التجارة العالمية للغذاء  ٢٠٢٥ ترسم خريطة جديدة للصادرات والواردات وسط تقلبات المناخ والأسواق

تشهد التجارة العالمية للغذاء والزراعة نموا وتغيرات متسارعة جعلتها أحد أعمدة الاقتصاد العالمي خلال السنوات الأخيرة ومع بداية عام ٢٠٢٥ تتجه أنظار الأسواق والمستثمرين إلى تحولات موازين التصدير والاستيراد بين القوى الزراعية الكبرى وسط تحديات مناخية وتقلبات في الأسعار وسلاسل الإمداد الأمر الذي يعيد رسم خريطة التجارة الزراعية عالميا

تشكل التجارة الدولية في الغذاء والزراعة جزءا كبيرا من الاقتصاد العالمي حيث وصلت قيمتها إلى نحو ٢٫٣ تريليون دولار وتتصدر قائمة أكبر جهات التصدير العالمية كتلة الاتحاد الأوروبي تليها الولايات المتحدة ثم البرازيل والصين وكندا وتمثل هذه الاقتصادات نسبة كبيرة من قيمة وأحجام الصادرات الزراعية العالمية بينما تتصدر الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة قائمة أكبر الدول أو الكتل المستوردة للحاصلات الزراعية حيث يتركز جانب كبير من الطلب العالمي على الحبوب والزيوت والبروتينات الحيوانية والمواد الخام الغذائية

تشير البيانات إلى أن التجارة الحاصلات الزراعية  عالميا واسعة ومتنوعة وتشكل بعض المحاصيل مثل فول الصويا وزيوت النخيل والحبوب والأرز واللحوم الجزء الأكبر من قيمة وحجم التبادلات الدولية وتبرز التوقعات خلال الفترة من عام ٢٠٢٥ حتى عام ٢٠٣٤ استمرار نمو الطلب على المنتجات الحيوانية وزيوت الطعام مع تغييرات في أنماط التصدير نتيجة العوامل المناخية والسياسات التجارية بلغت قيمة سوق التجارة الغذائية والزراعية العالمية نحو ٢٫٣ تريليون دولار وتمثل نسبة الإنتاج الغذائي المتداول دوليا حوالي ٢٥ في المئة من إجمالي الإنتاج الغذائي العالمي وتشير مؤشرات عام ٢٠٢٥ إلى استقرار أو تراجع طفيف في أسعار بعض السلع مثل الحبوب والزيوت نتيجة زيادة المعروض في عامي ٢٠٢٤ و٢٠٢٥ مما قد يؤثر على قيمة الصادرات لبعض الدول المصدرة

تتصدر كتلة الاتحاد الأوروبي قائمة المصدرين الكبار للمنتجات الزراعية والغذائية مثل الألبان واللحوم والحبوب المصنعة والمنتجات المتحولة وتأتي الولايات المتحدة في المركز الثاني بقوة صادرات الحبوب وفول الصويا وبعض أنواع اللحوم والمنتجات الغذائية المصنعة وتحتل البرازيل موقعا رياديا في صادرات فول الصويا والذرة ولحوم الأبقار وزيوت البذور مع نمو واضح لحصتها في الأسواق الآسيوية وخاصة السوق الصيني أما الصين فتصدر بعض المنتجات الزراعية المعالجة لكنها تعتبر أكبر مستورد للحبوب والزيوت وتبرز كندا وأستراليا وهولندا في مراكز متقدمة حيث تتميز كندا في تصدير الحبوب والمحاصيل الزراعية وتتفوق أستراليا في اللحوم والحبوب فيما تلعب هولندا دورا محوريا كمركز لتجارة وإعادة تصدير المنتجات الطازجة والخضار والفاكهة

وعلى صعيد الاستيراد تواصل الصين تصدرها كأكبر مستورد للحبوب وفول الصويا والزيوت حيث يشكل طلبها على فول الصويا سوقا ضخما للمصدرين خاصة البرازيل والولايات المتحدة وتستورد الولايات المتحدة كميات كبيرة من المنتجات المعالجة والتوابل والفاكهة الاستوائية ويستورد الاتحاد الأوروبي الكاكاو والقهوة والفواكه الاستوائية وبعض الحبوب فيما تمثل اليابان والمملكة المتحدة إلى جانب بعض دول جنوب شرق آسيا وأفريقيا أسواقا رئيسية لسلع متخصصة مثل الأرز المعالج والمنتجات البحرية واللحوم عالية الجودة

وتشير الأرقام إلى أن البرازيل والولايات المتحدة تهيمنان على نحو ٨٥ في المئة من صادرات فول الصويا العالمية بينما تحتكر إندونيسيا وماليزيا صادرات زيت النخيل حيث صدرت إندونيسيا ما يقارب ٢٩٫٥ مليون طن من منتجات النخيل خلال عام ٢٠٢٤ وفي الأرز تستهدف الهند تسجيل صادرات قياسية تصل إلى حوالي ٢٢٫٥ مليون طن خلال عام ٢٠٢٥ أما الحبوب وخاصة القمح والذرة فتتصدر الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وروسيا قائمة كبار المصدرين مع تحول واضح لصالح البرازيل في الذرة وفول الصويا خلال السنوات الأخيرة وفي قطاع اللحوم تتقدم البرازيل وأستراليا والولايات المتحدة بينما يهيمن الاتحاد الأوروبي ونيوزيلندا على صادرات منتجات الألبان المجففة والزبدة والجبن

وتوضح التوقعات للفترة بين عامي ٢٠٢٥ و٢٠٣٤ أن الطلب على البروتين الحيواني سيواصل الارتفاع في الدول النامية مع تحسن مستويات الدخل وهو ما يزيد الطلب على واردات اللحوم والأعلاف كما تؤثر التغيرات في سلاسل الإمداد والسياسات التجارية على اتجاهات التصدير والأسعار بسرعة كما حدث في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين فيما تلعب العوامل المناخية دورا كبيرا في تحديد حجم الإنتاج ومن ثم حجم الصادرات كما هو الحال في تأثير مواسم الزراعة في أمريكا الجنوبية على وفرة محصولي الصويا والذرة

ولتعزيز القدرة التنافسية ينصح الخبراء المصدّرين وصناع القرار بضرورة تنويع الأسواق والعملاء لتقليل مخاطر القيود أو النزاعات التجارية والاعتماد على البيانات الحديثة في اتخاذ القرارات التسويقية مع الاستثمار في جودة المنتجات ونظم التتبع خاصة في الأسواق التي تطبق معايير صارمة مثل أوروبا واليابان والصين

الجدول الأول — المؤشرات العامة للتجارة الزراعية العالمية

الرقمالمؤشرالسنة
٢٫٣ تريليون دولارقيمة التجارة الغذائية والزراعية العالمية٢٠٢٥
٢٥ ٪نسبة الإنتاج الغذائي المتداول دوليا٢٠٢٥
من ٢٠٢٥ إلى ٢٠٣٤فترة التوقعات المستقبلية

الجدول الثاني — أرقام الصادرات والواردات حسب الدول

الدور في التجارةأهم السلعالدولة / الكتلة
أكبر مصدرألبان، لحوم، حبوب مصنعةالاتحاد الأوروبي
مصدر رئيسيذرة، فول الصويا، لحومالولايات المتحدة
مصدر رئيسيفول الصويا، ذرة، لحوم بقرالبرازيل
أكبر مستوردحبوب، زيوت، فول الصوياالصين
مصدرحبوبكندا
مصدرلحوم، حبوبأستراليا
مركز إعادة تصديرمنتجات طازجةهولندا
مستورد رئيسيأرز معالج، منتجات بحريةاليابان
مستورد رئيسيلحوم عالية الجودةالمملكة المتحدة
   
المحصول / السلعةالدول المهيمنةالنسبة أو الكميةالسنة
فول الصوياالبرازيل والولايات المتحدة٨٥ ٪ من الصادرات العالمية
زيت النخيلإندونيسيا وماليزيا٢٩٫٥ مليون طن (إندونيسيا)٢٠٢٤
الأرزالهند٢٢٫٥ مليون طن مستهدف٢٠٢٥
القمح والذرةالولايات المتحدة والبرازيل وكندا وروسيا
اللحومالبرازيل وأستراليا والولايات المتحدة
منتجات الألبانالاتحاد الأوروبي ونيوزيلندا

الجدول الثالث — أرقام المحاصيل والسلع الزراعية الرئيسية

Related posts

حجم السوق العالمي لسوق الكيماويات الزراعية الجينيرك قد يصل إلى ما بين 22-25 مليار دولار  بحلول عام 2030

الكيماويات الزراعية الجينيريك: مستقبل الزراعة منخفضة التكلفة عالمياً ونمو مطرد حتى 2030

“إتش إم كلوز” العالمية و”جرين ديزرت” تطلقان شراكة تجارية لطرح محفظة أصناف بذور جديدة في السوق المصري