وزير الزراعة السيد القصير لـ”القرار”:
قطاع الزراعة الأقل تأثيرا في التغيرات المناخية.. والأكثر ضررا منها
وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد لـ”القرار”:
نضع الأمن الغذائي والزراعة على أولويات أجندة COP27.. وتقارير دولية أكدت ارتفاع حجم فقدان الإنتاجية الزراعية في القارة السمراء
وزير الزراعة الأسبق الدكتور أيمن فريد أبو حديد لـ”القرار”:
“الزراعة” تعتبر من أهم الوسائل التي تواجه التغيرات المناخية.. ووزارة الزراعة تشجع المشاريع القائمة على استصلاح الأراضي
وزير الزراعة الأسبق الدكتور صلاح يوسف لـ”القرار”:
الحرب الحالية بين روسيا وأوكرانيا تؤثر سلبيًا على نظافة البيئة.. وأوروبا تستهدف القضاء نهائيًا في عام 2050
النائب هشام الحصري رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب لـ”القرار”:
متوقع أن يكون لمؤتمر المناخ COP27 إضافة كبيرة بمجال الزراعة لمواجهة التغيرات المناخية
النائب مجدي مِلك عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب لـ”القرار”:
مصر تتمتع بمناخ معتدل طوال العام يجعل لديها مقومات وقدرات لزراعة أرضها طوال العام
الدكتور محمد القرش معاون وزير الزراعة لـ”القرار”:
مصر لديها مشاريع متعددة لمواجهة تداعيات تغيرات المناخ
أميرة صالح مدير عام شركة شمس للأسمدة الكيماوية لـ”القرار”:
قارة أفريقيا تُعد من أكثر المناطق تضررًا وتأثرًا بتغير المناخ المهددة لحياة الإنسان.. و COP27يحقق أهداف مصر للاكتفاء الذاتي
الدكتور عادل الغندور الخبير الزراعي لـ”القرار”:
COP27 سيكون له دور فعال في إلزام البلدان الصناعية الكبرى المسببة لتلوث بإتباع أساليب وتشريعات جديدة
تحديات جمة تواجه بلدنا الحبيبة مصر؛ جرّاء لعنة التغيرات المناخية السلبية، لذا يشارك موقعنا “القرار الإخباري”؛ الحكومة جهودها في الحد من مخاطر التغيرات المناخية، معلنًا في هذا التحقيق الصحفي عن مبادرة جديدة بعنوان “حياة نظيفة”.
ثلاثة أشهر فقط تفصلنا عن المؤتمر الأضخم من حيث الأهمية، الأعظم من حيث المكانة، الأخطر من حيث القضايا والتناول، إنه “COP27″؛ مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ عام 2022، الذي تستضيفه مصر من 7 لـ18 نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ، والذي سيدعم التواجد المصرى في المحافل الدولية الرئيسية ومنها G20؛ مجموعة العشرين، التي ستلحق بمؤتمر المناخ مباشرة.
ونستعرض لكم في السطور التالية أراء ووجهات نظر الوزراء ونواب البرلمان والخبراء؛ حول أهمية مؤتمر المناخ COP27 على القطاع الزراعي في مصر.
وتعد مصر من أكثر الدول المعرضة للمخاطر الناتجة عن تأثيرات التغيرات المناخية، رغم أنها من أقل دول العالم إسهاما فى انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى عالميا؛ بنسبة 0.6% من إجمالى انبعاثات العالم.
وتتخوف مصر من 9 مخاطر تسببها التغيرات المناخية؛ أولها زيادة أو انخفاض درجة الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، ارتفاع منسوب مستوى البحر وتأثيراته على المناطق الساحلية، زيادة معدلات الأحداث المناخية المتطرفة، زيادة معدلات التصحر، تدهور الإنتاج الزراعى وتأثر الأمن الغذائى، زيادة معدلات شح المياه، تأثيرها على الأمطار فى حوض النيل، تدهور الصحة العامة، تدهور السياحة البيئية.
وزير الزراعةوزير الزراعة السيد القصير لـ”القرار”:
وفي هذا الصدد، قال وزير الزراعة، السيد القصير، إن قطاع الزراعة يُعد الأقل تأثيرا في التغيرات المناخية؛ ولكنه الأكثر تأثرا وضررا منها، مشيرا إلى أن القطاع شهد تطويراً من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة وأساليب الزراعة المتطورة، والتي ساعدت في أن تصبح الأقل تأثيرا في الانبعاثات والاحتباس الحراري وتلوث الهواء.
وأضاف وزير الزراعة، في تصريحات خاصة لـ”القرار” أن التغيرات المناخية تؤثر على الأمن الغذائي العالمي؛ بسبب تأثيرها على إنتاجية المحاصيل، وكذلك خصوبة التربة وزيادة التصحر، مشيراً إلى أنه بحث خلال الفترة الماضية مع كل من رئيس الجمعية العمومية لـ”أكساد”، ووفد منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو”، ومبعوث مملكة هولندا للمناخ، ومساعد المدير التنفيذي لصندوق التنمية الزراعية “إيفاد”، التحضير لمؤتمر الأطراف للأمم المتحدة لتغير المناخ “COP27”.
وأشار إلى التعاون الكبير بين وزراتي الزراعة والبيئة؛ الذي أثمر عن تشكيل لجنة فنية من الخبراء في الوزراتين لإعداد الموضوعات والمبادرات التي سوف يتم طرحها خلال قمة المناخ.
وأكد، أنه سيتم إطلاق مبادرة مصرية خلال فعاليات COP27 تستهدف التوسع فى تنفيذ إجراءات مواجهة آثار التغيرات المناخية؛ من خلال الحصول على تمويلات لدعم مشروعات، مثل زيادة كفاءة استخدام المياه، والتوسع فى استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة؛ وخاصة الطاقة الشمسية، فى الأنشطة الزراعية مثل الرى وخلافه، بجانب مشروعات زيادة كفاءة قطاع الإنتاج الحيوانى وتنمية الغابات والمراعي.
وزيرة البيئة
* وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد لـ”القرار”:
قالت وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، إن الحكومة تضع الأمن الغذائي والزراعة على أولويات أجندة مؤتمر المناخ COP27، وذلك بتخصيص يوم من أيام مؤتمر المناخ؛ للمبادرات الخاصة بالزراعة، واستعراض نظام الإنذار المبكر، للبدء في تخطيط استخدامات الأراضى وتحديد أنواع المحاصيل التي تستطيع مواجهة التغيرات المناخية.
وأضافت وزيرة البيئة، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، أن تقارير دولية أكدت ارتفاع حجم فقدان الإنتاجية الزراعية في القارة السمراء، وأن استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض سيؤدي إلى كارثة في مجال توفير الغذاء، مشددة على ضرورة الحشد للنجاة من التحدي الذي يفرضه تغير المناخ على ضمان توفير الغذاء الآمن السليم المستدام للبشر.
وأشارت الوزيرة، إلى التعاون الوثيق بين وزارتي البيئة والزراعة في عدد من المجالات المختلفة؛ وخاصة دعم الزراعة المستدامة من أجل مواجهة التغيرات المناخية، موضحة أن وزارة الزراعة ستقوم بتحديد أولوياتها من واقع استراتيجية الزراعة المستدامة من ٢٠٢٠ حتى ٢٠٤٠ لتحديد المشروعات الأكثر إلحاحاً، وبحث تعزيز الاكتفاء الذاتى للسلع الاستراتيجية، وتشجيع الأبحاث والتطوير وتبادل المعلومات.
وأشارت فؤاد، إلى مشروع “رفع طموح المناخ في استخدامات الأراضى والزراعة”، الذي يساهم في تعزيز القدرة على تحديد وتقييم إجراءات الزراعة واستخدام الأراضي المبتكرة والمراعية للمناخ، بجانب زيادة العمل المناخي في الزراعة من خلال حشد أقوى لمشاركة القطاع الخاص.
الوزير أيمن أبو حديد
* وزير الزراعة الأسبق الدكتور أيمن فريد أبو حديد لـ”القرار”:
وأخيرا؛ يخرج من صمته الطويل الدكتور العالم الجليل، وزير الزراعة الأسبق، الدكتور أيمن فريد أبو حديد، ويتحدث لـ”القرار“، عن أهمية مؤتمر المناخ COP27؛ على القطاع الزراعي بشكل عام، قائلاً إن هذه المؤتمرات الهامة تفرض فروض معينة على الدول الصناعية التي تسببت في التلوث الجوي وزيادة الغازات الانبعاثية، ومصر من الدول التي تتأثر اقتصاديا بسبب التغيرات المناخية تأثرا شديدا؛ رغم أنها ليست من الدول التي تساهم في التلوثات الجوية.
وأضاف أبو حديد، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، أن “الزراعة” تعتبر من أهم الوسائل التي تواجه التغيرات المناخية، حيث تعمل على تصحيح الوضع عن طريق وجود نباتات تستهلك غاز ثاني أكسيد الكربون وتنتجه على هيئة مواد عضوية عن طريق التمثيل الضوئي، وبالتالي تخفف من آثار الانبعاثات الهوائية.
وتابع: “وزارة الزراعة تشجع المشاريع القائمة على استصلاح الأراضي؛ وبالتالي نشر الرقعة الخضراء على سطح الكوكب لامتصاص ثاني أكسيد الكربون”.
الوزير صلاح يوسف
* وزير الزراعة الأسبق الدكتور صلاح يوسف
من ناحيته، قال وزير الزراعة الأسبق، الدكتور صلاح يوسف، إن الحرب الحالية بين روسيا وأوكرانيا لها تأثير سلبي كبير على البيئة، فالأسلحة تؤثر تأثير كبيرا على نظافة البيئة، وأن أوروبا تبذل جهد كبير للحفاظ على البيئة عن طريق رصد ميزانية كبيرة لتحقيق ذلك، كما أن لديهم خطة للقضاء على التلوث نهائيًا في عام 2050 في بلادها فقط.
وأضاف يوسف، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، أنه لابد من وجود منظمة تتبع الأمم المتحدة؛ لمتابعة تغيرات المناخ حول العالم، فالتغيرات المناخية لا تحدث بشكل مفاجئ ولكن لها مقدمات لذلك لابد من وجود رقابة للحفاظ على سلامة البيئة، كما يجب أن تتعاون جميع دول العالم في اتخاذ قرارات سياسية فعالة وقابلة للتطبيق، مع إلزام الدول الكبرى بالإنفاق على خطط التنمية وإيجاد مصادر طاقة أقل ضررا للبيئة لحماية البيئات المختلفة، لأن الدول الكبرى هي المسؤولة عن التلوث البيئي على مستوى العالم.
ولفت وزير الزراعة الأسبق، إلى أنه يجب العمل على التوسع الزراعي لحماية المناخ؛ فكلما زادت المساحات المزروعة فإن البيئة تكون صالحة لسقوط الأمطار ويكون الجو مناسب لتقيل فقد المياه، باستخدام تقنيات حديثة تسمى بـ”الاستمطار”، أي توجيه السحب لأماكن معينة لتمطر بها.
وطالب يوسف، بضرورة التطرق خلال مؤتمر المناخ COP27 إلى أهمية التبادل الثقافي والعلمي بين دول العالم عن طريق البعثات العلمية للحد من التلوث البيئي، مؤكدا أن مصر تبذل مجهود كبير جداً لتقليل نسبة التلوث والحفاظ على الزراعة، فمصر لديها مدن خضراء، وهناك خطط لتحويل منظومة النقل إلى منظومة صديقة للبيئة باستخدام مصادر طبيعية للطاقة، وأيضاً محطات الرياح الموجودة بمصر محطات قوية جداً.
النائب هشام الحصري
* النائب هشام الحصري، رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب
وفي السياق البرلماني، قال النائب هشام الحصري، رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب، إنه من المتوقع أن يكون لمؤتمر المناخ COP27؛ إضافة كبيرة وهامة جدا، خاصة على مجال الزراعة في محاولات عديدة لمواجهة التغيرات المناخية التي تؤثر على الإنتاج الزراعي بشكل كبير خصوصًا في ظل زيادة الطلب على الغذاء عالميًا بسبب الأزمات العالمية الحالية.
وأضاف الحصري، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، أن خطة الدولة خلال المرحلة المقبلة تهدف إلى زيادة القيمة المضافة للمحاصيل الاستراتيجية من خلال التوسع فى الصناعات التحويلية، والذي سينعكس إيجابيًا على تشجيع المزارعين على الاستثمار، مع وجود رؤية كاملة حول ملف استنباط الأصناف الجديدة والتقاوى.
النائب مجدي مِلك
* النائب مجدي مِلك، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب
من جانبه، أكد النائب مجدي مِلك، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، أهمية المؤتمر المناخي COP27 في وضع حد للتغيرات المناخية التي تحدث في العالم؛ وتؤثر بشكل كبير على الخريطة الزراعية، وهناك بعض الدول ستتأثر استدامة إنتاجها لبعض الحاصلات الزراعية التي ترتبط بأولوياتها التصديرية.
وأضاف مِلك، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، أنه من حسن الحظ أن مصر تتمتع بمناخ معتدل طوال العام يجعل لديها مقومات وقدرات لزراعة أرضها طوال العام، فهناك بعض الدول لا تستطيع أن تقوم بزراعة أرضها إلا في موسم زراعي واحد، وهو ما يؤثر بشكل كبير على الخريطة الزراعية على مستوى العالم.
وأشار إلى أن مصر تخطو خطوات محسوبة خلال السنوات الأخيرة لاستعادة وضعها إقليميا وعربيًا وعالميًا، وأن استضافة مصر لمؤتمر المناخ العالمي COP27؛ نوفمبر المقبل في شرم الشيخ، علامة مهمة جداً تؤكد دور مصر الدولي والعالمي والإقليمي كدولة قائدة في منطقة الشرق الأوسط.
ولفت إلى أنه يجب أن يكون هناك تكامل وتعاون بين جميع الدول الزراعية في العالم من أجل توفير الغذاء الذي أصبح مشكلة تواجه العالم نتيجة التغير المناخي ونقص نصيب الفرد من المياه خلال السنوات الأخيرة.
معاون وزير الزراعة
*معاون وزير الزراعة الدكتور محمد القرش
وقال معاون وزير الزراعة، والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، الدكتور محمد القرش، إن العالم قرية صغيرة وأي دولة لا تطبق أساليب الحفاظ على المناخ فإنها تؤثر على باقي دول العالم، وفي مصر هناك مشاريع متعددة لمواجهة هذه التداعيات.
وأضاف القرش، لـ”القرار“، أن قطاع الزراعة يعتبر من القطاعات المتأثرة بشكل كبير جداً بالتغيرات المناخية، والوزارة تنفذ العديد من البرامج لمواجهة ذلك؛ مثل برنامج تطوير منظومة الري، وتطوير البرامج الخاصة بتطوير التقاوي.
ولفت إلى أن هناك العديد من الرؤى والمشروعات التي سيتم عرضها في المؤتمر القادم، وذلك بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، وفقًا لتوجيهات مجلس الوزراء في هذا الشق.
أميرة صالح
*أميرة صالح، مدير عام شركة شمس للأسمدة الكيماوية
وتعلق أميرة صالح، مدير عام شركة شمس للأسمدة الكيماوية، على أهمية مؤتمر المناخ COP27؛ على القطاعه الزراعي بشكل عام، قائلة: “أولا أحب توضيح أهمية المؤتمرات الدولية التي تناقش قضايا المناخ والتغيرات المناخية، في ظل تأثير تغيير المناخ على كثير من المجالات؛ وخاصة قطاع الزراعة، من حيث قلة الإنتاجية بشكل كبير وارتفاع درجات الحرارة الذي من الممكن أن يؤدي إلى كارثة في مجال توفير الغذاء.
وتطرقت صالح، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، إلى أهمية استضافه مصر للدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ عام 2022، مشيرة إلى أن قارة أفريقيا تُعد من أكثر المناطق تضررًا وتأثرًا من آثار تغير المناخ، مثل تزايد وتيرة وحدة الظواهر المناخية المتطرفة، وارتفاع منسوب البحر، والتصحر، وفقدان التنوع البيولوجي.
وأكدت مدير عام شركة شمس للأسمدة الكيماوية، أن مثل هذه الظواهر الناتجة عن التغيرات المناخية من الممكن أن تهدد سبل عيش الإنسان ونشاطه الاقتصادي وأمنه المائي والغذائي وقدرته على تحقيق أهدافه التنموية المشروعة والقضاء على الفقر.
وأضافت أميرة صالح، أن أهمية المؤتمر تكمن أيضًا في تحقيق أهداف مصر من محاولة الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل الزاعية، واهتمامها الحالي بزيادة الرقعة الزراعية.
وتابعت: “رغم أن الانبعاثات التي تصدر عن مصر لا تتجاوز 0.6% من إجمالي انبعاثات العالم تعد مصر واحدة من أكثر الدول عرضة للآثار السلبية لتغير المناخ على العديد من القطاعات مثل السواحل والزراعة والموارد المائية والصحة والسكان والبنية الأساسية، وهو ما يؤدي الى إضافة تحدي جديد إلى مجموعة التحديات التي تواجهها مصر في إطار سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤيتها لتحقيق تلك الأهداف بحلول عام 2030.
عادل الغندور
* الخبير الزراعي الدكتور محمد عادل الغندور
من جهته، بيّن الخبير الزراعي، الدكتور محمد عادل الغندور، أن هناك تداخلات عديدة بين تقلبات المناخ وتغيراته وبين الزراعة؛ فالزراعة تتأثر بهبات المناخ، وتساهم في زيادة تقلباته وتغيراته، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، من خلال انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وانقطاع الدورات الطبيعية لكثير من العناصر والمياه، بسبب تدهور الأراضي وقطع الأشجار وغير ذلك.
وأضاف الغندور، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، أن مؤتمر المناخ COP27؛ سيكون له دور فعال في الحث على إلزام البلدان الصناعية الكبرى المسببة لتلوث بإتباع أساليب وتشريعات جديدة تتعلق بقطاعي الزراعة والغابات، بجانب الدعم بالتمويل اللازم للدول المتضررة بدون إحداث ضرر، مثل مصر.
وأشار إلى أن التأثيرات المحتملة لتغير المناخ على الإنتاج الزراعي لن تعتمد على المناخ في حد ذاته فحسب، وإنما ستعتمد أيضا على الديناميكيات الداخلية للنظم الزراعية، بما في ذلك قدرتها على التكيف مع التغيرات، مضيفًا أن هناك دراسات تشير إلى أن تغير المناخ يملك القدرة على تغيير الإنتاجية بصورة ملموسة ومقارنة بالتأثيرات العالمية.
وعدّد الغندور، تأثيرات غير المناخ على الزراعة، وأبرزها إمكانية إطالة مواسم الزراعة ومواسم الصيد في المياه العذبة، وتقصير دورة حياة جميع الكائنات الدقيقة، بما في ذلك الآفات، وزيادة ضيق التنفس بسبب ارتفاع درجات الحرارة أثناء الليل، وزيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون فى الهواء الجوى؛ مما يزيد من تاثيرة على زيادة إنتاجية محاصيل الذرة الرفيعة وقصب السكر.
وأوصى الدكتور عادل الغندور، بضرورة نشر الوعي البيئي حول موضوع التغير المناخي كلما وإينما أمكن ذلك، بجانب تقديم الدعم والمساندة لكافة البحوث في هذا المجال لمتابعة مؤشرات التغير المناخي باستمرار، وأهمية قيام صندوق النقد الدولي والهيئات التابعة للامم المتحد بتقديم المساعدات للدول النامية لتحسين صناعتها وايجاد البدائل المناسبة لذلك.
كما أوصى بضرورة الحيطة والحذر من نوايا بعض الدول الصناعية؛ بأن تتخذ من موضوع التغير المناخي ذريعة لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية من وراء ذلك، بجانب تعزيز البنى الأساسية المتعلقة بالصحة العامة، وتوفير مرافق الرعاية الطبية الملائمة، والاهتمام يزيادة الدفاعات ضد الفيضانات وبناء السدود الصغيرة واستغلال مناطق تخزين المياه بمافيها النظم الطبيعية وتحسين البنية الاساسية الخاصة بتجميع وتوزيع المياه .
وأكد الغندور، أهمية البحث عن الطاقات البديلة النظيفة التي لاتؤثر على تركيبة الغلاف الجوي ولا تعمل على تلويثه، مثل طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، واستثمارها قدر الإمكان، خاصة وأن مصر تتمتع بظروف مناخية مثالية لاستخدام هاتين الطاقتين.