الدكتور حاتم الحمادي موسي- رئيس قسم بحوث الذرة الشامية
ورئيس الحملة القومية للنهوض بإنتاج الذرة الشامية
في حوار خاص لمنصة “القرار” الإخباري
مصر في المركز الرابع عالميًا من حيث استيراد الذرة الشامية.. وننتج 9.2 مليون طن سنويًا(7.2 مليون طن حبوب و 2 مليون طن حبوب داخل السيلاج)
إنتاج هجين جديد للذرة يحتاج من 12 إلى 15 سنة
الذرة الشامية أصلها أمريكي ووصلت إلى مصر عن طريق الشام
الهجن الفردية أعلى إنتاجية يليها الهجن الثلاثية.. والأخيرة الأرخص سعراً والأكثر توفيراً
استخدامات محصول الذرة متعددة أبرزها غذاء الإنسان وأعلاف الحيوانات والأسماك والطيور وأيضًا صناعة الزيت والنشا والعديد من الصناعات الاخري
تم تسجيل هجن جديدة من ذرة الفيشار والذرة السكرية .. ستحل بديلة لذرة الفشار المستوردة و ذرة الشوي العادي
10.7 أردبًا حصيلة إنتاجية الذرة عام 1980.. أما الآن متوسط الإنتاج حوالي 23.6 أردبًا بزيادة 220٪
مصر تستهدف زيادة المساحة المزروعة لـ 3 مليون فدان للذرة الشامية بعد إعلان الزراعة التعاقدية
أنسب موعد لزراعة الذرة في الوادي والدلتا شهر مايو ومنتصف يونيو.. وفي توشكا وشرق العوينات من منتصف يوليو إلى أول أغسطس
يصيب محصول الذرة أمراض مثل الذبول المتأخر والبياض الذغبي والتفحم واللفحة.. بجانب حشرات مثل الدودة القارضة ودودة الحشد الخريفية و دودة القطن
إعداد وتقديم- نرمين رافع:
كشف الدكتور حاتم الحمادي، رئيس قسم بحوث الذرة الشامية بمركز البحوث الزراعية، ورئيس الحملة القومية للنهوض بإنتاج الذرة الشامية، أن أصول محصول الذرة أمريكية، إلا أنه وصل إلى مصر عن طريق الشام، لذا أُطلق عليها الذرة الشامية في بلدنا، مضيفًا أن إنتاج هُجن جديدة للذرة تحتاج من 12 إلى 15 سنوات على الأقل.
وأضاف الحمادي، في حوار خاص لـ”القرار“، أن متوسط إنتاج فدان الذرة 3.3 طن، والمساحة المزروعة حوالي 2.8 مليون فدان، وبالتالي فإن إجمالي الإنتاج يصل إلى 9.2 مليون طن( 7.2 مليون طن حبوب و 2 مليون طن حبوب داخل السيلاج) , وإنتاج مصر يكفي استهلاكنا 48-50 % فقط، مضيفًا أن ترتيب مصر في المركز 14 من ضمن أعلى 20 دولة منتجة للذرة الشامية عالميًا، والمركز الرابع على مستوى أفريقيا، أما من حيث الاستيراد فيقع ترتيبها في المركز الرابع عالميًا.
وإلى نص الحوار:
* بداية.. ما سبب تسمية الذرة بـ”الشامية”؟
الذرة من أهم المحاصيل الاستراتيجية في مصر، حيث تأتي في المرتبة الثانية بعد محصول القمح، وتأتي تسميتها بالشامية نظرا لدخوله إلى مصر عن طريق الشام , والذرة منشأه الأصلي هي أمريكا، وتم نقله عن طريق الأوروبيين؛ ومنهم إلى الأتراك، ثم إلى الشام ومنها إلى مصر، ويطلق عليه الذرة الشامية للتفرقة بينه وبين الذرة الرفيعة التي كانت موجودة بالفعل في مصر.
* ماذا عن الأصناف الجديدة لقسم بحوث الذرة الشامية؟
القسم له نشاط مبكر جدا في إنتاج الهجن من السلالات، والسلالة كائن لم يكن موجود في الطبيعة وإنما تم إنتاجها بطرق علمية مختلفة ,وتستغرق هذه العملية من 12 إلى 15 سنوات وبعد ذلك يتم اختيار أفضل هذه السلالات لإنتاج الهُجن سواء كانت هُجن فردية أو هُجن زوجية أو ثلاثية.
بالنسبة للهُجن الفردية؛ يتم التهجين بين سلالتين مختلفتين، وبالنسبة للهُجن الثلاثية؛ فبيتم التهجين بين هجين فردي وسلالة، أما الهُجن الزوجية؛ فيتم التهجين بين هجين فردي وهجين فردي آخر.
وأعلى هذه الهجن في الإنتاج هي الهجن الفردية، ويأتي بعدها الهجن الثلاثية، ثم الهجن الزوجية، وتم الاستغناء في مصر عن الهجين الزوجي، والاقتصار على الهجن الأعلى في الإنتاجية وهي الهجن الفردية والثلاثية.
تم انتاج الهجن علي نطاق تجاري في مراحل مبكره الامر الذي احدث طفرة في الإنتاجية؛ حيث كان متوسط الإنتاج حوالي 7 أو 8 أردب، ولكن بعد ظهور هذه الهجن وصلنا ل 23.6 اردب للفدان.
* ما الأهمية الاستراتيجية لمحصول الذرة الشامية؟
تتعدد استخدامات محصول الذرة في الكثير من المجالات، حيث تستخدم في غذاء الإنسان وأعلاف الحيوانات والأسماك والطيور، كما تدخل أيضا في العديد من الصناعات مثل صناعة الزيت والنشا والعديد من الصناعات الأخري، وتعتبر الذرة الشامية من أهم أركان الأمن الغذائي المصري، وهناك اهتمام كبير من الدولة بتنمية محصول الذرة الشامية لتحقيق الأمن الغذائي.
* ما عدد الأصناف التي تم إنتاجها من الذرة الشامية وتطويرها في مركز البحوث الزراعية؟
يقوم مركز البحوث الزراعية بإنتاج أنواع كثيرة من الذرة الهجينة القوية جداً سواء كانت هُجن فردية بيضاء؛ مثل هجين فردي 10، وهجين فردي 128، وهجين فردي 131، وهجين فردي 132، وهذه السلالات تتميز بالمحصول العالي وتعدد الاستخدام.
كما يقوم المركز، بإنتاج هُجن فردية صفراء مثل الهجين الفردي 162، والهجين الفردي 166، والهجين الفردي 173، والهجين الفردي 176، والهجين الفردي 178، 180،181، 182، 183.
في عام 2022 تم تسجيل 7 هُجن جديدة؛ 3 هُجن فردية صفراء، و2 هجن للفيشار لأول مرة في مصر؛ وهي الهجين إكسترا بوب 101، والهجين إكسترا بوب 102، كما تم إنتاج 2 هُجن سكرية أيضاً وهي الهجين سوبر سويد 110، والهجين ماستر سويد 111 لأول مرة في مركز البحوث الزراعية.
* هل بذلك مصر تكتفي ذاتيًا من ذرة الفشار؟
نعم؛ بعد تسجيل هذه الهجن الجديدة والتسويق لها بشكل جيد سيتم تدريجيا منع استيراد ذرة الفشار ، والذرة السكرية من الخارج، وبالتالي يتم توفير العملة الصعبة، وستحل الذرة السكرية محل الذرة العادية في الشوي.
* ما هي مميزات الهجن الثلاثية التي يتم توفيرها للفلاحين؟
على الرغم من أن إنتاجية الذرة الهجين الفردية عالية جدا إلا أنه لا يتم الاكتفاء بها ويتم الاستعانة بالهجين الثلاثية لأن هناك عدد كبير من الفلاحين لا يمتلك القدرة المادية لشراء التقاوي الفردية، فالهجن الثلاثية سعرها أقل من الفردية، فمثلا إذا وصل سعر الكيلو من الذرة الفردية لخمسين جنيها فإن سعر الكيلو من الثلاثية لا يتعدى 25 جنيها، فلابد من توفير التقاوي الرخيصة والتي تتميز بإنتاجية مميزة، خاصة أن الرقعة الزراعية الأكبر في مصر يمتلكها الفلاحين الذين يمتلكون مساحات محدودة.
يوجد بعض أنواع الهُجن الثلاثية التي تتفوق على الهُجن الفردية؛ مثل الهجين الأصفر 368، وهي هجين متميز جدا، حيث تزيد إنتاجيتها عن الهجن الفردية، كما تستخدم كسيلاج، وهناك ذخيرة كبيرة من الهجين البيضاء مثل هجين 310، 314، 321، 324،329، وهُجن ثلاثية صفراء 352، 369، 353، 370، 360، 368، وتم تسجيل هجين جديد ثلاثي عام2022 وهو هجين 377 وهي هُجن معروفة لدي المزارع.
* كيف يتم تسويق الهجن الحديثة وتعريف الفلاحين بها؟
بالنسبة للهُجن الحديثة؛ فإنه يتم نشرها وتسويقها من خلال الحملة القومية للنهوض بمحصول الذرة الشامية، وهذه الحملة تغطي حوالي 23 محافظة بإجمالي 157 مركزا، ويتم توفير حقول مشاهدة تحتوي علي أحدث الهُجن التي تم تسجيلها؛ والهُجن القديمة، بحيث يستطيع المزارع المقارنة بينهما ويقتنع بالحديثة ويقوم بزراعتها، وهناك أيضاً حقول تعليمية لتعليم المزراعين الممارسات الصحيحة لزراعة الهُجن الحديثة.
* ماذا عن إنتاجية مصر من الذرة الشامية وموقفها بالنسبة للعالم؟
متوسط إنتاج فدان الذرة 3.3 طن، والمساحة المزروعة حوالي 2.8 مليون فدان، وبالتالي فإن إجمالي الإنتاج يصل إلى 9.2 مليون طن، منهم 7.2 مليون طن حبوب، و 2 مليون طن من الحبوب يفرموا في صورة سيلاج، وهذا الإنتاج يعادل حوالي 48٪ إلى 50٪ من استهلاك مصر، وبالتالي فإن الاستيراد يصل إلى حوالي 9 مليون طن سنوياً، أي مثيل ما ننتج.
* هل تغيّرت الإنتاجية كثيرا بين الفترة الحالية وقبل 50 عامًا؟
في عام 1980 كان متوسط الإنتاج في مصر حوالي 10.7 أردبًا في الفدان، أما بالنسبة لعام 2021 فإن متوسط الإنتاج حوالي 23.6 أردبًا بزيادة تصل إلى 220٪.
ومحصول الذرة الشامية هو المحصول الوحيد الذي يتم تغطية جميع المساحات المزروعة بالهُجن، وتبلغ المساحة المزروعة حوالي 2.8 مليون فدان؛ مزروعة بالهجن الفردية والثلاثية سواء كانت بيضاء أو صفراء.
كم ترتيب مصر في قائمة الدول المنتجة للذرة؟
يأتي ترتيب مصر في المركز 14 من ضمن أعلى 20 دولة في إنتاج الذرة الشامية على مستوي العالم، والمركز الرابع على مستوى أفريقيا، بعد جنوب افريقيا ونيجيريا وأثيوبيا.
أما ترتيب مصر على مستوى العالم بالنسبة لمتوسط إنتاج الفدان؛ فيأتي في المركز الخامس، والأول على مستوى أفريقيا، وإن كانت مصر هي الدولة رقم واحد عالميا في استيراد القمح، فإنها رقم 4 في استيراد الذرة.
* ما العائق أمام زيادة إنتاج محصول الذرة وتقليل نسبة احتياجتنا من الخارج؟
على الرغم من وجود مساحات كبيرة جداً في مصر تصلح لزراعة الذرة؛ إلا أن المساحة المزروعة مساحة محدودة بسبب نقص المياه، ويمكن زيادة نسبة إنتاجنا والوصول إلى أعلى نسبة اكتفاء برفع العائد الاقتصادي من زراعة محصول الذرة الشامية لأن محصول الذرة الشامية مكلف والعائد المادي قليل فلا يشجع المزارعين على زيادة المساحات المزروعة.
* ما آليات حل هذه المشكلة؟
أعلنت الدولة هذا الموسم عن دخول الذرة الشامية في الزراعة التعاقدية وتم إعلان سعر مجزي قبل الزراعة، وبالتالي سيقبل المزارعين علي الزراعة الامر الذي سوف يؤدي الي زيادة المساحة المنزرعة ويزيد من اهتمام المزارع بالمحصول الامر الذي ينعكس علي زيادة متوسط إنتاجية الفدان، وبالتالي تزداد الانتاجية الكلية وسوف ينعكس ذلك في تقليل المحصول المستورد من الخارج خلال فترة قصيرة.
وهناك آليات أخرى لزيادة الإنتاجية منها الممارسات الزراعية المناسبة للهُجن المختلفة، فمثلا هناك هُجن تقبل الزراعة بكثافة كبيرة، وهناك هُجن تقبل الزراعة بكثافة منخفضة، وهناك هُجن تُزرع في مواعيد مبكرة؛ وأخرى في مواعيد متأخرة، وثالثة لا تُزرع إلا في مواعيدها المناسب.
كذلك اختيار الهجن المناسبة للحصول على أفضل إنتاجية سواء كان الهدف هو الحبوب أو إنتاج السيلاج، بالإضافة إلى شراء التقاوي من مصدر موثوق به مثل إدراة إنتاج التقاوي أو مركز بحوث الذرة الشامية أو من الإدارات الزراعية أو مصادر موثوق بها، لعدم التعرض للغش التجاري في نوعية و جودة التقاوي.
ما هي أنسب مواعيد لزراعة الذرة الشامية؟
نقوم بتحديد موعد الزراعة المثالي الذي يعطي أعلى إنتاجية؛ فمثلاً في الوادي والدلتا يكون خلال شهر 5؛ وقد يمتد لمنتصف شهر 6، ويُفضل ألا يزيد عن ذلك لتجنب ظهور الحشائش أو الحشرات، وموعد الزراعة المثالي في توشكا وشرق العوينات من 15/7 إلى 10/8.
بعد خدمة التربة بطريقة مناسبة ؛ تتم زراعة الذرة على خطوط، والفرق بين كل خط وخط مسافة 70 سم، وبين الجورة والجورة 25سم، ولكن إذا توفرت مكينات الزراعة فإن المكينة تقوم بضبط المسافات بطريقة دقيقة، وهو ما سيُحدث طفرة كبيرة في الإنتاج، حيث تزرع على حبة واحدة، ففي الهجين الفردي تحتاج الزراعة اليدوية حوالي 10 كيلو، أما الهجين الثلاثي 14 كيلو، والمكينة توفر حوالي 2 كيلو تقاوي في الفدان، وبعد الزراعة يتم الرش بالمبيدات اللازمة لمكافحة الحشائش بعد الزراعة وقبل الري للقضاء على الحشائش مبكراً والرية الأولى تكون على البارد أي ببطئ.
بعد الزراعة والرية؛ تأتي عملية الخف بعد الإنبات في حالة الزراعة اليدوية بعد 20 يوما يقوم المزارع بري الأرض ريّة المحاياة مع وضع الجرعة الأولى من السماد، والسماد المناسب لمحصول الذرة الشامية 100 كيلو من سوبر فوسفات الكالسيوم، و50 كيلو من سلفات البوتاسيوم، ويتم وضعهم عند إعداد الأرض للزراعة.
ومن أهم هذه الأسمدة السماد النيتروجيني والكمية المناسبة للفدان 260 كيلو على جرعتين، وفي حالة الزراعة بعد البرسيم تكون جرعة بعد المحاياة وجرعة بعد الرية الثانية، أما أن كانت زراعة الذرة بعد القمح فإن هذه الكمية تُقسم إلى 3 جرعات؛ الجرعة الأولى عن إعداد الأرض للزراعة، والثانية بعد المحاياة، والثالثة في الرية التالية للمحاياة، وهذه الجرعات تكون على مدار 35 يوما فقط، ولا يتم وضع أسمدة بعد ذلك لأن النبات ينطلق في مرحلة النمو السريع، ويتم الري كل 10 أو 15 يوما على حسب درجة الحرارة ونوع التربة.
* ما أهم الأمراض التي تصيب نبات الذرة في مصر؟
أبرز الأمراض؛ مرض الذبول المتأخر أو الشلل، وكان يسبب هذا المرض خسائر كبيرة جداً قديماً ولكن بعد إنتاج الهُجن تم تحجيم الإصابات لأنها مقاومة لهذا المرض. وهناك أمراض أخرى مثل البياض الذغبي يصيب العروات المزروعة في وقت متأخر وهي العروات النيلية، ومرض التفحم. بجانب مرض اللفحة يأتي نتيجة الزراعة المتأخرة والرطوبة العالية ودرجة الحرارة المرتفعة .
* ما أبرز الحشرات التي تصيب محصول الذرة؟
الدودة القارضة التي تأتي في مرحلة البادرة، والدودة الخضراء ودودة ورق القطن ودودة القصب الكبرى ودودة القصب الصغرى ودودة الحشد الخريفية وهي واردة مصر حديثاً وهي شرسة جداً ومنشأها الأصلي هو أمريكا وانتقلت من أمريكا بالمراكب ودخلت إلى أفريقيا ثم دخلت إلى مصر عن طريق السودان.
وبدأت هذه الحشرة في الظهور والانتشار من الموسم الماضي وانتشرت هذا العام في جميع أنحاء مصر سواء وجه قبلي أو بحري فلابد من التعامل الصحيح معها لتحجيم أثرها، وهناك أيضا حشرات المن وحشرات المخزن.
وفي النهاية يجب استخدام الميكنة بداية من الزراعة وحتي الحصاد كذلك استخدام الوسائل الحديثة في الري خاصة في المناطق الجديدة التي تروي بالتنقيط والرش كذلك الاستمرار في انتاج هجن تتناسب مع الظروف البيئية المتغيرة لتطوير زراعة الذرة الشامية وزيادة الإنتاجية.