المشروع سيكون متسعًا جديدًا للسلع الأساسية التي تستوردها مصر سنويًا بـ 15 مليون دولار
كتب- فريق القرار:
قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن مشروع الدلتا الجديدة هو مشروع واعد في ظل المشروعات القومية التي تنفذها الدولة في الوقت الراهن في مجال الزراعة، من بينها مشروع مستقبل مصر على الساحل الشمالي، وكذلك مشروع محور الضبعة الجديد واستصلاح مليون فدان.
وأضاف نور الدين، في تصريحات صحفية له اليوم، أن مشروع مستقبل مصر يمكن أن يساهم في استصلاح حتى 2.5 مليون فدان، موضحا أن هذه المنطقة واعدة للغاية لكن كان بها بعض المشكلات البسيطة مثل زيادة نسبة الملوحة في الآبار لكن هذه يمكن معالجتها بتكاليف قليلة ويمكن استغلال هذه المساحة بفعالية طالما توفر لها المياه اللازمة لزراعتها.
وأشار إلى أن هذه المنطقة بها عدة مميزات منها قربها من الموانئ المصرية للتصدير، وكذلك قربها من مدن الدلتا كثيفة السكان وكذلك أنها صالحة لزراعة كل الحاصلات الزراعية، مضيفا أن هذه المنطقة تماثل المنطقة الساحلية يسقط عليها أمطار توفر في مياه الري وصالحة لزراعة كل المحاصيل وبالتالي إذا تم استصلاحها ستمثل إضافة كبيرة للرقعة الزراعية المصرية.
ولفت نور الدين، إلى أن مشروع مستقبل مصر الزراعي يضم 2 مليون فدان وكذلك مشروع الضبعة يضم مليون فدان سيؤدي ذلك إلى حدوث طفرة زراعية كبيرة في مصر يمكن من خلالها الاقتراب من الاكتفاء الذاتي في كل الحاصلات الزراعية التي تستوردها مصر، موضحا أن هذا المشروع يبشر بمستقبل واعد للمنطقة القابلة للزراعة.
وشدد على أهمية التنسيق وعدم تشتيت المشروعات الزراعية حتى لا تعاد تجربة مشروع توشكى وترعة السلام، فرغم مرور 35 عاما لم ينتهِ أي من المشروعين، موضحا أن مشروع الدلتا الجديدة يساعد على إعادة توزيع السكان على مساحة أكبر من المعمور المصري بدلا من العيش على مساحة 6.5% من مساحة مصر.
وأكد نور الدين أن المليون فدان التي يستهدفها المشروع يعمل على استيعاب عدد كبير من السكان وهذا سبق تجربته في مصر في مشروع النوبارية في غرب الدلتا وجنوب الإسكندرية التي استوعبت نحو مليون نسمة بعد استصلاح أراضي النوبارية وصولا إلى غرب الإسكندرية، مضيفا أن مشروع الدلتا الجديدة سيستوعب جزء كبير من العمالة في الزراعة والتصنيع الزراعي والتصدير وتجهيز المنتجات للتصدير.
ونوه بأن الزراعة هي الأساس في زيادة السكان وتأسيس مدن جديدة وهو أمر معروف منذ عهد محمد علي الذي أسس مدينة الإسماعيلية بعد شق ترعة الإسماعيلية التي وصلت إليها وخلقت مجتمعا جديدا وهو المحافظة الحالية التي تضم حاليا نحو 5 مليون نسمة، لأن الزراعة جاذبة للسكان وتخلق مجتمعات عمرانية على إثرها بما يسهم في زيادة الكثافة السكانية.
ولفت إلى أن هذا المشروع يسهم في زيادة تحقيق الأمن الغذائي حيث أن مصر تستورد نحو 65% من السلع الأساسية، حيث تعتبر الأولى في استيراد القمح عالميا والخامسة في استيراد زيت الطعام.
وأضاف أن المحاصيل التي سيبدأ زراعتها في هذه المنطقة وفقا لنوعية المياه ستعمل على تلبية تلك الاحتياجات من خلال زراعة محاصيل الزيوت مثل عباد الشمس وفول الصويا والذرة الصفراء، وكذلك الفول والعدس وغيرها من المناطق التي بدأت تقل مساحتها في الدلتا نتيجة ضغط حاصلات أخرى عليها.
وشدد على أن المشروع سيكون متسعا جديدا للسلع الأساسية التي تستوردها مصر سنويا بقيمة 15 مليون دولار، حيث إن مناطق المشروع تكون لتكثيف الزراعة فيها وخاصة مع المناخ المعتدل والأمطار الشتوية الغزيرة في هذه المناطق، التي تعطي فرصا واعدة لإنتاج نوعية جيدة من الحاصلات الزراعية سواء للتصدير أو السوق المحلي.