دائما ما يكون لأي مشروع اقتصادي إيجابياته وسلبياته، وقد ظهر هذا مليًا في برنامج الإصلاح الاقتصادي، الذي طبّقته مصر في نوفمبر 2016، وظهر أيضًا في مبادرة “مبادلة الديون”، التي لها إيجابياتها وسلبياتها أيضًا، وننشر لكم في هذا التقرير مميزات وعيوب مبادرة مبادلة الديون.
عناصر الموضوع
متى تم إطلاق المبادرة؟:
وكان وزير الخارجية سامح شكري، قد أطلق مبادرة مبادلة الديون إلى مشروعات إنتاجية على أن يتم طرحها خلال مشروعات إنتاجية، خلال بيان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ذكر أن مبادلة الديون هو طلب تشترك فيه مصر مع الدول النامية ومجموعة الـ 77 والصين، وتأتى أهميته عقب الأزمة الاقتصادية الراهنة التي تولدت عن جائحة كورنا 19 وتفاقمت من خلال التوتر الجيوسياسي؛ ومرتبط بالأزمة الأوكرانية.
أسباب اللجوء لمبادلة الديون:
وتابع جنينة في تصريحات خاصة لـ”القرار“: “ينطبق على السندات القابلة للتحويل إلى أسهم؛ ما ينطبق على مبادرة مبادلة الديون بالأصول، والفرق أن معظمها ديون لم تكن قابلة للتحويل من البداية، ولكن بند التحويل يتم عن طريق مفاوضات بين الدولة والطرف الدائن عندما يكون هناك مشاكل بسبب نقص العملة الصعبة في الدولة”.
مميزات مبادرة “مبادلة الديون”:
وقال جنينة، إن الحكومة المصرية تستطيع تسديد ديونها من خلال مبادرة “مبادلة الديون” بدون دفع أصل الدين في الأمد القصير.
سلبيات مبادرة “مبادلة الديون”:
وأشار جنينة، إلى أن أبرز عيوب المبادرة؛ أنه عند دخول الدائن شركة مع مشروع مربح مثل الطاقة النظيفة أو الهيدروجين الأخضر أو غيرها، والعائد على هذا المشروع مثلاً 20٪ مقابل أنه كان مدين الدولة بعائد 2 أو 3٪؛ فإن ما يحصل عليه الدائن من أرباح أعلى بكثير من الفوائد.
وأوضح أنه بذلك فإن تكلفة التحويل تكلفة عالية جداً وخاصة في مشاريع مربحة مثل الوقود الأخضر أو شركات الأسمدة أو عقود تصدير جاهزة لألمانيا أو إيطاليا أو أي مكان في أوروبا فإن العائد أعلي بكثير جداً من الإقتراض .
مبادلة الديون بين مصر وإيطاليا:
وكانت لجنة إدارة المقابل المحلى للبرنامج المصرى الإيطالى لمبادلة الديون من أجل التنمية، قد اتفقت على البدء في إجراءات إتمام الشريحة الرابعة من البرنامج في أول نوفمبر الجاري، والعمل على تنفيذها لتكون أداة غير تقليدية للتمويل، بمشاركة القطاع الخاص وبنوك التنمية متعددة الأطراف بهدف مضاعفة الاستفادة من المبالغ التى سيتم تخصيصها في ضوء هذه المرحلة.
وأتمت مصرو إيطاليا تنفيذ شريحتين قبل ذلك، وقرب الانتهاء من المشروعات المدرجة في الشريحة الثالثة، والبالغة قيمتها نحو 926 مليون جنيه، وجرت مناقشات بداية الشهر الجاري؛ لبحث تذليل التحديات التى تواجه تلك المشروعات، والتي منها إنشاء صوامع لتخزين القمح والحبوب بتكنولوجيا حديثة لإدارتها، ومشروع إدارة المخلفات الصلبة بمحافظة المنيا التابع لوزارة البيئة.
وتوزع الشريحة الثالثة من برنامج مبادلة الديون من أجل التنمية، بواقع 45% لقطاع الأمن الغذائي، و15% لقطاع البيئة والتراث الحضاري، و15% لقطاع الزراعة، و13% لقطاع التعليم، و10% للمجتمع المدني، و2% للدعم الفني، ويجري حاليًا تنفيذ 12 مشروعًا في إطار الشريحة الثالثة، بينما تم الانتهاء من تنفيذ 9 مشروعات.
مبادلة الديون بين مصر وألمانيا:
كما صرحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، في وقت سابق بأنه يجري التنسيق في الفترة الحالية بشأن التمويل المتبقي من الشريحة الثالثة من المرحلة الثانية ضمن برنامج مبادلة الديون بقيمة 54 مليون يورو؛ بين مصر وألمانيا، لدعم تنفيذ مشروعات تتعلق بالمناخ والاقتصاد الأخضر وفقا لأولويات الجانبين المصري والألماني.
وبحث الجانبان صرف الدفعة الأخيرة من الشريحة الثالثة للمرحلة الثانية، من البرنامج.
وكانت الحكومة الألمانية وافقت على تخصيص الشريحة الثالثة والأخيرة من المرحلة الثانية ضمن برنامج مبادلة الديون بقيمة 80 مليون يورو، وتم صرف جزء منها بقيمة 26 مليون يورو في مشروع “التغذية المدرسية لمكافحة التسرب من التعليم وعمالة الأطفال” لصالح وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، وفقا للبيان.
سندات قابلة للتحويل إلى أسهم:
من جهته، قال الدكتور هاني جنينة، أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأمريكية، والخبير الاقتصادي الكبير، إن مبدأ مبادرة “مبادلة الديون” بالأصول موجود في القانون المصري باسم “سندات قابلة للتحويل إلى أسهم”، بمعني أن الدائن يستطيع تحويل الدين لنصيب في الشركة.
آثار إيجابية وسلبية:
ولفت إلى أن لهذا الأمر بعض الأثار الإيجابية على الشركة مثل تخفيض المديونيات، ولكن له بعض الأثار السلبية لأن هذا الدائن يصبح شريك وفي الغالب يكون شريك بقيمة أقل من القيمة الحقيقية للشركة.
مغامرة من الطرف الدائن:
وأردف: “الطرف الدائن عند قبوله بالمبادرة فإنه قد قرر المخاطرة بالدين المضمون الفائدة بدين غير مضمون الفائدة في المشاريع على الرغم من أنه قد يحقق فوائد أكبر من فوائد الدين، ولذلك فإن الدائن يكون حريص جداً على الدخول في مشاريع بالعملة الصعبة ليحصل على أرباح بالعملة الصعبة، ومشاريع متفق على أن لها عائد اقتصادي فيستطيع الحصول على أرباحه.