وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد لـ”القرار”:
الدول النامية حصلت على تمويل الـ١٠٠ مليار دولار في 2022
دور مصر في COP28 تسهيل التفاوض في موضوعات التمويل والتكيف والخسائر والأضرار
مصر تستهدف الخروج بالهدف العالمي للتكيف مع التغيرات المناخية
لدينا جناح مصري في COP28 سوف نعرض خلاله انجازات مصر في مجالات للصحة والتنوع البيولوجي والتمويل والطاقة
انطلقت اليوم الخميس، أولى أيام فعاليات مؤتمر المناخ “COP28” بمدينة دبي في الإمارات الشقيقة، وسط العديد من التحديات والأماني بالخروج بنتائج إيجابية تبني على نجاح “COP27”. فيما يستمر مؤتمر دبي حتى 12 ديسمبر المقبل، بمشاركة نحو 50 ألف شخص من 198 دولة موقعة على الاتفاقية.
وتتنوع الموضوعات التي يتناولها “COP28” ما بين ضرورة خفض الانبعاثات التي ينتج عنها التغيرات المناخية نتيجة الاحتباس الحراري، والتكيف مع التغيرات المناخية، وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار، الذي يُعد أبرز مخرجات “COP27” في شرم الشيخ العام الماضي، والذي يستهدف تمويلات من الدول المتقدمة إلى الدول المتضررة من التغيرات المناخية.
وقدرت المؤسسات الدولية حجم الاستثمارات المناخية التى يحتاجها العالم لمنع تدهور البيئة بشكل كبير، حوالي 5 تريليونات دولار سنويا بحلول عام 2030، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 6 تريليونات دولار سنويا بحلول عام 2050.
وأكدت وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، أنه وصل إليها تقرير حديث من منظمة “oecd” وهي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أكد تحقيق تمويل الـ١٠٠ مليار دولار والوصول إليه في 2022، وهو الاتفاق الذي انتهى إليه مؤتمر كوبنهاجن عام 2009 لتمويل العمل المناخي في الدول النامية.
وتابعت: “مفيش حصص محددة من الـ100 مليار دولار لكل دولة بتستفيد من هذا التمويل، إحنا بنقدم المشروعات الخاصة بنا وبعدين بنحصل على التمويل، فمثلا صندوق المناخ الأخضر حجم تمويله من ٤ مليارات دولار تصرف على مدار ٤ سنوات، ومصر أخذت من ٦٠٠ إلى ٧٠٠ مليون دولار منه لتنفيذ مشروعات”، موضحة أن كل صندوق له آلياته للتمويل المختلفة من بلد لآخر، وتوقيتات صرف التمويلات تكون مختلفة، لأن هناك صناديق دورتها عامين، وأخرى دورتها ٤ سنوات.
وقالت فؤاد إن “مصر لها دور بازر أيضًا في COP28؛ بتمثل في اختيار رئيس المؤتمر الدكتور سلطان الجابر، وزيري البيئة في مصر وكندا لقيادة مهمة تسهيل التفاوض في موضوعات التمويل والتكيف والخسائر والأضرار”ـ
وأكدت أن مصر تستهدف أيضًا الخروج بالهدف العالمي للتكيف مع التغيرات المناخية، قائلة: “عندنا جناح مصري هنعرض يوميا الموضوعات الخاصة بنا حسب الترتيب الذي حدده الجانب الإماراتي من حيث يوم للصحة، ويوم للطبيعة والتنوع البيولوجي، التمويل، الطاقة، وغيره، هنعرض خلالهم إنجازات مصر سواء حكومة أو قطاع خاص أو شباب وجامعات.
ووضعت الدول المتقدمة خلال مؤتمر المناخ في كوبنهاجن عام 2009، تعهدا بقيمة 100 مليار دولار لتمويل مكافحة تغير المناخ فى الدول النامية، ويعد تمويل مكافحة التغير المناخى أحد أبرز محاور النقاش فى قمة الأمم المتحدة للمناخ COP28.
وكلمة COP هى الأحرف الأولى من The Conference of the Parties وتعنى مؤتمر الأطراف المعنى بمناقشة وبحث وصياغة الحلول المتعلقة بقضايا التغير المناخى والتمويلات المرتبطة بها ويعقد سنوياً واستضافت مدينة شرم الشيخ فى مصر النسخة السابقة COP27 فى شهر نوفمبر 2022، وتسلم اليوم مهام مؤتمر COP28 إلى دولة الإمارات.
ويعد مؤتمر الأطراف أحد أبرز الفعاليات الدولية ويضم المؤتمر 198 طرفاً ويشمل 197 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبى وهى الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والتى يتم اختصارها إلى UNFCCC.
وكان رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، قد عقد اجتماعا لمتابعة مستجدات مشاركة مصر في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ “Cop 28″، المقرر عقده بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بحضور الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة.
وخلال الاجتماع، تناولت الوزيرة أجندة المؤتمر وما تتضمنه من جلسات وفعاليات وأحداث تتعلق بالعديد من الموضوعات ذات الصلة بملف تغير المناخ، لافتة إلى أن هذه الجلسات ستشهد تسليم مصر لرئاسة مؤتمر المناخ إلى الإمارات، كما أنها ستشهد استعراضاً للعديد من قصص النجاح المصرية على المستوى الوطني في التعامل مع قضية التغيرات المناخية وتأثيرها على العديد من القطاعات.
وأوضحت الوزيرة أنه فيما يتعلق بالشق الفني للمشاركة في “Cop 28″، سيتم استعراض جهود الدولة المصرية خلال فترة ترأسها لـ “Cop 27″، لافتة إلى أن من بين تلك الجهود ما تم في إطار تحديث المساهمات المحددة وطنياً، حيث تم تحديد عام 2030 هدفاً للوصول إلى انتاج 42% من الطاقة المتجددة، وذلك بدلاً من عام 2035، بالإضافة إلى استعراض ما تم من جهود في إطار برنامج “نوفي”، وما تم طرحه من حزم استثمارية خلال فعاليات منتدى الاستثمار البيئي والمناخي.
وأضافت الوزيرة: سيتم أيضاً استعراض جهود الدولة في إطار المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، والتي تم إطلاق المرحلة الثانية منها، وتشمل العديد من القطاعات، منها الطاقة والزراعة المستدامة، وإدارة المخلفات، وتقليل الانبعاثات وغازات الاحتباس الحراري، والمدن الذكية المستدامة، والتكيف مع التغيرات المناخية.
اقرأ أيضًا| إطلاق “البرنامج الوطني للتشجير” بالمملكة السعودية
كما نوهت الوزيرة إلى مبادرة “لجنة الشباب والمناخ”، التي تُعد أحد المبادرات الجديدة التي تستهدف دعم الشباب والاستماع إلى آرائهم وأصواتهم في قضايا تغير المناخ والعمل المناخي.
وتطرقت الدكتورة ياسمين فؤاد إلى موقف العديد من المبادرات التي تم إطلاقها خلال “Cop 27“، بالتعاون والتنسيق بين عدد من الوزارات والمنظمات الأممية الشريكة، مؤكدة أن هذه المبادرات شهدت تحقيق تقدم محرز، وإقبالا على المشاركة فيها من جانب عدد من دول العالم، موضحة أن من بين تلك المبادرات، مبادرة “تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة من أجل تسريع التحول المناخي”، ومبادرة “العمل من أجل التكيف مع المياه والقدرة على الصمود”، وكذا “حلول مناخية للحفاظ على السلام”.
وعن الجناح المصري المشارك في “Cop 28″، نوهت الوزيرة إلى أنه تم الانتهاء من الاجندة الخاصة بالأحداث الجانبية وفقاً للأيام الموضوعة للمؤتمر، وذلك بالتنسيق بين مختلف الوزارات المعنية، كما تم تخصيص أحداث جانبية للرعاة ومؤسسات القطاع الخاص، والجامعات، والمنظمات الأممية، ومنظمات المجتمع المدني.