كشفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في معهد بحوث البساتين عن فوائد زراعة أشجار الكافور في إصلاح وعلاج ملوحة التربة الزراعية وارتفاع منسوب المياه.
وقالت الدكتورة مها فاروق، الأستاذ بمعهد بحوث البساتين قسم الأشجار الخشبية، أن زراعة نوعين من أشجار الكافور يفيدان في علاج مشكلة الأرض سيئة الصرف، أو التي تعاني من ارتفاع منسوب الماء الأرضي عالي الملوحة.
– طريقة علاج مشكلة الماء الأرضي القريب
و أضافت رئيس قسم الأشجار الخشبية السابق في المعهد، إنه لا توجد طريقة لعلاج مشكلة الماء الأرضي القريب في معظم أراضي الفيوم وكفر الشيخ والوادي الجديد (سيوة)، إلا الصرف، بطريقتين: إما التقليدي من خلال شبكات مكشوفة أو مغطاه، وإما بما يعرف علميا باسم “الصرف البيولوجي” الذي يعني زراعة أشجار كثيفة الأوراق والمجموع الخضري، تمتص الماء الأرضي، وتتخلص منه بالنتح.
وأوضحت أن الماء الأرضي المرتفع يهدد مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية المنتجة بالتصحر، وذلك لقربه من منطقة انتشار جذور المحاصيل التي لا تتحمل الملوحة، ولا تصلح جذورها للتعايش مع الماء الأرضي الغزير، مخافة الأعفان.
وأضافت الدكتورة مها فاروق أن التحديات التي تواجه الصرف البيولوجي متعددة، منها أن معظم الأشجار الخشبية التي تتحمل اقتراب الماء الأرضي، لا تتحمل الملوحة، مثل (الماهوجني، الحور، البلوط، والتك) وغيرها من الأشجار المفيدة، “كما أن بعضها الذي يتحمل الملوحة لا يستطيع التعايش مع الماء الغزير القريب من جذوره”.
– أنواع تتحمل الملوحة
وحصرت الحل في نوعين من أشجار الكافور، هما البلدي والكافور الجمفوسيفالا، لافتة إلى أن زراعتهما تتطلب الغسيل جيدا من الأملاح قبل الشتل، ثم تُروى الشتلات خلال العام الأول فقط، حتى تصل الجذور إلى مستوى الماء الأرضي، وحتى تصل إلى العمر الذي يقاوم التحديات المخيفة.
– فوائد أشجار الكافور
وأفادت الباحثة المتخصصة أن أشجار الكافور لها فوائد اقتصادية عديدة، حيث تُستخدم أخشابها في صناعة الورق في أستراليا، كما تعتمد عليها دول كثيرة في التدفئة، ما يعني أنها سوف تكون ثنائية الغرض أيضا، “لكن مكافحة التصحر بعلاج مشكلة ارتفاع الماء الأرضي تظل هي الفائدة الأعلى قيمة”.
وأشارت فاروق إلى أن “الصرف البيولوجي” مشروع قومي كبير، يجب أن تتبناه الدولة على مستوى واسع، حيث لا يكون ذي جدوى في حالة استخدامه كحل فردي في المساحات الصغيرة، خاصة في أراضي الفيوم والوادي الجديد