افتتحت وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، فعاليات المؤتمر الدولى الثالث للتشييد المستدام وإدارة المشروعات “تحت عنوان الإدارة المتكاملة للمدن الذكية والذى تنظمه وزارة الإسكان فى الفترة من 20- 22 يونيو الجارى، بالمركز القومى لبحوث الإسكان والبناء، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وذلك بحضور اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة والدكتور خالد الدهبى رئيس مركز بحوث البناء والدكتور رامى احمد نائب وزير الاتصالات والدكتورة منى قطب ممثلة عن وزارة النقل، وأعضاء مجلس النواب َممثلين عن القطاع الخاص.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد فى كلمتها، أهمية المؤتمر فى ظل تداعيات جائحة كورونا التى يعانى منها العالم، والتى غيرت التوجهات العالمية فى التعامل مع قطاعات التنمية ومنها التشييد والبناء، وخلقت زخم سياسى دولى نحو إعادة البناء والتعافى الأخضر.
وأوضحت وزيرة البيئة، أن وضع الاستدامة والبعد البيئى فى قلب عملية التنمية كانت توجيه واضح من الرئيس عبد الفتاح السيسى للحكومة، فأصبح الجميع شركاء ومسئولين عن الوصول للتعافى الأخضر والتنمية المستدامة، مما تطلب تحضير موازنة الدولة لذلك، فاعتمدت حكومة الدكتور مصطفى مدبولى لأول مرة معايير مصرية للاستدامة البيئية تدمج فى مشروعات الخطة الاستثمارية للدولة، فأصبحت 50% من مشروعاتنا بدءا من العام الحالى مشروعات خضراء تراعى دمج الأبعاد البيئية.
ونوّهت بأنه تم إشراك القطاع الخاص فى منظومة إدارة المخلفات وتحويل المخلفات لطاقة التى يمكن أن يكون لها علاقة مباشرة بقطاع التشييد والبناء من خلال الاستفادة من مخلفات المجتمعات العمرانية بإنتاج طاقة نظيفة، مضيفة: “ومع التوسع فى المدن الذكية تتزايد المخلفات الإلكترونية التى يمكن إعادة استخدامها مرة أخرى، فساعدت الحكومة مجموعة من مصانع تدوير المخلفات الإلكترونية على توفيق أوضاعها لتكون لبنة لمنظومة تدوير المخلفات الإلكترونية”.
وقالت وزيرة البيئة، إن الفترة الماضية شهدت جهود حثيثة من وزارة البيئة فى إعداد الاستراتيجية الوطنية لإدارة مخلفات البناء والهدم من خلال البرنامج الوطنى لإدارة المخلفات الصلبة التابع للوزارة وبالتعاون مع الوزارات المعنية، تنفيذا لتكليفات رئيس الجمهورية بإعداد الملف الخاص للتعامل مع مخلفات البناء والهدم، لخلق نظام فعال ومستدام لإدارة مخلفات البناء والهدم، خاصة مع التنامى فى قطاع التشييد والبناء فى مصر والتوسع فى المجتمعات العمرانية، مما أدى لتزايد مخلفات الهدم والبناء، وتم اتخاذ خطوات سريعة ومنها اعتماد 16 مواصفة لإعادة استخدام مخلفات الهدم والبناء فى الطرق بالتعاون بين وزارة البيئة ومركز بحوث الإسكان والبناء.
كما أشارت وزيرة البيئة إلى أن هناك عددا من الإجراءات والمشروعات التى تخوف المجتمع من إمكانية تطبيقها فى البداية، ولكنها نجحت خلال بضع سنوات من تحقيق نتائج واضحة وإيجابية، كنتاج لخلق سياسات قابلة للتطبيق وإتاحة الفرصة للقطاع الخاص والعمل على سد الفجوة بين العلم والتطبيق العملي.
واسترشدت الوزيرة بمشروعات مثل كفاءة الطاقة، والطاقة الجديدة والمتجددة، ومشروعات النقل الجماعى التى بدأت بمشروع “استدامة النقل” بالتعاون بين وزارتى البيئة والإسكان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بهدف خلق وسيلة نقل جماعية مناسبة تحفز المواطن على استبدال سيارته الشخصية بوسيلة نقل جماعية مناسبة، بما يساعد على تقليل الزحام والانبعاثات الملوثة وخلق وفر اقتصادي، و بالشراكة مع القطاع الخاص بدأنا مشروع رائد هو مواصلات مصر للنقل الجماعي.
وشددت الوزيرة على ضرورة اتخاذ خطوات سريعة للتحول نحو التشييد الأخضر، موضحة أن قطاع التشييد والبناء دوليا وتبعا لآخر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة يستهلك 36٪ من الطاقة، وأدى لزيادة الانبعاثات الملوثة خلال عام 2017/2018 بنسبة 2%.
وأكدت أن الدولة تعمل على وضع مزيد من السياسات لتشجيع القطاع الخاص وتحديد الأدوار والمسئوليات، وتحويل العلم إلى تطبيقات عملية، من خلال مراعاة عدد من العوامل ومنها إشراك القطاع المصرفى فى تمويل التشييد الأخضر الذكي، موضحة أن انطلاقا من دور وزارة البيئة فى التخطيط والجمع بين الشركاء، عقدت وزيرة البيئة لقاءات مع ممثلين من القطاع المصرفى والمطورين العقارين لفهم الاحتياجات والتحديات.
كما أشارت الوزيرة إلى دور وعى المواطن بموضوعات التشييد والبناء الأخضر واعتباره شريك أساسى فى تنفيذها، والتوجه نحو الاستفادة من مخلفات الهدم والبناء فى المجتمعات العمرانية لخلق عائد بيئى واقتصادى يعد نموذجا للاقتصاد الدوار.
وأبدت ياسمين استعداد وزارة البيئة لتقديم الدعم الفنى اللازم لكافة المهتمين من القطاع الخاص والمصرفى والمطورين العقاريين للدخول فى مجال التشييد الأخضر.
وعلى هامش المؤتمر، افتتحت وزيرة البيئة ومحافظ الجيزة معرض مصر الدائم للبناء الأخضر والذى تشارك فيه وزارة البيئة كمعرض دائم ومتخصص فى مجال المبانى المستدامة والخضراء لتشجيع وجذب شركات القطاع الخاص فى مجال التخطيط الحضرى والبناء المستدام وغيرها من مجالات الطاقة وإدارة المخلفات وإعادة التدوير، وقد عرض جناح الوزارة نموذج من مجموعة من مواد البناء المعاد تدويرها وبعض المواد التوعوية الخاص بتدوير مخلفات الهدم والبناء.
ويستهدف المؤتمر العديد من القطاعات منها التطوير العقارى والإنشاءات، الهندسة الكهربائية، التخطيط العمراني، النقل و تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كما تضم اجندة المؤتمر ورش عمل حول موضوعات التحول الى المبانى الخضراء وإدارة المدن الذكية، الاقتصاد الذكي، إدارة أنظمة النقل الذكية، الحوكمة، والإدارة الذكية لمخالفات البناء والهدم الى جانب موضوعات حول الشراكة بين القطاع العام والخاص، إدارة الأصول المستدامة والتشييد المستدام، إدارة المخلفات الصلبة وتقنيات المعلومات والاتصالات للمدن الذكية وغيرها.