خبير الأرصاد ورئيس هيئة الأرصاد السابق الدكتور محمد عبدالعال لـ”القرار”:
توصيات ونتائج المؤتمرات الدولية للمناخ تخرج بدون جدوى أو وفاء الدول الكبرى بالتزاماتها
تأثيرات التغيرات المناخية تصيب جميع دول العالم بشكل مفاجئ وغير متوقع
الدول الكبرى تستخدم الوقود الأحفوري بشكل مبالغ فيه
نشهد ظواهر طبيعية غير مسبوقة ولم تحدث من قبل مثل عاصفة دانيال في ليبيا
“دانيال” حصلت على كامل طاقتها من البحر وفرغتها بالكامل على السواحل الليبية
عضو المكتب الإعلامي للهيئة العامة للأرصاد الجوية الدكتور محمود القياتي لـ”القرار”:
العاصفة دانيال دخلت مصر في شكل منخفض جوي وتأثيرها كان ضعيفا
دخول العاصفة لليابسة في ليبيا أضعف من قوتها بشكل كبير جدا
العاصفة دانيال غادرت مصر مساء الأربعاء.. والبلاد حاليا تحت تأثير امتداد منخفض جوي
رئيس قسم الأرصاد الجوية بوزارة الزراعة الدكتور شاكر أبو المعاطي لـ”القرار”:
الأرض وصلت لمرحلة “الغليان” بعد سنوات من التحذير من زيادة الاحتباس الحراري
“دانيال” هو بداية التداعيات وليس أخطرها.. وحتى الآن لم نشاهد آثار التغيرات المناخية المخيفة
أثار التغيرات المناخية لن تترك كبيرا ولا صغيرا.. والدول الكبرى نفسها معرضة للخطر وبشدة
بدأت الطبيعة حربها ضد البشر مستخدمة سلاحا خطيرا ساعدها الإنسان نفسه في صنعه وتقويته، ألا وهو التغيرات المناخية، وها هي الطبيعة تطلق عاصفتها الأولى في ليبيا، تحت مسمى “عاصفة دانيال” التي تمكنت من تدمير مدينة “درنة” بشكل كبير، وبات أهلها يحصون الضحايا التي لا تتوقف حتى الآن رغم اقترابها فقدان الآلاف من الأرواح حتى الآن.
واستعرضت “القرار” آراء مجموعة من المختصين وخبراء المناخ والأرصاد والتغيرات المناخية، حول خطورة الوضع حاليا، خاصة أننا على مقربة من انعقاد مؤتمر المناخ COP28، في دبي بالإمارات.
في البداية، يصف خبير الأرصاد، ورئيس هيئة الأرصاد السابق، الدكتور محمد عبدالعال، عاصفة دانيال أنها بمثابة “إعلان حرب من الطبيعة على البشر”، موضحا أن الطبيعة تستخدم حاليا سلاحها الخطير وهو التغيرات المناخية، التي لاتزال تحذر من عواقبها كافة مؤتمرات المناخ السابقة على مدار الـ30 عاما الماضية.
وأوضح عبدالعال، لـ”القرار“، أن مخلص ونتائج تلك المؤتمرات الدولية تخرج بدون جدوى، ودون وفاء من الدول الكبرى بالالتزامات التي تفرضها تلك المؤتمرات الدولية التي يشارك بها كافة دول العالم، وخاصة فيما يخص التمويل للدول غير الصناعية التي لم تتسبب في الانبعاثات الكربونية لكنها الأكثر تضررا منها، مشيرا إلى أن COP27 حذر كثيرا من خطورة تداعيات التغيرات المناخية، ويبقى الأمل في COP28 لتحقيق توصيات مؤتمر شرم الشيخ.
وقال خبير الأرصاد المصرية، إن تأثيرات التغيرات المناخية تصيب جميع دول العالم؛ وبشكل مفاجئ وغير متوقع، نتيجة استخدام بعض الدول الكبرى للوقود الأحفوري بشكل مبالغ فيه، مضيفا: “نشهد ظواهر طبيعية غير مسبوقة ولم تحدث من قبل مثل ظاهرة عاصفة دانيال في ليبيا”.
وأوضح أن دانيال حصلت على كامل طاقتها من البحر، وقامت بتفريغ كامل طاقتها على السواحل الليبية وتسببت في دمار كبير، منوّها بأن ليبيا شهدت أمطارا مع نشاط قوي للرياح على السواحل الليبية والمناطق الجبلية هناك وتكونت عليها سيول شديدة القوة.
وكشف عضو المكتب الإعلامي للهيئة العامة للأرصاد الجوية، الدكتور محمود القياتي، أن العاصفة دانيال دخلت مصر وهي عبارة عن منخفض جوي، لذا تأثيرها كان ضعيفا، وذلك بسبب دخول العاصفة لليابسة في ليبيا، مما أضعف من قوتها، بل إنها تركت تأثيرا إيجابيا تمثلت في نسمات الخريف وانخفاض درجات الحرارة، وأمطارا متفاوتة.
وأضاف القياتي، لـ”القرار“، أن العاصفة دانيال غادرت مصر، وأننا الآن تحت تأثير امتداد منخفض جوي عميق يعمل على تكاثر السحب الممطرة، وسينتهي تأثيره اليوم الخميس، وتعود الأحوال الجوية إلى الاستقرار مرة أخرى.
من جانبه، قال رئيس قسم الأرصاد الجوية بوزارة الزراعة، الدكتور شاكر أبوالمعاطي، إن كبار المسؤولين في الأمم المتحدة حذر من وصول الأرض لمرحلة “الغليان”، وهذا بعد سنوات من التحذير من زيادة الاحتباس الحراري، مؤكدا أن “دانيال” هو بداية التداعيات وليس أخطرها أو أصعبها، مضيفا: “حتى الآن لم نشاهد آثار التغيرات المناخية المخيفة”.
وأضاف أبو المعاطي، لـ”القرار“، أن أثار التغيرات المناخية لن تترك كبيرا ولا صغيرا، فالدول الكبرى نفسها معرضة للخطر وبشدة، ورأينا خلال الأسابيع الماضية فيضانات وحرائق ومظاهر مختلفة للتغيرات المناخية في شتى الدول وعلى رأسهما أمريكا والصين، مشددا على ضرورة النظر لتوصيات المؤتمرات الدولية للمناخ، وآخرها COP27، والتخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وكشف وزير الطيران المدني الليبي، هشام شكيوات، إن ربع مدينة درنة قد اختفى، بعد إعصار دانيال، قائلاً: “عدد القتلى كبير جدا، والجثث في كل مكان.. لا أبالغ عندما أقول إن 25% من المدينة قد اختفى.. العديد من المباني انهارت”، مؤكدا أنه لا توجد حصيلة إجمالية للقتلى في درنة، مضيفا “تم انتشال أكثر من ألف جثة في مدينة درنة بعد السيول.. الأمر كارثي للغاية”.
ووصل عدد الضحايا لنحو 3350 شخص وفق تصريحات المتحدث باسم وزارة الداخلية الليبية، حيث اعتبر المجلس الرئاسي في ليبيا أن درنة وشحات والبيضاء في برقة بالشرق مناطق منكوبة.
بينما ذكر المتحدث باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، أن الكارثة أتت بعد انهيار السدود فوق درنة، لتجرف أحياء بأكملها وبسكانها إلى البحر، مشيرا إلى أن عدد المفقودين ربما ما بين خمسة وستة آلاف.
وبحسب سكاي نيوز، فإن سبب القوة التدميرية للإعصار دانيال هي نتيجة تغير المناخ، كما أن الإعصار انتقل من جنوب أوروبا، وسبب قوته هو وجود كتل هوائية ما أدى إلى إعصار قوي، كما أن سرعة الرياح في العواصف تزيد قوتها التدميرية. بلغت سرعة الرياح على السواحل الليبية إلى 75 كيلومترا في الساعة، إضافة إلى ارتفاع الأمواج.
وحذر الخبراء، في تصريحاتهم لـ”سكاي نيوز”، من أن العاصفة ربما تتكرر لاحقا بشكل أقوى وأخطر وأعنف.