كشف مصدر مسؤول بوزارة الزراعة، أن هناك تعاون مصري صيني في ابتكار الأصناف الجديدة لمحصول الأرز الجاف، وهو هذا النوع الذي يتحمل الملوحة إلى جانب قلة المياه بشكل كبير، مما يُعد أكثر الأصناف طلبًا للتخلص من أزمة تقليص مساحة الأرز التي تراجعت من 1.1 مليون فدان، إلى 724 ألف فدان حاليًا.
وقال المصدر، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، إن طبيعة التعاون بين مراكز البحوث الزراعية في مصر والصين تتمركز في الحصول على المواد الخام من الصين وزراعتها في مصر، ثم يتم عمل خلط جيني بين الأصناف الصينية والمصرية، حتى يتم الخروج بصنف واحد قادر على إنتاج الأرز الجاف الذي يتحمل درجة ملوحة وكميات قليلة من المياه.
وأضاف المصدر، أن زراعة أصناف الأرز الجاف يحتاج إلى 2500 متر مكعب مياه للفدان؛ في حال التسوية بالليزر التي توفر 1000 متر مكعب مياه عن زراعته بالأساليب التقليدية، مضيفًا أن زراعة الأرز بالأصناف القديمة كانت تكلف 8 آلاف متر مكعب مياه للفدان، مما يعد الأرز الجاف طفرة هائلة في مجال الابتكارات الحديثة.
وأكد المصدر، أنه يتم زراعة 200 ألف فدان فقط بالأصناف الجاف، فيما يجري زراعة 724 ألف فدان بأصناف أيضًا مبتكرة وحديثة تحتاج نحو 4 آلاف متر مكعب مياه للفدان، وبذلك توفر أصناف الأرز الجاف عند زراعتها بمساحة 200 ألف فدان نحو نصف مليون متر مكعب مياه، مشيرا إلى أن تلك المساحة يتم زراعتها إجباريًا في 9 محافظات، تطل على البحر المتوسط، ويجري زراعتها بالأرز حتى لا تتأثر الأرض بملوحة المياه التي يليقيها البحر المتوسط عليها، حيث تختلط المياه العذبة بالمالحة فتحافظ على خصوبة التربة.
وحدّدت اللجنة المشكلة من وزارتي الري والزراعة، بشأن زراعة الأرز لعام 2023، مساحة قدرها 724 ألف و200 فدان، في 9 محافظات هي “الإسكندرية، البحيرة، الدقهلية، الشرقية، كفر الشيخ، الغربية، دمياط، الإسماعيلية، بورسعيد”.
ونجحت وزارة الزراعة الموسم الماضي 2022؛ في توفير التقاوي المعتمدة لأصناف الأرز الموفرة للمياه بنسب كبيرة، ما سمح بزراعة نحو 300 ألف فدان، وهذه المساحة فوق المساحة المقررة بـ724 ألف فدان، وتتم زراعة الأرز الموفر للمياه عند نهايات الترع وفي المحافظات، وهذا بسبب أن منطقة الدلتا يزرع فيها الأرز جبريًا لاحتياج أراضيها إلى إضافة مياه عذبة بكثرة حتى لا تتأثر الأراضي بملوحة مياه البحر التي تصل إليها.
وتجدر الإشارة إلى أن الأرز المتحمل لنقص المياه؛ يزرع مثلما يزرع الأرز العادي أو التقليدي، فهو إما شتلا على خطوط، أو بواسطة الزراعة على التسطير، أو من خلال زراعة المصاطب، والأخيرة هي الأكثر توفيرا للمياه، حيث إنها تشبع بمجرد مرور المياه بين المصاطب أي أن المساحة المغطاة بالمياه ستصبح أقل من ربع المساحة في الزراعات العادية.