بعد أن أصبحت التحديات المناخية تحدى كبير يواجة العالم أجمع أصبح من أهم الأهداف تقليل الأنبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة , من أجل استمرارية الحياة بشكل أمن لكل سكان العالم , ومن هذا الدافع شهد سوق الكربون العالمى مؤخرا نموا متسارعا .القرار يرصد لكم أهم الأرقام الدالة على نمو سوق شهادات الكربون عالميا
حيث بلغ حجم السوق العالمى لتداول الكربون حوالى 948 مليار دولار بزيادة مطردة حيث يرجع هذا النمو الى التوسع فى أنظمة تداول الأنبعاثات وزيادة الألتزمات الألزامية بخفض الكربون , ووفقا للبنك الدولى تم تداول أكثر من 12 مليار طن من مكافىء ثانى أكسيد الكربون عام 2021 , وأكدت روريترز فى أخر تقرير لها على أن قيمة الأسواق العالمية المتداولة لتصاريح وشهادات الكربون وصلت لمستوى قياسى قدرة 948 مليار يورو عام 2023 وبنسبة زيادة تبلغ 2% عن العام السابق
سوق التدوال بالإتحاد الأوروبى على المركز الأول عالميا وهو أكبر سوق لتداول شهادات الكربون ونظام تداول الأنبعاثات بلغ فى عام 2022 حوالى 700 مليار يورو وهو ما يمثل 80% من قيمة السوق العالمى وصل سعر تداول طن الكربون 90 يورو فى عام 2022
حققت الأسواق الطوعية لشهادات الكربون نمو ملحوظ حيث بلغت قيمتها 2 مليار دولار عام 2021 ويعتمد هذا السوق على الشركات والأفراد الذين يسعون لتعويض انبعاثتهم الكربونية طوعا , تتراوح أسعار شهادات الكربون فى الأسواق الطوعية بشكل كبير من 1 دولار للطن الى أكثر من 50 دولار حسب نوع المشروع ونطاقة
حجم سوق تداول شهادات الكربون عالمياً :
948 مليار يوروحجم تداول السوق العالمى لشهادات الكربون 2023
الاتحاد الأوروبى أكبر سوق للتداول على شهادات الكربون ويستحوذ على 80% من السوق العالمى
700 مليار يورو حجم سوق التداول لشهادات الكربون بالاتحاد الأوروبى
90 دولار سعر طن ثانى أكسيد الكربون بالتداول على شهادات الكربون 2022
تم تداول أكثر من 12 مليار طن ثانى أكسيد الكربون مكافىء عام 2021
حققت الأسواق الطوعية لشهادات الكربون نمو ملحوظ حيث بلغت قيمتها 2 مليار دولار عام 2021
أطلقت الصين أكبر سوق للكربون فى العالم من حيث الأنبعاثات المغطاة2021 , والأنبعاثات المغطاة هي تلك التي تكون خاضعة للضوابط ضمن إطار قانوني أو تنظيمي معين، مثل أنظمة تداول الانبعاثات أو خطط شهادات الكربون. تغطية هذه الانبعاثات تساعد الدول والشركات على تتبع وتقليل بصمتها الكربونية بطريقة يمكن التحقق منها، مما يسهم في تحقيق أهداف تخفيض الانبعاثات على المستوى الوطني والدولي, والصين لديها السوق الأكبر من حيث الحجم حيث يغطى نظام تداول الأنبعاثات الصينى أكثر من 4 مليارات طن من مكافىء ثانى أكسيد الكربون
كان لاتفاقية باريس الأثر الايجابى فى الألتزام الدولى لتحقيق الحياد الكربونى مما أدى الى نمو الطلب على شهادات الكربون , معتزايد أسعار الكربون وتدفق الأستثمارات
شهادات الكربون فى الوطن العربى تعرف على أهم الدول التى تطبقها :
يعتبر الوطن العربي من المناطق الأكثر تعرضًا لتأثيرات التغير المناخي، مثل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة ندرة المياه. هذه التغيرات تضع ضغوطًا على الموارد الطبيعية وتزيد من أهمية تبني سياسات بيئية فعالة
تختلف دول الوطن العربي في مستوى تبنيها لشهادات الكربون، وذلك بناءً على اختلاف أولوياتها الاقتصادية والبيئية. فيما يلي بعض الأمثلة على جهود بعض الدول العربية
الإمارات تعد من الدول الرائدة في المنطقة في مجال التنمية المستدامة، وقد بدأت بالفعل في تبني سياسات متعلقة بشهادات الكربون. أطلقت إمارة أبوظبي “سوق أبوظبي العالمي للكربون”، الذي يهدف إلى خلق بيئة تنظيمية تدعم تداول شهادات الكربون
المملكة العربية السعودية ، كجزء من رؤية 2030، تسعى إلى تقليل اعتمادها على النفط وتطوير قطاعات الطاقة المتجددة. وقد أعلنت عن مبادرات تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون من خلال مشاريع ضخمة للطاقة الشمسية والرياح، ومن المتوقع أن تلعب شهادات الكربون دورًا في هذه الجهود
المغرب لديه استراتيجية متقدمة في مجال الطاقة المتجددة، ويسعى إلى تقليل انبعاثاته من خلال مشاريع مثل “محطة نور للطاقة الشمسية”. يمكن لشهادات الكربون أن تكون جزءًا من الأدوات المالية التي تدعم هذه المشاريع
أما مصر بدأت مصر في دراسة إمكانية تطبيق آليات سوق الكربون كجزء من جهودها للحد من الانبعاثات الكربونية. وتهدف الحكومة إلى تعزيز الاستثمارات في مشاريع الطاقة النظيفة وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في مختلف القطاعات
في إطار ذلك، قد تتبنى مصر نموذجًا يشابه ما تم تطبيقه في دول أخرى، حيث يتم تحديد سقف للانبعاثات الكربونية على الصناعات الكبيرة، مثل مصانع الأسمنت والحديد والصلب، مع إمكانية شراء وبيع شهادات الكربون بين الشركات, تطبيق شهادات الكربون في مصر يمكن أن يفتح أبوابًا جديدة للتمويل الأخضر ويعزز من مكانة مصر على الساحة الدولية كدولة رائدة في مجال التنمية المستدامة. كما يمكن أن يساهم في خلق فرص عمل جديدة في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة
وفى النهاية تطبيق شهادات الكربون في الوطن العربي يمثل تحديًا وفرصة في الوقت نفسه. بينما تحتاج الدول إلى التغلب على تحديات كبيرة تتعلق بالبنية التحتية والاقتصاد، فإن الفوائد المحتملة لتقليل الانبعاثات وتحقيق التنمية المستدامة تجعل هذا المسار جديرًا بالاستكشاف. مع الدعم المناسب والتعاون الدولي، يمكن للدول العربية أن تحقق تقدمًا كبيرًا في هذا المجال
هناك العديد من التحديات التى تواجة تطبيق شهادات الكربون فى الوطن العربى ومصر من أهما العديد من الدول العربية تعتمد بشكل كبير على الصناعات الثقيلة والوقود الأحفوري. هذا يجعل من الصعب تقليل الانبعاثات بدون التأثير على الاقتصاد , كما تحتاج معظم الدول إلى تطوير إطار قانوني وتنظيمي يمكنه دعم وتفعيل نظام شهادات الكربون بفعالية , أيضا هناك حاجة إلى زيادة الوعي بأهمية تقليل الانبعاثات الكربونية، وكذلك إلى استثمارات كبيرة في التقنيات النظيفة