قام وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، السيد القصير، بإصدار اللائحة التنفيذية للقانون رقم 12 لسنة 2020 فى شأن الزراعة العضوية، طبقا للقرار رقم 169 لسنة 2021.
ونص قرار وزير الزراعة على أن يعمل بأحكام اللائحة التنفيذية لقانون الزراعة العضوية المشار إليه، المرفقـة بقرار وزير الزراعة.
كما ينص قرار وزير الزراعة على أن يلتزم الخاضعون لأحكام القانون رقم 12 لسنة 2020م بتقديم طلب لتوفيق أوضاعهم طبقًا لأحكام اللائحة التنفيذية المرفقة خلال ستة أشهر من تاريخ العمل بها.
عناصر الموضوع
ما هي الزراعة العضوية:
هي النظام الزراعي الذي يستخدم ضوابط الآفات القائمة على أساس بيئي واستخدام الأسمدة البيولوجية المستمدة بشكل كبير من النفايات الحيوانية والنباتية ومحاصيل التغطية التي تثبت النيتروجين خلال زراعة المحاصيل. وقد تطورت الزراعة العضوية الحديثة استجابةً للضرر البيئي الناجم عن استخدام المبيدات الكيميائية والأسمدة الصناعية في الزراعة التقليدية؛ لكونها ذات فوائد بيئية عديدة.
مقارنةً بالزراعة التقليدية، تستخدم الزراعة العضوية مبيدات أقل وتقلل من تآكل التربة ومن ترشيح النترات إلى المياه الجوفية والمياه السطحية وتعمل على إعادة تدوير النفايات الحيوانية مرةً أخرى إلى المزرعة.
تتوازن هذه الفوائد مع ارتفاع تكاليف الغذاء للمستهلكين وانخفاض العائدات بشكل عام، وبالفعل وُجد أن إنتاجية المحاصيل العضوية أقل بنسبة 25% تقريبًا من المحاصيل المزروعة بشكل اعتيادي، على الرغم من أن ذلك يعتمد بشكل كبير على نوع المحصول.
وسيكون التحدي الذي يواجه الزراعة العضوية في المستقبل هو الحفاظ على منافعها البيئية وزيادة الغلات وتخفيض الأسعار مع مواجهة تحديات تغير المناخ وزيادة عدد سكان العالم.
تاريخ ظهور الزراعة التعاقدية:
تطورت مفاهيم الزراعة العضوية في أوائل القرن العشرين على يد السير ألبرت هوارد، وورودولف شتاينر وغيرهم، ممن اعتقدوا أن استخدام روث الحيوانات -غالبًا ما يكون سمادًا- ومحاصيل التغطية وتناوب المحاصيل (الدورات الزراعية) وضوابط مكافحة الآفات القائمة على أساس بيولوجي، تؤدي جميعها إلى نظام زراعي أفضل.
وتعززت هذه الممارسات من قبل العديد من المناصرين –مثل J.I. Rodale وابنه روبرت منذ سنة 1940 وما بعدها، وحينها نُشرت مجلة البستنة العضوية والزراعة وعدد من النصوص التي تخص الزراعة العضوية. ازداد الطلب على الأغذية العضوية في الستينيات من خلال نشر الربيع الصامت من قبل راشيل كارسون التي وثقت مدى الأضرار البيئية الناجمة عن المبيدات الحشرية.
مبيعات الأغذية العضوية:
ازدادت مبيعات الأغذية العضوية منذ أواخر القرن العشرين، وتعزز الوعي البيئي إلى جانب المخاوف بشأن الآثار الصحية لمخلفات المبيدات واستهلاك المحاصيل المعدلة وراثيًا ونمو القطاع العضوي.
في الولايات المتحدة ارتفعت مبيعات التجزئة من 20.39 مليار دولار في عام 2008 إلى 45.21 مليار دولار في عام 2017، في حين بلغت المبيعات في أوروبا حوالي 33 مليار دولار (29.8 مليار يورو) في عام 2015.
سعر الغذاء العضوي كان أعلى عمومًا من سعر الغذاء التقليدي اعتمادًا على المنتج والموسم وتقلبات العرض والطلب، ويمكن أن يكون سعر الأغذية العضوية في أي مكان أقل من 10% وقد يرتفع إلى أكثر من 100% من سعر المنتجات المزروعة تقليديًا.
طرق الزراعة العضوية:
الأسمدة:
نظرًا لعدم استخدام الأسمدة الاصطناعية، يهتم المزارعين بالتربة ويحافظون عليها من خلال إضافة المواد العضوية إليها، وذلك من الأمور المهمة والأساسية للمزارعين.
يمكن تطبيق المادة العضوية من خلال استخدام سماد روث الحيوانات وسماد المنتجات النباتية (الكومبوست) والمنتجات الثانوية الحيوانية مثل مسحوق الريش أو الدم.
نظرًا لاحتمال إيواء مسببات الأمراض البشرية؛ تنص المعايير العضوية الوطنية لوزارة الزراعة الأمريكية على ضرورة تطبيق السماد الخام في موعد لا يتجاوز 90 أو 120 يومًا قبل الحصاد؛ اعتمادًا على ما إذا كان الجزء المحصود من المحصول على اتصال مع الأرض.
السماد الذي تحول إلى سماد روث الحيوانات المخمر بعد تقليبه لخمس مرات خلال 15 يومًا ووصل إلى درجات حرارة تتراوح بين 55 و 77.2 درجة مئوية (131-171 درجة فهرنهايت) لا يوجد لديه أي شروط في أوقات التطبيق.
يضيف (الكومبوست) المواد العضوية، ويوفر مجموعةً واسعةً من العناصر الغذائية للنباتات ويضيف الميكروبات المفيدة إلى التربة، وتكون هذه العناصر الغذائية غالبًا في صورة غير معدنية لا يمكن أن تأخذها النباتات، لذلك فإن ميكروبات التربة ضرورية لتحطيم المواد العضوية وتحويل المواد الغذائية إلى حالة (تمعدن) متوفرة بيولوجيًا.
تُصان التربة عن طريق زراعة الأسمدة الخضراء ومن ثم تُحرث، ما يساعد على حماية التربة من التآكل في غير موسمها بتوفير مواد عضوية إضافية، وتُضاف محاصيل التغطية التي تثبت النيتروجين، مثل البرسيم أو الفصة، أما الأسمدة الصناعية التي تكون بشكل معدني يمكن تناولها مباشرةً من قبل النباتات.
عادةً ما تزرع محاصيل التغطية قبل موسم المحصول الربحي أو بعده أو بالتزامن مع المحاصيل، ويمكن أيضًا زراعتها بين صفوف بعض المحاصيل مثل أشجار الفاكهة، ويجتهد الباحثون والمزارعون لتطوير ممارسات الزراعة -دون الحراثة- والحد من ممارسات الحرث من أجل تقليل التآكل.
مكافحة الحشرات والآفات:
المبيدات العضوية مشتقة من مصادر طبيعية، وتشمل الكائنات الحية مثل البكتريا (Bacillus thuringiensis) التي تستخدم للسيطرة على الآفات مثل اليرقات القارضة، أو مشتقات النباتات مثل البيرثرينات (منتج من الزهور الأقحوان المجففة) أو زيت النيم (من بذور الأزدرخت). ويسمح أيضًا باستخدام المبيدات غير العضوية القائمة على المعادن مثل النحاس والكبريت.
بالإضافة إلى المبيدات الحشرية تدمج مكافحة الآفات العضوية الضوابط البيولوجية والزراعية والوراثية للحد من أضرار الآفات، وتستخدم المكافحة البيولوجية الأعداء الطبيعية للآفات مثل الحشرات المفترسة (الخنافس) أو الطفيليات مثل بعض الدبابير لمهاجمة آفات من الحشرات.
أنتجت تربية النباتات التقليدية العديد من أنواع المحاصيل المقاومة للآفات، وإن استخدام هذه الأصناف وزراعة المحاصيل المتنوعة وراثيًا يوفر التحكم الجيني ضد الآفات ويقلل من الأمراض النباتية.
ما هي الزراعة غير العضوية ؟
الزراعة غير العضوية هي الطريقة التي تناقض الزراعة العضوية، فهي تستخدم المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية والأسمدة الاصطناعية في زراعة المنتجات للاستهلاك البشري والحيواني. تشير الدراسات الحديثة إلى أن منتجات الزراعة العضوية وغير العضوية لها اختلاف طفيف في التغذية، والفرق الرئيسي يكمن في طريقة الإنتاج.
تسعى الزراعة العضوية التي ينظمها البرنامج العضوي الوطني إلى التقليل من الأثر البيئي لتلك المنتجات عن طريق الحد من العناصر الاصطناعية الضارة وإبعادها من دخول دورة الغذاء.
تميل المنتجات غير العضوية التي تنظمها وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن تبدو أكبر وأكثر تجانسًا أما عناصر المنتجات العضوية غالبًا ما تكون أصغر حجمًا ولها مجموعة متنوعة من الأشكال.