أكد الأستاذ الدكتور أشرف مصطفى، أستاذ متفرغ بقسم علوم الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة الأسكندرية للقرار الأخبارى ، أن احتفال العالم بيوم التربة في الخامس من ديسمبر كل عام – وهو التقليد الذي بدأ منذ اعتماد الأمم المتحدة له عام 2014 – أصبح مناسبة مهمة لإبراز التحديات التي تواجه التربة عالميًا، والتأكيد على دور العلوم الحديثة في حمايتها.

وأوضح د. مصطفى أن الندوة هذا العام ركزت بشكل رئيسي على دور الذكاء الاصطناعي في خدمة القطاع الزراعي، باعتباره “لغة العصر” والأداة الأبرز التي يعول عليها العالم في مواجهة نقص العمالة الزراعية وتحسين كفاءة الإنتاج. وأشار إلى أن الروبوتات تُعد أحد أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مستشهدًا بروبوت “صوفيا” كنموذج لما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة، مؤكدًا أن الشركات العالمية تتسابق حاليًا في تطوير روبوتات زراعية قادرة على أداء مهام دقيقة بسرعة وكفاءة عالية.
أ.د. أشرف مصطفى أستاذ متفرغ بقسم حماية الأراضة والمياة جامعة الأسكندرية خلال ورشة عمل اليوم العالمي للتربة
في احتفالية يوم التربة العالمي: ورشة عمل برعاية جروس كيم تؤكد أهمية الشراكة بين الجامعة والصناعة في تطوير حلول حديثة لحماية التربة وتعزيز الاستدامة الزراعية
الذكاء الاصطناعي والطائرات والروبوتات الزراعية أصبحت خط الدفاع الأول لرفع الإنتاجية وتعويض نقص العمالة وحماية التربة من الإجهاد العالمي
ريادة الأعمال الزراعية تقود المستقبل: أفكار مبتكرة لمشروعات تخرج تتحول إلى نماذج واقعية قادرة على صناعة تغيير حقيقي في قطاع الزراعة الذكية
القطاع الخاص شريك رئيسي في تمكين الابتكار الزراعي: دعم الشركات للمشروعات الطلابية يحول الأفكار إلى منتجات قابلة للتطبيق ويعزز مسار التنمية الزراعية الحديثة
وكشف أنه خلال السنوات الخمس الأخيرة فقد القطاع الزراعي عالميًا ما يقرب من 2 مليون عامل، ما أدى إلى اتساع الفجوة في العمالة المؤهلة، الأمر الذي يفرض الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والميكنة الذكية بوصفهما الحل الواقعي لتعويض هذا العجز. وأضاف أن الشركات تنتج يوميًا آلات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والحركة الآلية، ما يعكس حجم التطور السريع في هذا المجال.
وتحدث الدكتور مصطفى عن ريادة الأعمال الزراعية باعتبارها أحد محركات الاقتصاد في المرحلة الحالية، مؤكدًا أن الأفكار الإبداعية لمشروعات الطلاب – خاصة مشروعات التخرج – تمثل أساسًا لابتكارات يمكن تحويلها إلى منتجات حقيقية على أرض الواقع إذا وجدت الدعم اللازم من القطاع الخاص. وأشار إلى أن النموذج الأولي “Prototype” هو الخطوة الفاصلة بين فكرة ورقية ومشروع قابل للتنفيذ، لافتًا إلى أن أحد مشروعات الطلاب هذا العام قدّم نموذجًا لجهاز قياس رطوبة التربة، يساهم في تحديد احتياجات الري بدقة، ويخفض التكلفة المائية.










وحول وضع التربة عالميًا، شدد د. مصطفى على أن التربة أصبحت مرهقة ومجهدة نتيجة الضغط السكاني الهائل الذي تجاوز 9 مليارات نسمة، والزراعة المستمرة لسنوات طويلة. وقال إن التعامل مع التربة اليوم يجب أن يكون بمنهج “صديق للبيئة”، يعتمد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لرفع الإنتاجية دون الإضرار بالموارد الطبيعية، وهو ما يتوافق مع شعار يوم التربة العالمي.
كما أشار إلى وجود تحديين رئيسيين يواجهان تطبيق الزراعة الذكية في مصر
صغر الحيازات الزراعية مقارنة بالدول الكبرى، مما يعيق استخدام بعض الآلات الذكية المتطورة
ثقافة المزارع التقليدية، التي تتطلب جهدًا كبيرًا لإقناع المزارعين بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي ليست رفاهية، بل وسيلة لتقليل استهلاك المياه والطاقة، ورفع جودة المحصول، والحفاظ على التربة
وفي ختام تصريحه، أعرب د. مصطفى عن تفاؤله بقدرة القطاع الزراعي في مصر على التوسع في استخدام الزراعة الذكية خلال السنوات المقبلة، خاصة مع تزايد الوعي ووجود مبادرات حقيقية لتعزيز التعاون بين الجامعات والقطاع الخاص.














