كتب- فريق القرار:
افتتح الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية والدكتور محمود صقر رئيس اكاديمية البحث العلمي اليوم الحقلي لزراعات القمح والفول البلدي في «سدس» في محافظة بني سويف وذلك في اطار التعاون بين وزارة الزراعة ومنظمة «ايكاردا» وأكاديمية البحث العلمي.
وأجرى المشاركون في اليوم الحقلي عملية تفقدية للبرنامج البحثي للقمح والمحاصيل البقولية الفول البلدي الأكثر تحملا للهالوك، والعدس والحمص، وأشاد المشاركون بالإصناف المتميزة التي إستنبطها معهد المحاصيل الحقلية والمقاومة للأمراض والأكثر تحملا للظروف المناخية، والأقل إستهلاكا للمياه.
وأكد الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية في تصريحات صحفية على هامش الجولة إن تفقد زراعات الفول البلدي والقمح في محطة بحوث «سدس» تستهدف الإطلاع على الأصناف الجديدة من القمح والفول التي تم زراعتها ضمن مشروع الإبتكار الزراعي بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية «إيكاردا»، مؤكدا أن التعاون يشمل إنتخاب أصناف وسلالات من المحاصيل قادرة على توفير الغذاء في ظل تحديات شح المياه والتغيرات المناخية التي تهدد الأمن الغذائى وخاصة مع ارتفاع في درجة.
وأوضح سليمان، أن برنامج تعاون «إيكاردا» مع مركز البحوث الزراعية يتضمن أربعة برامج وهي تحسين القمح، وتحسين الفول، ومكون بذور الشعير في نظام المجترات الصغيرة للإغنام والماعز، وتحسين إنتاجية المياه مشيرا إلى ان جميع البرامج تركز على تنمية القدرات البشرية للباحثين المصريين. كما يساعد البرنامج على دعم تسجيل الأصناف الجديدة، ودعم العلماء لنشر أعمالهم في المجلات العالية المستوى.
ولفت رئيس مركز البحوث الزراعية إلى وجود عدد من الأنماط الوراثية الجديدة منها 30 صنفا جديدا من القمح تفوقت بإنتاجيتها العالية ومقاومتها لمرض الصدأ وتحملها لدرجات حرارة عالية بناء على نتائج اختبارها في أربعة مواقع جغرافية. إضافة إلى انتخاب أكثر من 150 نمطا وراثيا من الفول مقاوم للهالوك في الفول بالتعاون مع «إيكاردا».
وشدد أنه تم تعريف وانتخاب صنفين وراثيين مقاومين لمرض اصفرار وتبرقش الفول الفيروسي والذي لم يعد أحد أهم الأمراض الفيروسية على الفول، وهذه الأنماط الجديدة من الفول يتم تهجينها حاليا في «إيكاردا» مع الأصناف المحلية للفول البلدي في مصر بهدف نقل صفة مقاومة الفيروس إلى الأصناف المصرية.
ونوه إلى التعاون مع «إيكاردا»، في مجال إستنباط أصناف من الحمص الشامي ذات إنتاجية مرتفعة وأقل إستهلاكا للمياه منها صنفين جاهزين لطرحهما للتداول على المستوي الزراعي، موضحا ان هذين الصنفين من الحمص يتميزان بالإنتاجية المرتفعة والحجم الكبير الملائم لإحتياجات المطاعم السورية في مصر.
ومن جانبه أشاد الدكتور محمود صقر رئيس اكاديمية البحث العلمي، بما شاهده بالبرنامج البحثي وحقول المزارعين واستماعه لآراء المزارعين عن التكنولوجيات المستخدمة كالأصناف الحديثة للقمح والفول البلدي والزراعة على مصاطب لتوفير المياه.
وأكد صقر، على أهمية دور البحوث الزراعية في التخفيف من آثار كورونا على الأمن الغذائي معربا عن تقديره للجهود البحثية التي حققت هذه الأهداف، موضحا انه لأول مرة يتم تسليط الضوء على الزراعة ومركز البحوث الزراعية لدوره في تحقيق الأمن الغذائي للمصريين في ظل الظروف الصعبة والإجراءات الاحترازية بسبب انتشار فيروس كورونا.
وتابع: “أراقب أداء البحوث العلمية وكمواطن مصري أري وأؤكد أن لدينا خبرات هائلة في مجال البحث العلمي وخبراء على أعلي مستوي في مجال تربية النبات وتطبيقات البحث العلمي والمطلوب هو دعم الدولة لتمكينهم من أداء عملهم على أكمل وجه لأن هدفهم هو خدمة البشرية”.
وأشار إلى أنه للأسف فإن العائد من البحوث الزراعية هو ضعيف جدا ومن يحصد الجوائز من صوته عالي مختلف المؤتمرات العاملون في العلوم الطبية بينما يوجد باحث يؤدي عمله البحثي لمدة طويلة من أجل تأدية دور هام للبشرية هو إستنباط صنف وقد يستغرق هذا العمل البحثي مدة طويلة ورغم ذلك تمر هذه الجهود على المجتمع العلمي مرور الكرام ولا يحصد جائزة ولكني باسم مجتمع البحث العلمي أقدم تحية إجلالا في مجال البحوث الزراعية في العالم.
وفي السياق ذاته أشاد المهندس على أبوسبع رئيس المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة والأراضي القاحلة «إيكاردا»، بالتعاون بين «إيكاردا»،، ومركز البحوث الزراعية، والذي بدأ منذ عام ١٩٧٩، وذلك بهدف تحسين انتاجية محاصيل القمح، والفول البلدى، والحمص، والعدس، والشعير، وذلك من خلال الإستفادة من التراكيب الوراثية الخاصة «إيكاردا» والناتجة من برامج التربية لدي الباحثين في مركز البحوث الزراعية.
وشدد أبوسبع، على أهمية البحث العلمي الزراعي وان المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة والأراضي القاحلة بتمويل مشروعات زراعية من شأنها دعم الأكاديمية من خلال الحملات القومية والرغبة المشتركة في زيادة الدعم لهذا القطاع الحيوي واقتراح جائزه لأفضل مربي، صنف، برنامج تطبيقي لتشجيع الباحثين على التطوير والابداع.
ولفت إلى أهمية التعاون مع مصر كشريك استراتيجي والحرص على استمرار هذا التعاون، موضحا أهمية مواصلة برامج التربية لاستنباط أصناف أكثر تحملا للجفاف والظروف المناخية غير المواتية وأقل استهلاكا للمياه.