مدير المعمل المركزى للمناخ الزراعى الدكتور أحمد عوني:
اتوقع أن يكون تأثير التغيرات المناخية على إنتاج المانجو أقل من العام السابق
رئيس مركز معلومات تغير المناخ الدكتور محمد فهيم:
هناك تشابه بين مناخ العام الجاري والسابق.. والاختلاف أن إنتاج المحاصيل الزراعية هذا العام وفير
القطاع الزراعي يُعد الأكثر تعرضًا للمناخ لضعف البنية التحتية مقارنة بالدول المتقدمة
المزارعين ليس لديهم وعي كافٍ بقضية التغيرات المناخية
مدير معهد بحوث الاقتصاد الزراعي الدكتور علي عبد المحسن:
اتوقع إنتاجية أكبر لمحصول المانجو لأن طقس 2022 أفضل
التغيرات المناخية تؤثر على الصادرات الزراعية بالسلب والإيجاب أيضًا
نقيب الزراعيين الدكتور سيد خليفة:
مصر تقاوم التغيرات المناخية الآن بزراعة الأشجار والتحضر للأخضر
اقترب موعد جني إما الأرباح أو الخسائر للفلاح المصري؛ الذي يضع يده على قلبه خشية التغيرات المناخية وما ينجم عنها من تقلبات تودي بمحاصيل الصيف؛ جرّاء تقلبات الربيع من حيث صقيع الليل وسخونة النهار، وها هي أيام وتبدأ ثمار المانجو في الإزهار، وسط مخاوف من تكرار أزمة العام الماضي التي أودت بنصف المحصول تقريبًا.
موعد تزهير المانجو:
ومعروف أنه يبدأ موعد تزهير محصول المانجو في شهري فبراير ومارس، فيما تظهر أولى البشائر في شهر يونيو، إلى أن يتم الجني بالكامل في شهر سبتمبر.
وتأثيرات التغيرات المناخية لا تتوقف عند المانجو فقط؛ بل تؤثر على محاصيل كثيرة جدا، وتتوسع تأثيراتها لتغطي كافة القطاعات الأخرى بخلاف الزراعة، لذا تبذل القيادة السياسية مجهودا جبارا في الإعداد لمؤتمر المناخ COP27 نوفمبر المقبل.
تأثير أقل .. إنتاج أكثر:
“اتوقع أن يكون إنتاج المانجو هذا العام أفضل من العام السابق”، هكذا صرّح الدكتور أحمد عوني، مدير المعمل المركزى للمناخ الزراعى بمركز البحوث الزراعية، لـ”القرار”، قائلاً إن تأثير تغير المناخ هذا العام على إنتاج محصول المانجو لم يظهر حتى الآن، حيث إن المحصول في بداية التزهير، ولكن من المتوقع أن يكون أفضل من العام الماضي.
إنتاج المحاصيل الزراعية وفير:
من جهته، قال الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، إن المحاصيل الزراعية لم تتأثر بالتغيرات المناخية هذا العام، حيث إن إنتاج هذه المحاصيل وفير جداً، مثل الموالح والتي تعتبر أكبر المحاصيل الزراعية تصديرا بنسبة 1.8 مليون طن، تليها البطاطس حوالي 650 ألف طن، والبصل ما بين 400 لـ 650 ألف طن.
وتابع فهيم في تصريح خاص لـ”القرار”: “أيضًا المحاصيل الزراعية الأخرى مثل القمح والفول والشعير والبنجر لم يتأثروا بتغير المناخ السيء؛ حيث إن الأجواء الباردة مناسبة جداً لهذه المحاصيل”.
وأضاف رئيس مركز معلومات تغير المناخ، أن كافة الفواكه فى مصر تُعد محاصيل صيفية وتزهر في فصل الربيع؛ وبداية العقد فى شهري مارس وأبريل، مثل العنب والتفاح والمانجو والكمثري والخوخ والبرقوق والتين والبلح والجوافة والرمان.
تشابه التغيرات المناخية بين العامين:
ولفت إلى أن التقلبات الجوية التي حدثت العام الماضي وأثرت على محصولي المانجو والزيتون، هي نفس الظروف التى حدثت هذا العام ولكن الفرق أن العام الماضي كان الشتاء دافئ وهو ما جعل موسم التزهير يبدأ فى وقت مبكر على عكس هذا الموسم، وهو ما أخر وقت الزهير.
وأكد أنه متوقع انخفاض نسبة الخسائر فى محاصيل الفواكه عن العام الماضي؛ وخاصة محصول المانجو.
هل الزراعة تُعد الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية؟
ونوّه فهيم بأن القطاع الزراعي يُعد أكثر الأنشطة تعرضًا للمناخ، وأكثر الأنشطة ضعفًا في البنية التحتية والأساسية المقاومة لأي تغير في المناخ، فالدول الأوروبية مثلًا تتعرض أحيانًا لتغيرات مناخية حادة، لكن عندهم بنية تحتية لمواجهة التغيرات المناخية وتجنبهم حدوث خسائر كبيرة، لكن المشكلة في مصر عدم وجود هذه البنية.
وعي المزارعين بالتغيرات المناخية:
ولفت إلى أن المزارعين ليس لديهم وعي كافٍ بقضية التغيرات المناخية، لذا فهو بحاجة دائمة لمرشد ودليل زراعي يوجهه توجيهات فنية محددة لضمان إنتاجية أكثر ربحًا وأكثر إنتاجًا، لذا فهو دور على كل مسؤول أن يرشد المزارع إلى الأفضل لزرعته من واقع خبرته في المناخ والأرصاد.
تأثير التغيرات المناخية على المحاصيل الحقلية:
التدهورات المناخية التي حدثت في ربيع 2018؛ خير شاهداً على تأثيرات التغيرات المناخية، والتي نجحت وزارة الزراعة في تلاشيها السنوات التالية لها بالتوصيات الفنية وحسن التعامل مع اضطرابات الطقس، وأيضًا ابتكار أصناف جديدة ذات إنتاجية أفضل، لافتا إلى أنه في 2018 حدثت موجة من الرياح الحارة جدا خفضت الإنتاجية بحوالي من 30 إلى 40%، كذلك انخفضت إنتاجية القمح حوالي من 40 إلى 50%، والمانجو حوالي 35%، والزيتون من 70 إلى 80%، أما المحاصيل الصيفية، فلم تتأثر في هذا العام بصورة كبيرة، خاصةً القطن والذرة والأرز.
طقس 2022 أفضل:
من ناحيته، توقع مدير معهد بحوث الاقتصاد الزراعي بوزارة الزراعة، الدكتور علي عبد المحسن، إنتاجية أفضل لمحصول المانجو هذا العام عن الأعوام السابقة، مؤكدا أن طقس 2022 أفضل من السنوات الماضية التي شهدت أجواء مضطربة من تغير المناخ.
وأضاف عبد المحسن، لـ”القرار”، أنه رغم الظروف القاسية التي حدثت العام الماضي على محصول المانجو؛ إلا أن نسبة التصدير ارتفعت، كما أن إجمالي الصادرات الزراعية المصرية في عام 2021 قفزت لأعلى مستوياتها ووصلت لـ 5.6 مليون طن، بارتفاع وصل إلى حوالي مليون طن.
ولفت إلى أن تأثير تغير المناخ على التصدير بشكل عام قد يكون تأثير إيجابي أو سلبي؛ فارتفاع درجة الحرارة فى فصل الصيف تُسرع من نضج محصول كالعنب، وبالتالي التوسع فى تصديره، حيث يتواجد في مصر في وقت مبكر عن الأسواق الأوروبية.
أما عن تأثر الصادرات بالحرب العالمية بين روسيا وأوكرانيا فإن التأثر ملحوظ، حيث إن بعض الدول بدأت تتجه للاستيراد بدلاً من التصدير؛ لعمل مخزون استراتيجي في ظل الأزمة العالمية.
أهمية مبادرة “اتحضر للأخضر”:
من ناحيته، قال الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، والأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين، إن مصر تقاوم التغيرات المناخية الآن بزراعة الأشجار والتحضر للأخضر عن طريق التحول للاقتصاد الأخضر، لافتا إلى حملة زراعة الأشجار المثمرة بمدينة الغردقة التي تأتي ضمن الحملات الدولية للتوسع في زراعة الأشجار للحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية وانعكاسها علي البيئة البحرية.
وأضاف خليفة، لـ”القرار”، أن مبادرة “اتحضر للأخضر” التي اطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عامين؛ تهدف بشكل أساسي إلى الحد من التصحر ومخاطر التغيرات المناخية، وزراعة أنواع من الأشجار المثمرة أقل استهلاكا للمياه، بالإضافة إلي زراعة أشجار المانجروف علي سواحل سفاجا.
القيمة الاقتصادية للغابات:
ولفت إلى أن مصر لديها خطة للتوسع في إقامة هذه الغابات نظرا للقيمة الاقتصادية لها ودور في الحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، مضيفا أن هذه الخطط تأتي ضمن رؤية مصر 2030 وخطط القارة الإفريقية 2063، مؤكدا على أهمية التنمية الزراعية في تحقيق الأمن الغذائي في مواجهة مخاطر التغيرات المناخية.