تأثيرات التقلبات الجوية لا تتوقف عند محصول واحد فقط؛ بل تؤثر على محاصيل زراعية كثيرة جدا، وتتوسع تأثيراتها لتغطي كافة القطاعات الأخرى بخلاف الزراعة، لذا تبذل القيادة السياسية مجهودا جبارا في الإعداد لمؤتمر المناخ COP27 نوفمبر المقبل.
“اتوقع أن يكون إنتاج المانجو هذا العام أفضل من العام السابق”، هكذا صرّح الدكتور أحمد عوني، مدير المعمل المركزى للمناخ الزراعى بمركز البحوث الزراعية، لـ”القرار”، قائلاً إن تأثير تغير المناخ هذا العام على إنتاج محصول المانجو لم يظهر حتى الآن، حيث إن المحصول في بداية التزهير، ولكن من المتوقع أن يكون أفضل من العام الماضي.
من جهته، قال الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، إن المحاصيل الزراعية لم تتأثر بالتغيرات المناخية هذا العام، حيث إن إنتاج هذه المحاصيل وفير جداً، مثل الموالح والتي تعتبر أكبر المحاصيل الزراعية تصديرا بنسبة 1.8 مليون طن، تليها البطاطس حوالي 650 ألف طن، والبصل ما بين 400 لـ 650 ألف طن.
وتابع فهيم في تصريح خاص لـ”القرار”: “أيضًا المحاصيل الزراعية الأخرى مثل القمح والفول والشعير والبنجر لم يتأثروا بتغير المناخ السيء؛ حيث إن الأجواء الباردة مناسبة جداً لهذه المحاصيل”.
وأضاف رئيس مركز معلومات تغير المناخ، أن كافة الفواكه فى مصر تُعد محاصيل صيفية وتزهر في فصل الربيع؛ وبداية العقد فى شهري مارس وأبريل، مثل العنب والتفاح والمانجو والكمثري والخوخ والبرقوق والتين والبلح والجوافة والرمان.
ولفت إلى أن التقلبات الجوية التي حدثت العام الماضي وأثرت على محصولي المانجو والزيتون، هي نفس الظروف التى حدثت هذا العام ولكن الفرق أن العام الماضي كان الشتاء دافئ وهو ما جعل موسم التزهير يبدأ فى وقت مبكر على عكس هذا الموسم، وهو ما أخر وقت الزهير.
وأكد أنه متوقع انخفاض نسبة الخسائر فى محاصيل الفواكه عن العام الماضي؛ وخاصة محصول المانجو.
ونوّه فهيم بأن القطاع الزراعي يُعد أكثر الأنشطة تعرضًا للمناخ، وأكثر الأنشطة ضعفًا في البنية التحتية والأساسية المقاومة لأي تغير في المناخ، فالدول الأوروبية مثلًا تتعرض أحيانًا لتغيرات مناخية حادة، لكن عندهم بنية تحتية لمواجهة التغيرات المناخية وتجنبهم حدوث خسائر كبيرة، لكن المشكلة في مصر عدم وجود هذه البنية.
ولفت إلى أن المزارعين ليس لديهم وعي كافٍ بقضية التغيرات المناخية، لذا فهو بحاجة دائمة لمرشد ودليل زراعي يوجهه توجيهات فنية محددة لضمان إنتاجية أكثر ربحًا وأكثر إنتاجًا، لذا فهو دور على كل مسؤول أن يرشد المزارع إلى الأفضل لزرعته من واقع خبرته في المناخ والأرصاد.
ونوّه بأن التدهورات المناخية التي حدثت في ربيع 2018؛ خير شاهداً على تأثيرات التقلبات الجوية، والتي نجحت وزارة الزراعة في تلاشيها السنوات التالية لها بالتوصيات الفنية وحسن التعامل مع اضطرابات الطقس، وأيضًا ابتكار أصناف جديدة ذات إنتاجية أفضل، لافتا إلى أنه في 2018 حدثت موجة من الرياح الحارة جدا خفضت الإنتاجية بحوالي من 30 إلى 40%، كذلك انخفضت إنتاجية القمح حوالي من 40 إلى 50%، والمانجو حوالي 35%، والزيتون من 70 إلى 80%، أما المحاصيل الصيفية، فلم تتأثر في هذا العام بصورة كبيرة، خاصةً القطن والذرة والأرز.