يُعد الإرشاد الزراعي أحد الأدوات الرئيسية لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة في الوطن العربي، حيث يهدف إلى توجيه المزارعين وإرشادهم لاستخدام الأساليب العلمية والتكنولوجية الحديثة لزيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين جودة المنتجات الزراعية. يلعب الإرشاد الزراعي دورًا محوريًا في تعزيز الأمن الغذائي ودعم سبل العيش للمجتمعات الريفية، التي تمثل نسبة كبيرة من سكان المنطقة
الإرشاد الزراعي هو عملية تعليمية مستمرة تهدف إلى نقل المعرفة العلمية إلى المزارعين وإكسابهم المهارات اللازمة لتطبيق التقنيات الزراعية الحديثة. يعتمد الإرشاد الزراعي على التفاعل بين الخبراء والمزارعين من أجل تحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الزراعية المتاحة، مع مراعاة الحفاظ على البيئة وتحقيق الاستدامة.
الإرشاد الزراعي الإلكتروني: خطوة نحو زراعة ذكية ومستدامة
د. ماهر أبو جبل: رؤية شاملة لتعزيز الاستثمار الزراعي ودور الإرشاد في تطوير القطاع
الأرشاد الزراعى ودوره فى تحقيق التنمية الزراعية المستدامة كانت عنوان فاعليات هامة قدمها اتحاد الزراعيين العرب بالوطن العربى بالفترة الماضية والتى تعتبر من أهم محاور العمل التوعوى التى يقدمها الأتحاد
أكد الدكتور ماهر أبو جبل مستشار الأمانة العامة لأتحاد المهندسين العرب ومقرر اللجنة الدائمة للأستثمار والمكلف بالعلاقات الخارجية أن الأرشاد الزراعى من أهم المحاور التى يدعمها توعويا الأتحاد العربى للمهندسين الزراعيين حيث يعتبر رفع وتطوير كفاءة الأرشاد الزراعى بدول الوطن العربى واحد من أهم الركائز التى تدعم تحقيق الأستدامة الزراعية , وتدعم أهم اهداف التنمية المستدامة فى تحقيق الأكتفاء الذاتى من الغذاء وحماية الموارد الطبيعية
وقدم الأتحاد مجموعة من الفاعليات الهامة بالفترة الماضية فى دول الوطن العربى هادفا منها التعاون مع منظمات العمل التابعة للأمم المتحدة ومنها منظمة الأكساد وتم مناقشة محاور عدة للعمل منها الأرشاد الزراعى وتأثيره على رفع سبل المعيشة للمزارع وتحقيق الربحية من العملية الزراعية , ودعم سبل التنمية المستدامة لدى المجتمعات الريفية ,
والمحور الثانى الأرشاد الزراعى الأليكترونى وتطوير أداءه بالوطن العربى وتسليط الضوء على استخدام التكنولوجيا الحديثة في تطوير أنظمة الإرشاد الزراعي وتعزيز كفاءتها
وكذلك تم طرح محور تطوير الأرشاد الزراعى من الناحية التنظيمية وطرح الجهود الحكومية في تطوير الهيكل التنظيمي للإرشاد الزراعي ودعمه بمبادرات استراتيجية لتعزيز أدائه
وأضاف أبوجبل أن الأرشاد الزراعى من أهم وسائل نقل المعرفة والتكنولوجيا إلى المزارعين، مما يساهم في تحسين الإنتاجية الزراعية وتحقيق الاستدامة البيئية والاجتماعية. كما شدد على دور المنظمات الإقليمية والدولية، مثل أكساد، في تعزيز هذا المجال من خلال إدخال الابتكارات التقنية والرقمية
وفند أبو جبل أهمية الأرشاد الزراعى ودعم كفاءته فى مجموهة من النقاط وهى
– يساهم الإرشاد الزراعي في تحسين الإنتاجية الزراعية وتطوير المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والشعير والأرز، مما يعزز الأمن الغذائي في الوطن العربي
– من خلال تعريف المزارعين بالطرق الحديثة في الزراعة، مثل استخدام البذور المحسنة والأسمدة المناسبة، يمكن زيادة العائد المادي للمزارعين وتحسين مستوى معيشتهم
– يساعد الإرشاد الزراعي في توعية المزارعين بأهمية استخدام تقنيات الزراعة المستدامة، مثل أنظمة الري الحديثة والزراعة المحمية، لمواجهة التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية
– يعمل الإرشاد الزراعي على تحسين استخدام الموارد الطبيعية مثل المياه والتربة، مما يقلل من الهدر ويزيد من كفاءة الإنتاج الزراعي
على الرغم من أهمية الإرشاد الزراعي، إلا أنه يواجه العديد من التحديات في المنطقة العربية، ورصدها أبو جبل فى الأتى :
– تعاني برامج الإرشاد الزراعي في بعض الدول العربية من نقص التمويل اللازم لتطوير خدماتها وتوسيع نطاق عملها
– هناك نقص في عدد المرشدين الزراعيين المؤهلين لتقديم الدعم الفني والإرشادي للمزارعين، خاصة في المناطق النائية
– بالرغم من التقدم التكنولوجي العالمي، لا تزال العديد من الدول العربية تواجه صعوبات في تطبيق تقنيات الإرشاد الزراعي الإلكتروني بشكل فعال
– هناك تفاوت كبير بين الدول العربية في القدرات الزراعية والبنية التحتية، مما يؤثر على كفاءة الإرشاد الزراعي
وأضاف أبو جبل فى النهاية أنه مع التطور السريع في التكنولوجيا، أصبح بالإمكان استخدام وسائل الإرشاد الزراعي الإلكتروني لتوسيع نطاق الخدمات الإرشادية وتحسين فعاليتها. تشمل هذه الوسائل تطبيقات الهواتف الذكية، والبرامج الرقمية لتحديد احتياجات التربة، ونظم المعلومات الجغرافية (GIS) لمتابعة المحاصيل. وقد أسهمت هذه التقنيات في تقليل الفجوة بين المزارعين والخبراء الزراعيين، خاصة في المناطق البعيدة