الغذاء في 2050:
بات توافر الغذاء يمثل أزمة أمام العالم من الآن وحتى حلول عام 2050، وسط توقعات بارتفاع عدد البشر في كافة دول العالم إلى نحو 10 مليارات شخص، وسط أزمات في توافر الغذاء بدأت في الظهور من الآن، نتيجة عوامل التغيرات المناخية التي تؤثر على إنتاجية المحاصيل الزراعية، وتشكل تحديات جمة في قدرة الزراعة على تلبية الاحتياجات الغذائية لسكان كوكب الأرض.
وفي مصر؛ بات هناك تحدٍ كبير يواجه الحكومات المتعاقبة يتمثل في مدى توافر الغذاء في 2050، في ظل توقعات بارتفاع معدلات النمو السكاني إلى 160 مليون نسمة مقابل 104 مليون نسمة حاليًا، وسط محدودية الأراضي الزراعية، والتي تبلغ حاليًا 9.7 مليون فدان، حيث يبلغ نصيب الفرد في مصر من الأرض الزراعية قيراطين فقط، رغم أن المتوسط العالمي يصل إلى أكثر من 12 قيراطًا للفرد، وبهذا المعدل تتذيل مصر قائمة الدول في المرتبة الـ175 من بين 200 دولة.
انخفاض الإنتاج الزراعي بالبلدان النامية:
وحصلت منصة “القرار” الإخبارية، على تقرير صادر عن منظمة “الفاو”، يتنبأ بأن البلدان النامية قد تواجه هبوطاً في الإنتاجية الزراعية يتراوح ما بين 9 إلى 21%، مرجعة هذا الأمر إلى ارتفاع معدلات درجات الحرارة، وأن أثار التغيرات المناخية ستنعكس بالسلب على أنظمة الزراعة والغابات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة تركز غاز ثاني أكسيد الكربون، وتغير أنماط سقوط الأمطار، وانتشار الأعشاب الطفيلية والآفات والأمراض.
الزراعة مسؤولة عن 14% من غازات الاحتباس الحراري:
وأشار التقرير، إلى أنه متوقع في المدى القريب؛ كثرة ظهور الأحداث الحادة مثل الفيضانات والجفاف وارتفاع الحرارة الكبيرة والعواصف الشديدة، مؤكدا أن قطاع الزراعة عالميًا مسؤول عن 14% من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وتتركز أغلبية تلك النسبة في الدول النامية.
هل التكيف مع تغير المناخ هو الحل؟
وهنا ينصح خبراء الزراعة، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، بضرورة التكيف مع التغيرات المناخية، والتواصل المستمر مع المزارعين لتوصيتهم بالتوقيتات المناسبة لزراعة محاصيلهم، طبقًا لتوقعات الأرصاد، وحثهم على التأقلم مع تغيرات المناخ من موسم إلى آخر.
وقال خبراء الزراعة، إن التغيرات المناخية يمكنها تقليص غلة المحاصيل الزراعية بنحو 30% بحلول 2050؛ وهذا بدون اتباع إجراءات التكيف مع ظروف المناخ، مشيرين إلى أنه في حال اتباع إجراءات التكيف مع التغيرات المناخية فإنه من الممكن زيادة غلة المحاصيل الزراعية من 5 إلى 15%.
وأشاروا إلى أنه يمكن اتباع إجراءات التكيف مع التغيرات المناخية في حال ثبوت درجات حرارة الكوكب عند 1 إلى 1.5 درجة مئوية، أما في حالة زيادة درجات حرارة الكوكب إلى 2 درجة مئوية في المناطق المعتدلة، ووصولها إلى 3 درجات مئوية في المناطق الاستوائية، فإن هذا يجعل إجراءات التكيف أكثر صعوبة، ويقلل من فوائدها.
هل تغير المناخ يؤدي لتزايد حالات الوفاة؟
وحذرت الفاو من أن تغير المناخ يحتمل أن يُحدث تعديلات في ظروف مأمونية المواد الغذائية وسلامتها مع تزايد ضغوط الأمراض المنقولة والوافدة، ما قد يترتب على ذلك هبوط كبير في الإنتاجية الزراعية، وفي إنتاجية الأيدي العاملة، وقد يفضي إلى تفاقم الفقر وزيادة معدلات الوفيات.
ونبّهت الفاو إلى أنه مرجح تأثر الإنتاج الزراعي والغذائي سلبيًا لدى العديد من البلدان النامية، بسبب تغير المناخ وخصوصا في البلدان ذات مستويات الدخل المحدودة والمعدلات المرتفعة من الجوع والفقر، نظراً لكونها بالفعل عرضة إلى حد كبير لآثار الجفاف والفيضانات والأعاصير.
الاستراتيجية العامة للمحاصيل:
وأوصت لجنة الصناعة بمجلس النواب، بإفادة اللجنة، باستراتيجية وزارة الزراعة حول المحاصيل الزراعية الهامة، كما أوصت لجنة الصناعة بمجلس النواب بعمل لجنة تضم وزارة الزراعة ووزارة الصناعة لعمل بروتوكول للتصنيع الزراعي.
وقال عباس الشناوي رئيس قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة بوزارة الزراعة، إن الدولة بدات بوضع استراتيجيات هامة للمحاصيل الزراعية، مؤكدا أن هناك توجيهات رئاسية بالاهتمام بهذه المحاصيل والتصنيع الزراعي لها، مضيفًا أنه لضبط آليات الزراعة وضعنا خطة طموحة لفول الصويا وعباد الشمس خلال ثلاث سنوات.