تقرير حديث لصندق النقد الدولي يكشف:
بلد من كل 5 بلدان في العالم تعتبر بلدان هشة ومتضررة من النزاعات
مليار شخص يعيشون في البلدان الهشة ويمثلون 43% من فقراء العالم
درجات الحرارة في هذه البلدان أكثر ارتفاعا من البلدان الأخرى.. وهم الأكثر عرضة للحرارة الشديدة بالمستقبل
تغير المناخ سيؤدى إلى إطالة فترات ارتفاع درجات الحرارة مما يعرض صحة الإنسان للخطر
البلدان الهشة ستواجه درجات حرارة تتخطى الـ35 بحلول أعوام 2040-2059 لمدة 61 يوما فى السنة
هشاشة البنية التحتية الحضرية نتيجة دفع السكان إلى مناطق عُرضة للفيضانات والانهيارات الأرضية
تفاقم ظروف الجفاف فى البلدان الهشة سيؤدى إلى خفض نمو نصيب الفرد من الناتج المحلى بمقدار 0.2% إلى و0.4% سنويًا
نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى فى البلدان الهشة ستكون أقل بنسبة 5% بحلول عام 2060
حوالي 95% من اللاجئين و86% من النازحين داخليا و20% من المهاجرين على مستوى العالم قد نشأوا فى البلدان الهشة
نشر صندوق النقد الدولي تقريرا مفصلا، يتناول فيه التغيرات المناخية وأثرها على تفاقم الصراعات وتزايد حدة الفقر في العالم ببعض الدول الهشة والمتضررة بالنزاعات، مشيرا إلى أن بلد من كل 5 بلدان في العالم تعتبر بلدان هشة ومتضررة من النزاعات، وأن هذه البلدان تأوي مجتمعة ما يقرب من مليار شخص؛ ونحو 43% من فقراء العالم.
ولفت التقرير الذى نشره صندوق النقد الدولي عبر الموقع الرسمي له، إلى أنه توصل باستخدام نهج مبتكر، إلى أن أوجه الهشاشة الكامنة في تلك البلدان؛ متمثلة في الهشاشة المناخية، وجود صراعات، والاعتماد المتزايد على الزراعة المطرية، وكلها أمور تؤثر على بعضها البعض، مما يؤدى إلى تفاقم التأثير السلبى على الأشخاص والاقتصادات.
وأشار التقرير إلى أن البلدان الهشة والمتضررة من النزاعات سوف تعانى بشكل متزايد من آثار التغير المناخى؛ لأسباب منها: موقعها الجغرافى واعتمادها على الزراعة. فمنذ عام 1980 تواجه تلك البلدان ظواهر مناخية متطرفة مدمرة بمعدل سنة واحدة من كل أربع سنوات، مع وجود وقت قليل لديها للتعافى بشكل كامل قبل وقوع كارثة جديدة، كما تواجه هذا البلدان بالفعل درجات حرارة أكثر ارتفاعا من البلدان الأخرى، كما ستكون أكثر عرضة للحرارة الشديدة فى المستقبل.
وتشير التوقعات إلى أن تغير المناخ سيؤدى إلى إطالة الفترات التي ترتفع فيها درجات الحرارة بشكل ملحوظ، الأمر الذى يعرض صحة الإنسان للخطر، وبحلول الأعوام 2040-2059، ستواجه هذه البلدان درجات حرارة مرتفعة تتخطى الـ35 درجة مئوية لمدة 61 يوما فى السنة، وذلك مقارنة بـ 15 يوما فقط من أيام الحرارة المرتفعة التى تواجهها الدول الأخرى فى ظل سيناريو الانبعاثات المرتفعة.
وسوف يؤثر تغير المناخ أيضا على البلدان الهشة والمتضررة بالنزاعات بسبب الاعتماد المفرط على القطاعات التى تعتمد على المناخ؛ لاسيما الزراعة، فضلا عن هشاشة البنية التحتية الحضرية؛ بسبب دفع السكان إلى مناطق عُرضة للفيضانات والانهيارات الأرضية، ناهيك عن الوصول المحدود إلى مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي.
اقرأ أيضا| خريطة جديدة لزراعة المحاصيل الخريفية وسط تحذيرات من انتشار بعض الأمراض والحشرات
كما حذر تقرير صندوق النقد الدولي من أن خسائر الناتج المحلى الإجمالي في البلدان الهشة والناجمة عن الصدمات هى أكثر حدة واستمرارية مقارنة بغيرها من البلدان، حيث من المقدر أن تصل الخسائر التراكمية فى الناتج المحلى الإجمالي على المدى القريب بنحو 4% فى تلك البلدان بعد مرور ثلاث سنوات من حدوث حدث مناخي متطرف ومدمر، وذلك بالمقارنة بنحو 1% فى بلدان أخرى.
وعلى المدى الطويل، تبين أن ظروف الجفاف المتفاقمة لها تأثير أكبر وأكثر استمرارا فى المناطق الهشة والمتضررة بالنزاعات مقارنة بالمناطق غير الهشة، مما يعنى أن الدخل فى تلك البلدان سوف يتراجع أكثر فأكثر عن البلدان الأخرى، كما من شأن تفاقم ظروف الجفاف فى البلدان الهشة أن يؤدى إلى خفض نمو نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى الحقيقى كل عام بمقدار 0.2% فى حال تطبيق سيناريو الانبعاثات المنخفضة، و0.4% فى ظل سيناريو الانبعاثات المرتفعة. وبحلول عام 2060، سيكون نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى الحقيقى فى البلدان الهشة أقل بنسبة 5% بموجب سيناريو الانبعاثات المرتفعة مقارنة بسيناريو الانبعاثات المنخفضة.
كما من شأن الجفاف أن يؤدى إلى زيادة الجوع فى المناطق الهشة عن مستوياته المرتفعة بالفعل. وتبين أن إنتاج الأغذية فى البلدان المتأثرة بالنزاعات أكثر حساسية لظروف الجفاف على المدى الطويل بمرتين مقارنة بالبلدان غير المتأثرة بالنزاعات. ويرتبط تدهور ظروف المناخ أيضا بالضغط المتصاعد والمستمر على التضخم فى البلدان الهشة، حيث يمثل الغذاء حصة كبيرة من استهلاك هذه الدول.
وبالنظر إلى المستقبل، فإن انخفاض إنتاج الأغذية وارتفاع الأسعار فى ظل سيناريو الانبعاثات المرتفعة من شأنه أن يدفع أكثر من 50 مليون شخص إلى الجوع بحلول عام 2060.
ومن اللافت للنظر أيضا أن ما يقرب من 95% من اللاجئين، و86% من النازحين داخليا، و20% من المهاجرين على مستوى العالم قد نشأوا فى البلدان الهشة والمتضررة بالنزاعات، فعلى الرغم من أن النزوح القسرى والهجرة لهما عدد من دوافعهما المعقدة، إلا أن تغير المناخ يشكل عاملا متزايد الأهمية، ضمن تلك الدوافع.
وخلص التقرير إلى تبيان كيف تؤدى مصادر الهشاشة المختلفة لدى البلدان الهشة والمتضررة من النزاعات؛ بما فى ذلك هشاشة التأثر بالتغيرات المناخية والتضرر من النزاعات والاعتماد بشكل رئيسى على الزراعة فى إنتاج الأغذية، على تضاعف تأثير الصدمات المناخية وتزايد معدلات الفقر.
وأخيرا نوه التقرير إلى أن صندوق النقد الدولى يعمل على تكثيف دعمه للبلدان الهشة والمتضررة بالنزاعات فى التعامل مع التحديات المناخية من خلال تقديم المشورة المصممة بعناية بشأن السياسات والتمويل وتنمية القدرات. كما يقدم صندوق النقد الدولى المساعدة الفنية والتدريب التى من شأنها أن تساعد البلدان المتضررة من النزاعات والصراعات على تحسين المهارات لديها المتعلقة بالمناخ وإدارة المخاطر بشكل أفضل.