- الاضطرابات الجوية وتأخر الشتاء وتزهير أشجار المانجو مبكرا أبرز أسباب فقد المحصول
- ضعف الاستشارات الفنية وأنصاف الخبراء سبب في تفاقم المشكلة وفقد المحصول
- المشكلة بدأت من شهر يناير الماضي مع بداية التزهير المبكر لأشجار المانجو.. وطريقة التعامل كانت خاطئة
- المناطق القريبة من السواحل لديها فرص أفضل في الإنتاجية.. والأكثر تضررا مناطق السادات ورجوة والإسماعيلية والخطاطبة
- هكذا يتم السيطرة على التقلبات المناخية.. وإنتاجية الأراضي الجديدة ستغطى نسبة العجز والفقد بالمانجو
- موسم التصدير للمانجو بدأ بالفعل.. وسوف نوفر الكميات المطلوبة للتصدير
كشف خبراء ومتخصصين في زراعة المانجو بمصر؛ لـ”القرار“، أثار أزمة المحصول خلال الشهور الماضية، والأسباب العلمية والعملية لتساقط عقد ثمار المانجو من الأشجار، وذلك بعدما أكد مسؤولون بوازرة الزراعة لـ”القرار” أن أزمة محصول المانجو انتهت إلى غير رجعة، وأن السبب في الأزمة هو 4 أيام فقط من شهر مارس الماضي، ارتفعت فيها درجات الحرارة بشكل غير مسبوق.
من جهته، أكد استشاري محصول المانجو، الدكتور شريف عبد الرازق، أن ما يواجه محصول المانجو هذا العام هو ناتج عن الاضطرابات الجوية وتأخر الشتاء وتزهير أشجار المانجو مبكرا، وكانت بعض الاستشارات التي قدمها أنصاف الخبراء للمزارعين بأن يقوموا بإزالة الزهرة، وتم إزالة التزهير الذى حدث مبكرا، وحدث تزهير آخر مبكرا، ولم يكن في استطاعتهم إزالة هذا التزهير أيضا.
وأضاف عبد الرازق، لـ”القرار“، أن هناك مزارع بعد إزالة التزهير لم تعاود الأشجار للتزهير مرة أخرى، اذن فالمشكلة بدأت من شهر يناير الماضي مع بداية التزهير المبكر للأشجار المانجو ، وطريقة التعامل كان بطريقة خاطئة.
وأوضح أنه في مرحلة التزهير؛ يُعد هرمون التزهير هو السائد داخل النبات إذا بدأت الشجرة في مرحلة العقد للثمار وتم إزالة الزهرة لن تقوم بالتزهير مرة أخرى، مؤكدا أن تلك المعلومات مفترض أنها معروفة ومفهومة لدى جميع الاستشاريين بمحاصيل المانجو؛ أو أي مهندس زراعي، ولكن ما تم تنفيذه والعمل به على أرض الواقع ينم عن مشكلة حقيقية في عدم استقاء الاستشارات الفنية من ذوى الخبرة.
كما أكد أن عالم السوشال ميديا قد أعطى العديد من الوجوه شهرة غير حقيقة، واقنعت جمهور المزارعين بهم من خلال الرؤية على وسائل التواصل الاجتماعي وبدون بعد علم حقيقي.
ولفت إلى أنه منذ أوائل رمضان ارتفعت دراجات الحرارة نهارا؛ يعقبها ليل بارد، وأجنة المانجو لم تتحمل الفرق الشاسع بين الليل والنهار في درجة الحرارة، لذا حدث نفوق للأجنة، وهذا على عموم مصر والمناطق القريبة من السواحل لديها فرص أفضل في الإنتاجية، لكن الأكثر تضررا مناطق السادات ورجوة والإسماعيلية والخطاطبة، ولا يستطيع الكثير معرفة ما إذا كانت الثمار سوف تتساقط أم تستكمل النمو إلا الخبراء المحترفين فقط.
ونوّه استشاري محصول المانجو، بأنه نجح في حماية المحاصيل بالمزارع التي يقوم بالإشراف عليها، حيث قام بتطبيق آلية جعلت أشجار المانجو تستمر بالتزهير على مدار 2 إلى 3 أشهر من خلال عمليات فنية، حفزت الأشجار على التزهير المستمر؛ مع إزالة الأزهار أكثر من مرة، والحفاظ على استمرارية التزهير بدون انقطاع.
وتابع: “حتى وصولنا إلى الربيع لم نزيل الأزهار لاستمرار النمو، وهى طريقة احترافية لإدارة العوامل المصاحبة لنمو أشجار المانجو التزهير والإثمار”.
وأكد عبد الرازق أن إدارة ومتابعة المزارع وعملية الإثمار بها لا تقتصر على معرفة نظرية عن الطرق المتخصصة في حماية المحاصيل وإدارة عملية الإنتاج والإثمار، ولكن لابد أن يصاحب ذلك التطبيق الأمثل للطرق الفنية في إدارة إنتاج المحاصيل.
وتابع: “لا شك أن التقلبات الجوية والمناخية أصبحت من أهم العوامل التي تواجه إنتاجية المحاصيل الآن وتؤثر تأثيراً مباشر على الإنتاجية للمحاصيل مهما اتبعنا الطرق المثلى في الزراعة والإنتاج”، مضيفًا: “التقلبات المناخية يتم السيطرة عليها من خلال آليات وأدوات مقاومة لأضرار التغيرات المناخية، مثل مياه الآبار التي تستخدم في ليالي الصقيع للتدفئة، أو الترطيب في الصيف.
وأوضح أن المياه الجوفية درجة حرارتها ثابتة عند 20 درجة مئوية صيفا وشتا، كما نستخدم بالمزارع رشاشات المياه التي توفر رزاز مياه على الأشجار لتقليل من أثار درجة الحرارة؛ بإدارة هذه الرشاشات والتحكم في كمية المياه ومواقيتها.
وأردف: “نستخدم أيضا شبك السيرام التي يتم تركيبها على هياكل خشب وسلك، ويتم تغطية أشجار المانجو بها من أشعة الشمس، ويتم تحييد الرياح والحرارة وأشعة الشمس”.
وأكد أن هناك مزارع تقوم باستخدام هذه الآليات لمقاومة درجات الحرارة العالية، ولكنها أدت إلى فقد المحصول نتيجة لتركيب الخاطئ، والتطبيق الخاطئ، كما أن هناك مزارع استخدمت هذه الشباك وحدث احتباس حرارى لعدم تركيبها بشكل صحيح أدى لنتائج عكسية”.
وفيما يخص زيادة الأسعار، قال عبد الرازق، إن التوسع الأفقي في إنتاجية محصول المانجا سوف يساهم في تقليل الأضرار الناتجة عن فقد نسبة محصول المانجو العالية هذا العام، والأراضي الجديدة سوف تغطى نسبة العجز والفقد في المحصول الكلى، وسوف نجد المانجو بالأسواق لاشك ولكن مع ارتفاعات في الأسعار.
أما فيما يخص التصدير، أكد أن موسم التصدير قد بدأ بالفعل، وسوف يتم توفير الكميات المطلوبة للتصدير، مع اعتبارات أن المصدر سوف يلجأ إلى التعامل مع أكثر من مزرعة لتوفير وجمع المحصول اللازم للشحن، وليس مزرعة واحدة فقط، كما سوف نواجه عقبات في ذلك لكننا مستمرون في الإنتاج والتصدير.
وناشد عبد الرازق، مزارعي المانجو أن يهتموا بالجوانب الفنية، بجانب استقاء الخبرات الموثوق بها حتى لا يواجه خسائر فادحة.