انطلقت، اليوم، فعاليات الدورة السادسة من أسبوع القاهرة للمياه، بعنوان “العمل على التكيف في قطاع المياه من أجل الاستدامة”، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة العديد من المنظمات الدولية والإقليمية. بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية، ووزراء الري، والخارجية، والتعاون الدولي، والشباب والرياضة، في الجلسة الافتتاحية، بالإضافة إلى سفير الاتحاد الأوروبي، ووزير المياه اللبناني، وعددا من ممثلي الدول والمنظمات المشاركة.
قال وزير الخارجية، سامح شكري، إن التعاون العابر للحدود ركن أصيل لاستيفاء حق الإنسان في المياه، وهو شرط أساسي للحياة، وأن مصر تعاني من ندرة مائية فريدة على مستوى العالم لكونها بين الأقل في معدلات سقوط الأمطار.
وأكد شكري، خلال مشاركته في افتتاح الدورة السادسة لأسبوع القاهرة للمياه، أن النيل المصدر الأول والأهم للأمن الغذائي والزراعة في مصر، لافتا إلى أنه رغم جهود إعادة استخدام المياه، فإن مصر تعاني ٥٥٪ عجزا بين مواردها واحتياجاتها المائية، مشيرا إلى أن مصر باعتبارها دول المصب الأخير لنهر النيل فإنها الأكثر تأثرا بتداعيات أي ممارسات.
وأضاف أن تكثيف التعاون المائي الفعال العابر للحدود أمر وجودي، مؤكدا أن الموازنة بين مصالح الأطراف المتشاطئة أمر يمكن تحقيقه إذا ما اقترن ذلك بالنوايا الحسنة الصادقة، مؤكدا إيمان مصر بأن هذا النهج يمكّن الأطراف كافة من إقامة المشروعات دون الإضرار بالآخرين ويتيح تعظيم الموارد المائية المشتركة.
كما شدد على عدم مشروعية الحرمان من الحق في المياه بالتزامن مع الانتهاكات غير المسبوقة التي يواجهها المدنيين الفلسطينيين، التي تتضافر جهودنا الدولية لإيقافها.
وقال شكري إن مصر تمكنت خلال رئاستها لمؤتمر المناخ COP27 من إدراج المياه في القرار الجامع الصادر عن المؤتمر للمرة الأولى في تاريخ مؤتمرات المناخ الأممية، بالتوصل إلى اتفاق تاريخي بإنشاء صندوق للتعامل مع الخسائر والأضرار المناخية في الدول النامية، وهو ما تتجلى أهميته على ضوء ما شهدته السنوات الماضية من توالي موجات الجفاف والحرارة الشديدة والفيضانات المدمرة.
ولفت الوزير، إلى أن مصر قادت مع اليابان الحوار التفاعلي الثالث حول “المياه من أجل المناخ والقدرة على الصمود، خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في مارس 2023. كما عملت مصر بالتعاون مع فنلندا على تأسيس المجموعة العابرة للأقاليم بشأن المياه، والتي أصدرت بياناً انضمت إليه 168 دولة و11 منظمة للدفع بضرورة التعاون في قضايا المياه الدولية.
وشدّد وزير الخارجية على إيمان مصر بأهمية التعاون في أحواض المياه العابرة للحدود لضمان استيفاء حق الإنسان في المياه، والذي يعد بدوره شرطاً لا غنى عنه لضمان حق الإنسان في الحياة، منوهاً بحالة الندرة المائية الفريدة من نوعها دولياً التي تعاني منها مصر، واعتمادها شبه المطلق على المياه العابرة للحدود من نهر النيل، الذي يعد المصدر الأول والأهم لأمن مصر الغذائي عبر الزراعة.
وأشار إلى أهمية مناقشة السبل المثلى لضمان الحق في المياه كحق إنساني أصيل، لا سيما لمن يواجهون ظروفاً استثنائية كاللاجئين والنازحين داخلياً، والأشخاص تحت الاحتلال، وعدم مشروعية حرمان المدنيين من هذا الحق خلال النزاعات المسلحة، وهو الأمر الذي يكتسب أهمية بالغة في اللحظة الراهنة نظراً للانتهاكات غير المسبوقة التي يواجهها المدنيون الفلسطينيون في غزة عبر الأيام الماضية.
من جهتها، قالت فلوريكا فينك هويجر، ممثلة للاتحاد الأوروبي، وهي ترتدي الشال الفلسطيني، إن إتاحة المياه حق إنساني، مؤكدة أن المدنيين لا يمكن أن يكونوا هدفا أو دروعا بشرية. وأن المياه لا يجب أن تكون سلاحا أو مصدرا للصراع.
وأضافت هويجر، في افتتاح فعاليات أسبوع القاهرة السادس للمياه، أن تغيرات المناخ أفقدت حياة الكثيرين من البشر، والاتحاد الأوروبي لم يعد يحظى بوفرة المياه وأن تقديرات السنوات المقبلة تشير إلى أنها ستشهد جفافا. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي سيعين مندوبا للمياه في الأمم المتحدة، كما يخطط لإطلاق مبادرة للصمود العام المقبل.
وأشار إلى أهمية الوضع في الاعتبار إعادة استخدام المياه، وكذلك كفاءة الاستخدام نفسه. كما شددت على أهمية الترابط بين المياه والطاقة والغذاء، وكذلك التعاون العابر للحدود.