مخلفات زراعية لصناعة الأعلاف:
تكلفة خسارة العالم من الحرب الروسية الأوكرانية:
كلّفت الحرب الروسية الأوكرانية؛ بلدان العالم أجمع خسارة باهظة، قدرتها تقارير دولية بحوالي 12 تريليون دولار في الناتج الإجمالـي العالمي، وهـو مـا يمثل 5 أضعاف الناتج المحلي لقارة إفريقيا بأسرها، كما تعادل تلك الخسارة حجم الناتج المحلي الإجمالي لأكبر 4 دول في قارة أوروبا، وهي إنجلترا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، بجانب أن تلك الخسارة تعادل الناتج المحلي الإجمالي لـ 6 دول مـن آسيوية متقدمة.
مصر.. تولد الفرص من رحم الأزمات:
وعانت مصر كثيراً جرّاء تلك الأزمة التي لا تزال جارية حتى الآن، لكن اعتادت القيادة السياسية العمل بالمثل المعروف “تولد الفرص من رحم الأزمات“، وهو ما عملت عليه الحكومة في ملف الأعلاف، خاصة بعدما ارتفع سعر كل مكونات البروتينات من لحوم ودواجن وأسماك، بعد أزمة نقص العلف التي حدثت آخر شهور العام الماضي، وبعدها شهدت الأسعار ارتفاعا جنونيًا.
أفكار مختلفة لصناعة الأعلاف:
كل تلك الأزمات نتج عنها أفكاراً قد تكون قديمة لكن كانت محلها “الأدراج”، غير قابلة للتنفيذ، حتى حانت فرصة ظهورها للنور هذه الأيام، ولعل أبرزها ما نشرناه في تقرير سابق حول اعتماد لجنة مواصفات الأعلاف بمركز البحوث الزراعية، لصنفين جديدين من خامات الأعلاف هما الأزولا والإسبيرولينا، بعدها مباشرة عقد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي اجتماعا هاما لمتابعة آليات تعظيم الاستفادة من مخلفات زراعية لصناعة الأعلاف.
40 مليون طن مخلفات زراعية سنويًا:
استعرض الاجتماع الرؤية الخاصة بتعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية، واستخدامها فى صناعة الأعلاف، حيث تمت الإشارة إلى أنه تتوافر كميات كبيرة من المتبقيات الزراعية تقدر بحوالي 40 مليون طن سنويًا.
دخول المخلفات الزراعية في صناعة الأعلاف والأسمدة:
وتستخدم المخلفات الزراعية حاليًا فى عدد من المجالات منها، إنتاج الأعلاف غير التقليدية، وإنتاج الأسمدة العضوية مثل (الكومبوست)، كما تدخل فى بعض الصناعات مثل صناعة الأخشاب المسطحة، وكذا إنتاج الطاقة الحيوية.
إعداد مواصفة قياسية لكل منتج من المخلفات:
كما شمل الاجتماع الحديث عن أن جزءًا من مخلفات التصنيع الزراعى يدخل فى صناعة الأعلاف المستخدمة كعلف للمواشي، مثل (الأكساب – الردة – تفل بنجر السكر – المولاس – مخلفات مضارب الأرز……ألخ)، وتتولى لجنة تحديث مواصفات الأعلاف بالمركز الإقليمي للأغذية والأعلاف التابع لوزارة الزراعة إعداد مواصفة قياسية لكل منتج من المخلفات بغرض تسهيل تداولها، ووضع معايير لقبولها كخامات ذات قيمة غذائية، ولكى تتمكن مصانع الأعلاف من إدراجها كخامة علفية بديلة للخامات التقليدية عالية الثمن.
وبيّن الاجتماع أن هناك تنسيقا وتعاونا بين وزارتى الزراعة والبيئة فى ملف التعامل مع ملف مخلفات زراعية لصناعة الأعلاف، وآليات تعظيم الاستفادة منها، موضحًا قيام المختصين بالوزارتين بإعداد دراسة جدوى فنية واقتصادية والتوسع فى بحث تدوير المخلفات الزراعية غير المستخدمة وأماكن تركزها وتحديد آليات استخدامها.
الأعلاف تمثل 75% من تكاليف صناعة الدواجن:
وتناول الاجتماع أيضًا عددا من الإجراءات المتعلقة بتوفير الأعلاف، تفاديا لتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، التي أثرت على مدخلات صناعة الأعلاف، وارتفاع أسعارها، حيث إن الأعلاف تمثل حوالي 75% من جملة تكاليف الإنتاج لصناعة الدواجن، وكذا تربية المواشي.
مصر تستورد 4 ملايين طن فول الصويا و13 مليون طن ذرة صفراء سنويًا:
وأشار الاجتماع إلى أن مصر تستورد سنويًا كميات من فول الصويا والذرة الصفراء بخلاف الإنتاج المحلي تقدر بحوالي 4 ملايين طن من بذرة فول الصويا، و13 مليون طن الذرة الصفراء.
التعاقد مع الفلاحين لشراء الذرة بـ9 آلاف جنيه:
وتطرق الاجتماع إلى جهود وزارة الزراعة فى إطار العمل على زيادة حجم الإنتاج المحلي من فول الصويا، والذرة الصفراء، والتي تمثلت فى تشجيع الزراعات التعاقدية للذرة الصفراء، حيث تمت الإشارة إلى أنه تم تسليم كافة الكميات المنتجة من المزارعين بأسعار تتراوح من 8000 إلى 9000 جنيه للطن، وهو ما يمثل سعرا مشجعا للمزارعين، وجار حاليًا التجهيز للتعاقد على الموسم الجديد لزراعة مساحات كبيرة من الذرة الصفراء.
الحكومة توفر تقاوي فول صويا لزراعة 150 ألف فدان:
كما تمت الإشارة إلى ما تم عقده من اجتماعات ولقاءات مع أصحاب مصانع استخلاص الزيوت من بذرة فول الصويا، وما تم فى هذا الصدد من إجراءات تتعلق بالتعاقدات مع المزارعين لاستلام مختلف الكميات الناتجة من زراعة فول الصويا وتحديد سعر ضمان للاستلام تمهيدًا لإجراء التعاقدات فى الموسم الصيفي القادم، هذا إلى جانب التعاقد مع أصحاب المصانع لاستلام الزيت الخام المنتج على مدار العام، وتوفير كسب فول الصويا لمصانع الاعلاف، هذا إلى جانب قيام وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بتوفير تقاوي فول صويا تكفي لزراعة 150 ألف فدان هذا العام، والتخطيط للتوسع فى إنتاج التقاوي المعتمدة التي تكفي لزراعة مساحات تصل إلى 500 ألف فدان فى الأعوام المقبلة.
وفى ختام الاجتماع، أشار رئيس الوزراء إلى أهمية العمل على تعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية، واستغلالها الاستغلال الأمثل فى صناعة الأعلاف، وذلك بالنظر إلى ما يتوافر منها من كميات ليست بالقليلة، مؤكدًا على ضرورة أن يكون لها منظومة متكاملة تشتمل على ما يتعلق بنقاط التجميع، وكذا التوريد لمصانع الأعلاف، وأن تقوم اللجنة المشتركة من جانب وزارتي الزراعة والبيئة، بعرض تصور متكامل فى هذا الشأن، وذلك بما يسهم فى توفير المزيد من الأعلاف المطلوبة.
سبق “القرار” بنشر التفاصيل مسبقًا:
ولمزيد من التفاصيل، كانت منصة “القرار” قد انفردت بنشر إحصائيات رسمية نخص المخلفات الزراعية تحت عنوان “المخلفات الزراعية.. كنز مُهدر تحت مسميات الفضلات والنفايات”، توثق من خلاله بالأرقام حجم المخلفات الزراعية، ومصادرها الأساسية، بالأرقام والكميات والأحجام، للمزيد اضغط هنا