عبدالعاطي: مستعدون للاستثمار والتنمية للشعب الإثيوبي.. ويمتلكون الحق في إقامة السدود باتفاق
-التحدي الخاص بأمان سد النهضة كبير.. يحتاج استثمارات لتأمين منظومة السد العالي قيمتها 20 مليار جنيه
كتب- فريق القرار:
قال الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، إن مصر على استعداد ومنفتحة للمفاوضات من أجل حل أي مشكلة وخاصة مشكلة سد النهضة، لافتًا إلى أن الرباعية الدولية التي تضم الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة، تضمن للجميع حيادية الموقف وتمنع مجاملة دولة على حساب دولة أخرى.
وأضاف عبدالعاطي، في تصريحات متلفزة له اليوم، أن الدول التي تمتلك إرادة سياسية لن تخشى الرباعية الدولية، معلقًا: «اللي عنده مشكلة هيخاف من الرباعية، ويعارضها من لديه مشكلة في الوصول لاتفاق».
وأشار إلى تقديم مصر كل المرونة الممكنة وأثبتت الأمر بالتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق واشنطن، مؤكدًا أن مصر لن تسمح بحدوث أزمة مياه للشعب المصري، إذ أن الوزارة تنفذ مشروعات عدة للتغلب على أزمة المياه الحالية، ونسبة العجز في الاحتياجات التي بلغت 94%.
وعدَّد وزير الري المشروعات المنفذة للتغلب على تحديات المياه ومنها تبطين الترع والري الحديث والذكي وإعادة استخدام المياه مرة أخرى، إضافة إلى محطات المياه كمحطة بحر البقر والحمام، التي تعالج كل واحدة منها 6 ملايين متر مكعب في اليوم لحل الاختناقات الحالية.
ونوه إلى أن نقصان مليار متر مكعب من حصة مصر المائية يؤثر على مليون مواطن، ما يؤدي إلى أن تصبح هذه الفئة أفقر شريحة في المجتمع، وتصبح فريسة سهلة للجماعات المتطرفة، واللجوء إلى الهجرة غير الشرعية، بما يهدد أمن مصر والدول المجاورة، موضحًا أن معيشة 40 مليون شخص في مصر تعتمد بشكل رئيسي على الزراعة.
وقال عبدالعاطي، إن مصر قدمت أكثر من 15 سيناريو بالنسبة لسد النهضة، معقبًا على رد الجانب الإثيوبي: «تحججوا بحساب المياه من السد العالي، ورموا التأخير والمعوقات على مصر.. وأتمنى الطرف الآخر بدلًا من الكلام الكثير والترويج أنه مظلوم يثبت حسن النية والجدية في الوصول إلى اتفاق».
وعن تصريحات إثيوبيا بأن مصر تستحوذ على نصيب الأسد من مياه النيل، لفت إلى أن إثيوبيا تستقبل 150 مليار متر مكعب من نهر النيل بخلاف أحواض الأنهار الأخرى، والمياه الجوفية المقدرة بـ40 مليار متر مكعب، مضيفًا: «بيقولوا مصر تستحوذ على نصيب الأسد هقوله إحنا عاوزين بقية حصتنا، ده إنت اللي عندك حصة الأسد وأنا عاوز نصيبي من هذه الحصة لأنني لم أحصل عليها بعد»، وفقًا لتعبيره.
وشدد وزير الري، على أهمية عدم الترويج لمعلومات خاطئة لعدم تسميم العلاقات بين الشعوب، مجيبًا عن قول إثيوبيا رغبتها في توليد الكهرباء لشعبها ببناء السد: «لديه حق أن 70% من الشعب الإثيوبي ليس لديه كهرباء، لكن لماذا يصدر معظم إنتاجه من الكهرباء؟ واتفاق واشنطن ضمن توليد سد النهضة الكهرباء بنسبة 85% في أسوأ السيناريوهات».
وأكد أن الدولة المصرية مستعدة للاستثمار والتنمية للشعب الإثيوبي، إضافة إلى أنهم يمتلكون الحق في إقامة السدود باتفاق لأن نهر النيل مشترك ودولي، محذرًا من أن التحدي الخاص بأمان سد النهضة كبير، وخاصة أن احتمال حدوث مشكلة يحتاج استثمارات لتأمين منظومة السد العالي قيمتها 20 مليار جنيه.
وأضاف عبدالعاطي، أن مصر تأخذ أي تقارير ودراسات منشورة حول أمان السد بمحمل الجدية لأنها «لن تترك شيئًا للصدفة أو الاحتمال»، مختتمًا عن التنسيق مع السودان: «التنسيق على أعلى المستويات مع السودان وتلاقت الرؤى بالنسبة للمصالح المشتركة، وقلق البلد الشقيق مضاعف من السد لأنه على الحدود ومن الممكن أن يكون مصدرًا للجفاف أو الفيضان بشكل كبير».