كتب – فريق القرار:
أصبح الذكاء الاصطناعي والروبوتات يدخلان في العديد من المجالات والقطاعات في عالمنا، ومن المتوقع أن يلعب كلاهما دوراً مهماً للغاية في المستقبل، وتعتبر الزراعة واحدة من أهم تلك المجالات التي تسعى الدول لتطويرها باستخدام هذه التكنولوجيا، حيث يشكل الأمن الغذائي هاجساً لجميع دول العالم في ظل الانفجار السكاني، وازدياد هجرة المزارعين من الأرياف إلى المدن.
ومن أجل التصدي لتلك المشكلة قبل وقوعها، فقد كرّست العديد من الشركات نفسها للأبحاث والتطوير في مجال تكنولوجيا الزراعة باستخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ونجحت تلك الشركات بتقديم ابتكارات غير مسبوقة أثبت جدارتها عند اختبارها في الزراعة على أرض الواقع، ونضرب هنا بعض الأمثلة على تلك الابتكارات التي ظهرت في الشهور الأخيرة.
روبوت لتعويض النقص البشري في عالم الزراعة
طورت شركة فرنسية تدعى نايو للتكنولوجيا Naïo Technologies روبوتاً زراعياً من المتوقع أن يحدث ثورة في عالم الزراعة، حيث يستطيع الروبوت المزارع القيام بمهام مختلفة أهمها قتل وإزالة الأعشاب الضارّة من الأرض، وهي مهمة شاقة وتتطلب الكثير من الجهد والأيدي العاملة لتخليص الأرض من تلك الأعشاب، وأشارت الشركة إلى قدرتها على تصنيعها بأحجام مختلفة لتلبي جميع الاحتياجات في المزارع الصغيرة والعملاقة.
روبوت ياباني يستطيع قطف الفاكهة بذراعيه
أشرفت المنظمة الوطنية للزراعة والأغذية في اليابان NARO على تطوير نموذج أولي لروبوت يستطيع حصد بعض أنواع الفاكهة مثل التفاح والكمثرى.
ويتحرك الروبوت ذو الذراعين باستخدام سيارة ذاتية القيادة مصنوعة من عربة جولف معدلة. حيث تستطيع كاميرا الروبوت تحديد مكان حبة الفاكهة ومن ثم التقاطها ووضعها في حاوية صغيرة مثبتة على ظهره، ويقوم الروبوت بتبديل الحاوية بأخرى فارغة عند امتلائها.
الروبوت كاري رفيق موسم الحصاد
عملت شركة فيوتشر إيكرز الأمريكية على تطوير روبوت زراعي جديدة يدعى “كاري Carry”، من شأنه مساعدة المزارعين على تحقيق المزيد من الإنتاجية، حيث يساعد الروبوت في جمع المحاصيل التي يتم قطافها يدوياً بشكل أسرع وبأقل كلفة مادية. وذلك لمواجهة الصعوبات التي تواجهها الزراعة بسبب نقص العمالة في ظل ارتفاع الطلب على الغذاء.
يستطيع كاري نقل ما يصل إلى 226 كلج من المحاصيل لأماكن التجميع أثناء فترة الحصاد، ويتبع الروبوت عمال المزارع بشكل ذاتي ليوم كامل من العمل، وذلك بفضل بطارية تمكنه من العمل من 7 إلى 10 ساعات بشكل متواصل، وقطع مسافة تصل إلى 16 كم على التضاريس المختلفة.
الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل مزارع المستقبل
ربما يشكل ابتكار شركة التقنيات الزراعية الأمريكية بلينتي Plenty الثورة الحقيقية في عالم الزراعة، وأن يكون نقطة تحوّل مهمة للغاية في تحقيق الأمن الغذائي لما يقرب من 8 مليارات إنسان يعيشون على ظهر الكوكب الأزرق.
وأسست الشركة ما يعرف بالمزارع العمودية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في إدارة مناخها، حيث استطاعت الشركة استغلال مساحة تبلغ 2 فدّان فقط، لإنتاج محاصيل من الفاكهة والخضراوات، تحتاج لمساحة 720 فداناً لإنتاجها باستخدام الزراعة التقليدية.
ويتم التحكم في الإضاءة ودرجة الحرارة والري والإضاءة بواسطة روبوتات يتحكم بها الذكاء الاصطناعي لمحاكاة المناخ المطلوب لزراعة صنف معين، ما يتيح زراعة الأصناف المطلوبة في أفضل الظروف على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ويتم إعادة تدوير المياه واستعادة المياه المتبخرة، ما يجعل نسبة الهدر قريبة من الصفر.
وأكدت نتائج التجارب التي أجرتها الشركة أن طريقة الزراعة العمودية فعالة للغاية، حيث تستخدم 99% أقل من الأراضي و95% أقل من المياه من عمليات الزراعة التقليدية، وأكدت الشركة أن تلك التقنية يمكن تنفيذها حتى في المحال التجارية الكبرى نظراً لحاجتها لمساحة صغيرة.