انطلقت نواة “اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ”؛ مؤتمرات المناخ “مؤتمر الأطراف”، عام 1990؛ حين رفضت اقتراح يستهدف إنشاء لجنة للتفاوض تعمل تحت رعاية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية؛ وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، لذا أُنشئت لجنة دولية للتفاوض على وضع اتفاقية إطارية متعلقة بتغير المناخ، تحت رعاية الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحيث تتضمن تلك الاتفاقية التزامات ملائمة للدول النامية.
وتستعرض لكم منصة “القرار” الإخباري؛ في عدة تقارير مُجهزة، وسيتوالى نشرها الأيام المقبلة، جميع مؤتمرات المناخ التي انعقدت في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، منذ 1995 وحتى الاستعداد لـ 2022.
من كيتو COP3 إلى مراكش COP7
COP 3 – 1997 * كيوتو اليابان
انعقد مؤتمر الأطراف الثالث في ديسمبر 1997 في كيوتو في اليابان، وخلاله اعتُمدت اتفاقية كيوتو بعد مفاوضات مكثفة، والتي حددت الالتزام بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لبلدان المرفق الأول، إلى جانب ما أصبح يعرف بآليات كيوتو مثل الاتجار بالانبعاثات وآلية التنمية النظيفة والتنفيذ المشترك.
ووافقت معظم البلدان الصناعية وبعض اقتصادات أوروبا الوسطى؛ على تخفيضات ملزمة قانونًا في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بمتوسط 6-8% لتكون أقل من مستويات عام 1990 خلال أعوام 2008-2012، وعُرفت بأنها فترة ميزانية الانبعاثات الأولى.
وخلالها طُلب من أمريكا خفض إجمالي انبعاثاتها بمعدل 7% دون مستويات عام 1990، لكن الكونجرس لم يوافق على المعاهدة بعد أن وقعت عليها كلينتون. ورفضت إدارة بوش البروتوكول بوضوح في عام 2001.
* COP 4 – 1998 بوينس آيرس الأرجنتين
انعقد مؤتمر الأطراف الرابع في نوفمبر 1998 في بوينس آيرس في الأرجنتين، وخلاله تباحثت الأطراف حول الانتهاء من القضايا المتبقية التي لم تُحل في كيوتو، وثبُت أن تعقيد التوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضايا وصعوبته أمر يستحيل التغلب عليه، واعتمدت الأطراف بدلاً من ذلك “خطة عمل السنتين”، لتعزيز الجهود واستنباط آليات لتنفيذ اتفاقية كيوتو، على أن تكتمل بحلول عام 2000.
وخلاله؛ عبّرت الأرجنتين وكازاخستان عن التزامهما بتعهد خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وهما أول دولتين تقومان بذلك.
* COP 5 – 1999 بون ألمانيا
انعقد مؤتمر الأطراف الخامس في الفترة ما بين 25 أكتوبر و5 نوفمبر عام 1999 في بون في ألمانيا. وكان اجتماعًا تقنيًا في المقام الأول، ولم يتوصل إلى نتائج رئيسية.
* COP 6 – 2000 لاهاي هولندا
انعقد مؤتمر الأطراف السادس في الفترة بين 13-25 نوفمبر عام 2000 في لاهاي في هولندا. وخلاله تطورت المناقشات بسرعة إلى مفاوضات رفيعة المستوى حول القضايا السياسية الرئيسية.
واشتمل ذلك على جدل كبير حول اقتراح الولايات المتحدة السماح بائتمان مصرّفات الكربون في الغابات والأراضي الزراعية؛ التي من شأنها تلبية نسبة كبيرة من تخفيضات الانبعاثات الأمريكية بهذه الطريقة، والخلافات حول النتائج المترتبة على عدم الامتثال من قبل البلدان التي لم تحقق أهدافها لخفض الانبعاثات، بجانب الصعوبات في إيحاد حلول لكيفية حصول البلدان النامية على المساعدة المالية للتعامل مع الآثار الضارة للتغير المناخي.
ورفضت دول الاتحاد الأوروبي ككل، بقيادة الدنمارك وألمانيا، المواقف الوسطية في الساعات الأخيرة من مؤتمرات المناخ السادس، وانهارت المحادثات في لاهاي، رغم بعض التنازلات المتفق عليها بين الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي، وكذلك المملكة المتحدة.
* COP 7 – 2001 مراكش المغرب
استؤنفت المفاوضات في مؤتمرات المناخ السابع بين 17-27 يوليو 2001 في مدينة مراكش بالمغرب، وأُحرز تقدم ضئيل في حل الخلافات التي أدت إلى طريق مسدود في لاهاي، وخلاله؛ رفض وفد الولايات المتحدة في هذا الاجتماع، المشاركة في المفاوضات المتعلقة بالبروتوكول واختار القيام بدور المراقب في الاجتماع.
فيما توصلت الأطراف الأخرى إلى اتفاق بشأن معظم القضايا السياسية الرئيسية، الأمر الذي أثار دهشة معظم المراقبين، نظرًا لتدني التوقعات التي سبقت الاجتماع.
وتضمنت الاتفاقات الآليات المرنة التي فضلتها الولايات المتحدة بشدة عند وضع الاتفاقية في البداية، بما في ذلك الاتجار بالانبعاثات، وآلية التنمية النظيفة التي تسمح للبلدان الصناعية بتمويل أنشطة الحد من الانبعاثات في البلدان النامية كبديل للتخفيضات المحلية للانبعاثات.
ومصرّفات الكربون؛ حيث اتُفق على منح الائتمان للأنشطة الواسعة التي تمتص الكربون من الغلاف الجوي أو تخزنه، بما في ذلك إدارة الغابات والأراضي الزراعية، وإعادة الغطاء النباتي
كما تضمنت عنصر آخر وهو الامتثال؛ حيث أُجل الإجراء النهائي بشأن إجراءات الامتثال وآلياتها التي من شأنها معالجة عدم الامتثال لأحكام الاتفاقية إلى مؤتمر الأطراف السابع، ولكنها تضمنت خطوط عريضة لعواقب الإخفاق في تحقيق أهداف الانبعاثات.
وشملت عنصر آخر وهو التمويل؛ حيث اتُفق على إنشاء ثلاثة صناديق جديدة لتقديم المساعدة للاحتياجات المرتبطة بالتغير المناخي، أحدهم صندوق التغير المناخي الذي يدعم سلسلة من التدابير المناخية، والثاني صندوق لأقل البلدان نماءً لدعم برامج العمل الوطنية للتكيف، والأخير صندوق للتكيف.