تراجع الدولار في السوق السوداء بنحو 20 جنيها بسبب صفقة “رأس الحكمة” و”التعويم”
ترجيحات بالتوقيع على صفقة مدينة “رأس الحكمة” خلال أسبوع أو 10 أيام
مخطط للتنمية العمرانية في مصر حتى عام 2050 يستهدف إنشاء مدن جديدة مستدامة وذكية
تداولت عددا من القنوات الرسمية في الدولة خلال الأيام الماضية، أنباء قوية عن صفقة “مصرية إماراتية” لتنمية وتطوير منطقة “رأس الحكمة”، والتي سوف تستفيد منها مصر بتمويل دولاري ضخم البعض قيّمه بأنه قد يصل لـ 20 مليار دولار، هذا الحديث تزامن مع تصريحات بعثة صندوق النقد الدولي بأن المباحثات مع مصر حققت تقدما ملحوظا، الأمران أدوا إلى “ضربة في مقتل” لسعر الدولار في السوق السوداء، وجعله يفقد توازنه بمقدار 20 جنيها حتى الآن.
وتقع منطقة “رأس الحكمة” في الساحل الشمالي خصوصا في الساحل الشمالي الغربي، وتمتد 50 كم بين مدينة الضبعة، ومدينة مرسى مطروح.
وتراجعت أسعار صرف الدولار مقابل الجنيه المصري في السوق السوداء، من 71 جنيها للدولار الواحد إلى 51 جنيها للدولار حاليا، خلال اليومين الماضيين، متأثرا بأنباء تؤكد اقتراب قرار البنك المركزي المصري من “تعويم الجنيه”، ما أدى إلى وقف المضاربات على الدولار في السوق السوداء، وتوقفت السوق موازية عن تنفيذ عمليات شراء جديدة للدولار خوفا من قرار “التعويم”.
وتوقع وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب، المهندس طارق شكري، التوقيع على صفقة مدينة رأس الحكمة خلال أسبوع أو 10 أيام، قائلا: “لسه لم يحدد وقت محدد”، مرجحا تأخير الإعلان الرسمي عن الصفقة لكونها في مرحلة التفاصيل الفنية والقانونية.
وقال شكري، إن الحديث عن دفع 22 مليار دولار مقدم لصفقة مشروع رأس الحكمة ليس فيه نوع من المبالغة، إذا ما قورن بحجم وموقع المدينة، موضحًا أنه لا يملك المعلومات الكافية عن الصفقة، مؤكدا أن التسريبات التي انتشرت عن المشروع وحصيلته الدولارية لعبت دورًا كبير في انخفاض سعر الدولار بالسوق الموازية.
وكانت قناة القاهرة الإخبارية قد نقلت عن مصدر مسئول، أن مخطط التنمية العمرانية في مصر حتى عام 2050 حدد ضرورة إنشاء عدد من المدن الجديدة المستدامة والذكية من الجيل الرابع لاستقطاب ملايين السكان، منها رأس الحكمة وجرجوب والنجيلة، بخلاف مدينة العلمين الجديدة التي بدأت الدولة تنميتها بالفعل.
وأفاد مصدر مسئول للقاهرة الإخبارية، بأن الدولة المصرية تعكف حاليا على إنهاء مخطط تنمية مدينة رأس الحكمة بالساحل الشمالي لتصبح ثاني المدن التي يجري تنميتها عبر الشراكة مع كيانات عالمية ذات خبرة فنية واسعة وقدرة تمويلية كبيرة.
كما كشف الإعلامي أحمد موسى، عن انفراجة قريبة لأزمة الارتفاع غير المسبوق بسعر الدولار أمام الجنيه المصري والتي أدت إلى حدوث تضخم تاريخي في أسعار السلع، معلنا عن صفقة عربية لضخ استثمارات في منطقة رأس الحكمة دون الكشف عن تفاصيل.
واتفق معه في الرأي الإعلامي مصطفى بكري، مؤكدا أن مشروع رأس الحكمة من أبرز المشروعات التي يتم العمل عليها لخلق حلول عاجلة لأزمة الدولار، مشيرًا إلى أن المشروع يستهدف تحصيل ما بين 22 إلى 42 مليار دولار، وأن أزمة الدولار من المشاكل التي تحتاج إلى حلول عاجلة، موضحًا أن هناك العديد من الأفكار التي يتم العمل عليها خلق حلول لأزمة الدولار، مضيفا: “مصر لا تبيع أرضها، ولكن تخلق فرص استثمارية، لمواجهة أي تحديات، لذا مشروع رأس الحكمة من أهم المشروعات التي ستساعد على حل أزمة الدولار، وسيتم طرح هذا المشروع على العديد من المستثمرين”.
المصدر الذي تحدث للقاهرة الإخبارية أكد أنه «يجري بالفعل التفاوض مع عدد من الشركات وصناديق الاستثمار العالمية الكبرى للوصول إلى اتفاق يتم إعلانه قريبا عن بدء تنمية المنطقة البالغ مساحتها أكثر من 180 كيلومترا مربعا، بما يمكن الدولة المصرية من وضع المدينة على خريطة السياحة العالمية خلال 5 سنوات على الأكثر؛ لتصبح أرقى المقاصد السياحية العالمية على البحر المتوسط في ضوء البنية التحتية الهائلة التي دشنتها الدولة لخدمة المنطقة».
يذكر أن الدولة المصرية قد وضعت إطار مخطط التنمية العمرانية لعام 2052، والذي استهدف ضمن أولوياته التنمية العمرانية المتكاملة لمنطقة الساحل الشمالي الغربي باعتبارها أكثر المناطق القادرة على استيعاب الزيادة السكانية المستقبلية لمصر، وذلك من خلال إيجاد أنشطة اقتصادية متميزة توفر فرص العمل للشباب خلال العقود المقبلة، إضافة إلى مضاعفة رقعة المعمورة.