالأمن الغذائي وتطوير قطاعات المياه وحماية الشواطئ وحماية الأراضي من التصحر وحماية الغابات وهو ما يحتاج إلى تمويل ضخم.
خطوة مهمة نحو العدالة:
من ناحيته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أن خروج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27) بقرار إنشاء صندوق الخسائر والأضرار خطوة مهمة نحو العدالة.
وقال جوتيريش، خلال رسالة مصوّرة أوردها مركز أنباء الأمم المتحدة: “من الواضح أن هذا لن يكون كافيا، لكنه بمثابة إشارة سياسية تشتد الحاجة إليها لإعادة بناء الثقة المنهارة”، مؤكدا أن منظومة الأمم المتحدة ستدعم الجهد في كل خطوة على الطريق.
أولويات العمل المناخي:
وأضاف أن هناك أولويات فيما يتعلق بالعمل المناخي، وهي تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، والحفاظ على حدّ 1.5 درجة مئوية لاتفاق باريس، وإنقاذ البشرية من السقوط عند “منحدر المناخ”.
وتابع: “نحن بحاجة إلى خفض الانبعاثات بشكل كبير الآن”، مشيرا إلى أن العالم بحاجة إلى تحقيق قفزة عملاقة في الطموح المناخي، ووضع حدّ لإدمانه على الوقود الأحفوري من خلال الاستثمار “بشكل كبير” في مصادر الطاقة المتجددة.
ضرورة الوفاء بوعد الـ 100 مليار دولار سنويا:
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على الحاجة إلى الوفاء بالوعد الذي طال انتظاره بتقديم 100 مليار دولار سنويا لتمويل تحديات المناخ للبلدان النامية، وتوضيح خريطة طريق تتمتع بالمصداقية لمضاعفة تمويل التكيّف، مؤكدا أهمية تغيير نماذج الأعمال لبنوك التنمية متعددة الأطراف والمؤسسات المالية الدولية.
وجدد دعوته إلى عمل شراكات انتقالية عادلة للطاقة لتسريع التخلص التدريجي من الفحم وتوسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة، وهو ما دعا إليه في كلمته الافتتاحية في مؤتمر المناخ في مصر “COP27”.
ضرورة الحفاظ على 1.5 درجة مئوية:
وشدد جوتيريش على ضرورة ذلك للإبقاء على حدّ 1.5 درجة مئوية في متناول اليد، وأكد أن (COP27) اختُتم بالكثير من “الواجبات” التي لا يزال يتعيّن القيام بها وقليل من الوقت لتنفيذها.
وقال: “نحن بالفعل في منتصف الطريق بين اتـفاق باريس للمناخ عام 2015، والموعد النهائي المحدد لعام 2030.. نحن بحاجة إلى تضافر جهود الجميع لتحقيق العدالة والطموح، وأن هذا يشمل الطموح لإنهاء “الحرب الانتحارية” على الطبيعة التي تغذيها أزمة المناخ، وتتسبب في انقراض الأنواع وتدمير النظم البيئية.
رسالة هامة إلى cop28:
يجدر على رئاسة مؤتمر الأطراف العام القادم cop28 المقرر انعقاده في الإمارات، الاعتراف أن الطريق الوحيد لتحقيق العدالة المناخيّة يتمثل بالاستغناء عن الوقود الأحفوري بكافة أشكاله الفحم، والنفط والغاز.
تأثيرات التغيرات المناخية على العالم في 2022:
وانعقدت قمة المناخ “COP27” في عام شهد العديد من الكوارث، حيث شهد 2022 وقوع فيضانات أودت بحياة أكثر من 1700 شخص في باكستان، إلى جانب جفاف أدى إلى تدمير المحاصيل في الصين وألمانيا وأفريقيا وغرب الولايات المتحدة.
525 مليار دولار خسائر 55 دولة معرضة لخطر تغير المناخ:
وبلغت الخسائر المجمعة المرتبطة بالمناخ على مدار العقدين الماضيين في 55 دولة معرضة للخطر بنحو 525 مليار دولار، تمثل نحو 20% من الناتج المحلي الإجمالي لها جميعًا. فيما تشير بعض الأبحاث إلى أن مثل هذه الخسائر قد تصل بحلول عام 2030 إلى 580 مليار دولار سنويا.
من سيدفع في صندوق الخسائر والأضرار؟
تقول الدول المعرضة للخطر والناشطون إن الدول الغنية التي تسببت في الجزء الأكبر من تغير المناخ بانبعاثاتها على مدار التاريخ يجب أن تدفع الآن.
ورفضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هذا الطرح خشية الدخول في دوامة من الالتزامات. وتراجع الاتحاد الأوروبي عن موقفه في مؤتمر كوب27 وقال إنه يؤيد تأسيس صندوق بموجب شروط معينة، من بينها أن تدفع فيه الصين، التي تصنفها الأمم المتحدة دولة نامية، لكنها أيضا ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم.