تستضيف المملكة فعاليات “أسبوع المناخ” للمرة الأولى من 8 إلى 12 أكتوبر الجاري بالرياض
خطة استراتيجية مصممة لتنمية الغطاء النباتي بكافة مناطق المملكة لتعزيز صحة السكان
توقعات باستفادة المدن السعودية من زيادة الكثافة الشجرية لإسهامها في خفض درجات الحرارة 2.2%
زراعة 10 مليارات شجرة يعادل استصلاح 74.8 مليون هكتار من الأراضي في المملكة
زراعة 10 مليارات شجرة يشكل نسبة 1% من هدف التشجير العالمي
زراعة 10 مليارات شجرة يشكل نسبة 20% من هدف زراعة 50 مليار شجرة حددتها مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر”
خريطة الطريق استندت إلى دراسة جدوى علمية استراتيجية تفصيلية استمرت مدة عامين
مقرر تنفيذ خريطة الطريق زراعة 10 مليارات شجرة من 2024.. ومتوقع زراعة 600 مليون شجرة حتى2030
السعودية تحتضن 2000 نوع نباتي تزدهر عبر غابات المانجروف والمستنقعات والمراعي والمتنزهات
أعلنت المملكة العربية السعودية عن خريطة الطريق الخاصة بزراعة 10 مليارات شجرة، والتي تندرج ضمن التزامات المملكة الوطنية والدولية بالتصدي لكل التحديات البيئية المتعلقة بالمناخ، وتحسين جودة حياة المواطنين من خلال الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي سيجري تحقيقها على المدى الطويل من خلال جهود التشجير، وذلك في إطار مبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء.
“أسبوع المناخ” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:
وتتزامن هذه المبادرة مع فعاليات الدورة الثانية من “أسبوع المناخ” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي تستضيفه المملكة للمرة الأولى في الفترة من 8 إلى 12 أكتوبر الجاري بمدينة الرياض. وتتضمن الخريطة خطة استراتيجية مصممة لتنمية الغطاء النباتي في جميع مناطق الموائل الطبيعية، كما ستشمل المدن، والطرق السريعة، والمساحات الخضراء؛ لضمان مساهمة الأشجار الجديدة في تعزيز صحة ورفاهية سكان المملكة الذين تعيش النسبة الكبرى منهم في المناطق الحضرية.
انخفاض درجات الحرارة بالمملكة:
ومن المتوقع أن تستفيد مراكز المدن من زيادة الكثافة الشجرية التي ستسهم في خفض درجات الحرارة بمقدار 2.2% وتحسين جودة الهواء. وتُعَدُّ درجات الحرارة المرتفعة وتلوث الهواء من المخاطر البيئية الأكثر شيوعاً في المناطق الحضرية حول العالم التي ترتبط بانتشار مجموعة من الأمراض غير المعدية، مثل أمراض القلب والشرايين والجهاز التنفسي. كما تُسهم جهود تنمية الغطاء النباتي بالمدن في خفض نسبة ثاني أكسيد الكربون.
توفير فرص عمل:
كما سيسهم تنفيذ خريطة الطريق في توفير الكثير من فرص العمل في مختلف أنحاء المملكة؛ للقيام بمهام زراعة الأشجار، وجمع البذور، وتجهيز وصيانة الأراضي الزراعية، وتطوير شبكات لإعادة استخدام المياه المعالجة، وإنشاء حدائق ومتنزهات ومحميات جديدة، في خطوة مهمة تمهد الطريق لتطوير أساليب جديدة ومبتكرة لتعزيز الاستدامة.
مبادرة “السعودية الخضراء”:
وتعد مبادرة “السعودية الخضراء” واحدة من أكبر مبادرات إعادة التشجير في العالم؛ حيث تعكس التزام المملكة بالتصدي للتحديات البيئية المختلفة التي تواجه البلاد، بما في ذلك انخفاض معدلات هطول الأمطار ومساحة الأراضي الصالحة للزراعة ومناطق الغابات؛ إلى ما دون المعدلات العالمية.
وكان الهدف الأولي الذي تم الإعلان عنه لزراعة 10 مليارات شجرة يعادل استصلاح 40 مليون هكتار من الأراضي في المملكة. ومن خلال تنفيذ الدراسة، رُفع هذا الهدف ليعادل الآن استصلاح 74.8 مليون هكتار من الأراضي.
ويشكّل هدف زراعة 10 مليارات شجرة نسبة 1% من هدف التشجير العالمي، و20% من هدف زراعة 50 مليار شجرة الذي حددته مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر».
وتجدر الإشارة إلى أن خريطة الطريق التي أعلن عنها اليوم لا تمثّل بداية جهود التشجير في المملكة؛ إذ شهدت الفترة بين عامي 2017م و2023م زراعة 41 مليون شجرة في مختلف أنحاء المملكة.
يُشار إلى أن خريطة الطريق استندت إلى دراسة جدوى علمية استراتيجية تفصيلية استمرت مدة عامين، جرى تنفيذها بالتعاون بين وزارة البيئة والمياه والزراعة والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحّر، بمشاركة نخبة من أمهر الخبراء محلياً ودولياً في تخصصات متعددة.
استخدام أساليب الري المستدامة:
كما توسّعت الدراسة إلى جانب التركيز على تمكين المملكة من تحقيق هدف زراعة 10 مليارات شجرة؛ لتشمل أساليب الري المستدامة التي يمكن استخدامها في أنشطة التشجير، وضمان توافق أنواع الأشجار المختارة مع الغطاء النباتي وقدرتها على التكيف مع مناخ المملكة. وشملت الدراسة أكثر من 1150 مسحاً ميدانياً في مختلف مناطق المملكة؛ لتحديد المواقع الجغرافية الأنسب لزراعة الأشجار، استناداً إلى الظروف البيئية المختلفة؛ بما في ذلك التربة، والمياه، ودرجات الحرارة، والرياح، والارتفاع عن مستوى سطح البحر.
كما تضمنت الدراسة تقييماً شاملاً للقطاعات ذات الصلة، بالاستفادة من التوصيات العلمية والتقنيات المتقدمة.
مدة تنفيذ خريطة الطريق:
ومن المقرر تنفيذ خريطة الطريق المعتمدة على مرحلتين؛ تمتدّ المرحلة الأولى من عام 2024م حتى عام 2030م، وتَتَّبِع نهجاً قائماً على الطبيعة؛ لإعادة التأهيل البيئي، بينما ستبدأ المرحلة الثانية في عام 2030م، وسيتم خلالها العمل على استحداث نهج شامل يعتمد على الجهود البشرية في إعادة التأهيل البيئي.
وتحتضن السعودية أكثر من 2000 من الأنواع النباتية التي تزدهر عبر مجموعة متنوعة من الموائل الطبيعية، بما في ذلك غابات المانجروف والمستنقعات والغابات الجبلية والمراعي والمتنزهات الوطنية والوديان. ومن المتوقع زراعة أكثر من 600 مليون شجرة بحلول عام 2030، أي ما يعادل استصلاح 3.8 مليون هكتار من الأراضي. وتعدّ استعادة وحماية التنوع الأحيائي أحد أهم الجوانب التي يركز عليها هدف زراعة 10 مليارات شجرة.
وقال أحمد العنزي، مدير عام إدارة برنامج التشجير في المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر السعودي، إنه تم الإعلان عن خارطة الطريق لزراعة 10 مليارات شجرة، إحدى مستهدفات مبادرة “السعودية الخضراء” التي أعلن عنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. مضيفا خلال مقابلة مع “الشرق”، أن المخطط الاستراتيجي سيخلق أكثر من مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وسيكون على عدة مراحل، تبدأ المرحلة الأولى العام المقبل، وتنتهي في 2030.