مستشار وزير الزراعة محمد فهيم:
الزراعة الذكية مناخيًا عبارة عن إجراءات وممارسات ينفذها الفلاح بعد التنبؤ بالمناخ القادم
نمتلك نظام قوي للإنذار المبكر بوزارة الزراعة.. ونمد المزارعين بأنسب مواعيد الزراعة
وزير الزراعة الأسبق أيمن فريد أبو حديد:
الزراعة الذكية مناخيا تعني توافر الأجهزة المحددة لكميات الماء ومستلزمات الإنتاج التي يحتاجها النبات دون زيادة
وزير الزراعة الأسبق صلاح يوسف:
الزراعة الذكية مناخيا تعني استخدام أجهزة الاستشعار عن بعد لتقليل كمية فقد الماء
رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب هشام الحصري:
الزراعة الذكية مناخيًا تعتمد على استخدام الأقمار الصناعية لمتابعة عملية الري
أميرة صالح مدير عام شركة الشمس للأسمدة:
الزراعة الذكية مناخيا بمثابة طوق النجاة لضمان الأمن الغذائي في وجود مناخ متغير
الذكاء؛ بات المصطلح الشائع خلال الثلث الأخير من السنوات الـ22 التي مرّت على القرن الحادي والعشرين، حيث تتطلع دول العالم إلى إشراك الذكاء في كل الأمور الحياتية، حتى تستطيع تلك الدول مواجهة التحديات بسهولة ويسر، وتذليل العقبات دون بذل الكثير من الجهد، بل قد تكتفي بالإشارة فقط.
وخلال السنوات السبع الماضية؛ بات العالم وعلى رأسهم مصر، يبحثون عن وسائل تحد من أثار التغيرات المناخية، وخاصة أثارها على القطاع الزراعي، الذي أصبح قطاعًا حيويًا لتأمين الأمن الغذائي العالمي، حين ظهر مصطلح “الزراعة الذكية مناخيًا” عام 2015، على يد منظمة الأمم المتحدة “الفاو”؛ بشراكة مع وزارة الزراعة، لمساعدة صغار المزارعين على إتباع الممارسات الذكية مناخيًّا، بتمويل حوالي 100 مليون دولار، ينتهي في 2023.
* الزراعة الذكية مناخيًا:
وفي 2022؛ أي العام الجاري، ستستضيف مصر أهم مؤتمر عالمي، وهو “COP27″؛ مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ، لذا أجرت منصة “القرار” الإخباري، تحقيقًا عن مشروع “الزراعة الذكية مناخيًا”، حول ما تحقق منه، وأراء وزراء وخبراء عن أهمية وجوده وتنفيذه وإتباعه.
الدكتور محمد فهيم مستشار وزير الزراعة
* مستشار وزير الزراعة محمد فهيم:
وفي هذا السياق، أشار مستشار وزير الزراعة، الدكتور محمد فهيم، إلى أن الزراعة الذكية مناخيًا ليست مجرد إجراءات يتم اتخاذها؛ وإنما هي منهج يتم العمل به لمساعدة المزارعين للوصول إلى أفضل إنتاج، حيث يتم تحذير المزارعين في حال وجود تغيرات مفاجأة في المناخ أو حدوث موجات حارة، وتحذيرهم من أمراض معينة وكيفية التعامل معها وذلك من خلال عدة وسائل منها إرسال رسائل قصيرة، وكذلك محاولة الوصول إلى أفضل الأصناف وأقصرها عمرًا والتي تتحمل ظروف مناخية مختلفة وقاسية.
* إخبار الفلاح بتوقيتات الزراعة المناسبة:
ونوّه فهيم، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، بأن الزراعة الذكية مناخيًا تعني أيضاً أن هناك إجراءات وممارسات زراعية يقوم بها المزارع وأحيانًا تقوم بها الدولة؛ بناءً على شكل المناخ، لأنها ظروف متغيرة وليست ثابتة، فمثلا مواعيد زراعة القمح تعتبر مواعيد ثابتة منذ القدم، فالقمح معروف أنه يتم زراعته في بداية شهر نوفمبر، ولكن عند حدوث موجات شديدة الحرارة في بعض السنوات أو أن هناك توقعات بحدوث صيف مبكر فإن الدولة تقوم بتحريك مواعيد الزراعة سواء بالتقديم أو التأخير على حسب الحالة المناخية، فيسمي هذا الإجراء بأنه “إجراء ذكي مناخيًا” أي أنه يتحرك بذكاء على حسب حالة المناخ.
* إجراءات التكيف مع المناخ:
وتابع: الزراعة الذكية مناخيًا هي أحد إجراءات التكيف مع تغيرات المناخ فكل دولة في العالم يناسبها خيار أو خيارين أو أكثر من خيارات التكيف على حسب حدة مظاهر التغير المناخي، وقطاع الزراعة من أهم القطاعات المعنية بالتغير المناخي ومن هذه القطاعات؛ قطاع المياه وقطاع الصحة العامة والأمراض العابرة للحدود والأمراض الوافدة، وهم أهم ثلاث قطاعات معنيين بالتكييف.
ولفت إلى أن هناك مصطلح آخر يسمى “التخفيف”؛ ويعني أن أي بلد له دور واضح في غازات الاحتباس الحراري؛ لابد من تخفيف هذه المساهمات باستخدام الغاز الطبيعي مثلا والطاقة المتجددة، وهذا المصطلح معنى بقطاعات الطاقة والنقل والصناعة وتدوير المخلفات وغيرها من القطاعات.
* مساهمة مصر في الاحتباس الحراري محدودة:
وقال إن مساهمة مصر في غازات الاحتباس الحراري محدودة جداً، حيث إن مصر معنية بالتكيف، ولذلك فإن المؤتمر المناخي القادم “كوب27” الهدف الرئيسي له هو التكيف والزراعة، وهناك يوم كامل على هامش المفاوضات اسمه “يوم التكيف والزراعة”.
وأكد أن وزارة الزراعة هي المسؤولة عن إعداد شكل اليوم، ووزراء الزراعة من جميع دول العالم لهم مساهمات وأيضاً السياسيين والجهات المانحة والتموين والعلماء والخبراء، وهناك مبادرات جديدة سيتم إطلاقها في هذا المؤتمر ومبادرات تم إطلاقها في المؤتمر السابق سيتم التأكيد عليها.
* أنظمة الإنذار المبكر والمناخ:
وأوضح أنه ضمن إجراءات البنية التحتية للزراعة الذكية مناخيًا وجود نظام قوي للإنذار المبكر، ومركز معلومات تغير المناخ التابع لوزارة الزراعة لديه وحدة مهمة للإنذار المبكر، وهناك جهات كثيرة اقترحت دعم هذه الجهة لأن مخرجاتها هي الجزء الأساسي في الزراعة الذكية مناخيًا.
* مشروع “SAIL“:
وأشار إلى أن هذه الوحدة تُعد إحدى مخرجات مشروع “SAIL”، ومشروع “SAIL” ليس للتغيرات المناخية فقط؛ وإنما لتنمية المناطق الزراعية الضعيفة، ويعمل على 30 قرية، ومن أهم أنشطته هو النشاط المتعلق بالزراعة الذكية مناخيًا، وأيضاً زيادة مرونة المجتمعات وإنشاء بنية تحتية للري وتبطين الترع.
ولفت إلى أن القمح في مصر يناسبه الشتاء الطويل؛ وكلما زاد هذا الشتاء كلما زادت الإنتاجية، مثل شتاء 2019، 2020، 2021، 2022، ولكن إذا طال هذا الشتاء عن حده فإن القمح يتعرض لمرض الصدأ الأصفر الذي قد يؤدي إلى فقد نصف المحصول، وهنا يأتي دور الزراعة الذكية مناخيًا من خلال التنبؤ المبكر بهذا المرض قبل انتشاره، فهذا المرض يأتي من خارج مصر في شهر ديسمبر فتكون جراثيمه موجودة، وهذه الجراثيم تتطور إلى مرض أو لا على حسب برودة الشتاء.
وتابع: “إن كان الشتاء طويل فأنها تبحث عن الأصناف الحساسة وتنتشر فيها، وإذا كان الشتاء دافئ لا تنتشر حتى وإن كان هناك أصناف حساسة، وإن كان هناك شتاء طويل ولا يوجد أصناف حساسة فإن هذا المرض لا ينتشر”.
واختتم حديثه: “عند حدوث تراكم لهذه الثلاث محاور لمثلث المرض فإنه يكون توقع بحدوث انتشار المرض خلال أسبوع أو أسبوعين، ويتم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة قبل حدوث الإصابة، أو في حالة ظهور بؤر من المرض يتم محاصرتها فوراً ومن هنا تأتي ضرورة الملاحظة المستمرة”.
وزير الزراعة الأسبق، الدكتور أيمن فريد أبو حديد
* وزير الزراعة الأسبق أيمن فريد أبو حديد
من جهته، قال وزير الزراعة الأسبق، الدكتور أيمن فريد أبو حديد، إن الزراعة الذكية مناخيا تعني توافر الأجهزة التي تستطيع تحديد كميات الماء التي يحتاجها النبات وكذلك كمية الأسمدة اللازمة لنموه ووجود الأدوات التي تتابع نمو النبات وتطوره بحيث لو حصل نقص في معدل النمو أستطيع معرفة السبب ومحاولة معالجته وتفاديه في الزراعات القادمة.
وأضاف أبو حديد، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، أنه من أهم النماذج للزراعة الذكية مناخيا؛ استخدام الزراعات المحمية بالصوب المكيفة الهواء، وذلك للتغلب على الظروف المناخية القاسية، وبالتالي الحصول على إنتاج عالي، بجانب استخدام أجهزة الاستشعار عن بعد لمراقبة جودة المحاصيل واستكشاف المناطق الموجود بها مشكلة والتدخل السريع لحل هذه المشكلة وهذه الآلية تتطبق في جميع الدول ومن بينهم مصر.
الزراعة الذكية مناخيًا
* طرق التعامل مع النبات:
وأشار إلى أنه يجب التعامل مع النبات كوحدة وليس كمساحة فبالتالي يتم تحديد احتياجات النبات ككل مثلا من الماء أو السماد و ليس بالفدان ويتم وضع الأسمدة للمنطقة التي تحتاجه فقط من المساحة المزروعة وليس لجميع المناطق وهو ما يسمى بالزراعة الدقيقة، بالإضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي وأجهزة القياس والإحساس للوصول إلى أفضل جودة.
* وزير الزراعة الأسبق صلاح يوسف:
من ناحيته، قال وزير الزراعة الأسبق، الدكتور صلاح يوسف، إن مصطلح الزراعة الذكية يعني العمل على الحد من تقليل استهلاك المياه والفقد فيها بشكل كبير عن طريق حساب كميات المياه التي يحتاجها النبات وإعطاء النبات احتياجه فقط دون أن نترك فرصة لتبخر الفائض.
وأضاف يوسف، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، أن الزراعة الذكية مناخيا تعني أيضًا استخدام أجهزة الاستشعار عن بعد لتقليل كمية فقد الماء و معرفة كمية الأسمدة اللازمة للتربية وهناك خطط لاستبدال الأسمدة الكيميائية بأسمدة عضوية والاستفادة من الميكروبات الموجودة في التربة لتحسين كفاءة التربة.
أميرة صالح
* مدير عام شركة شمس للأسمدة أميرة صالح:
من جانبها، أشارت مدير عام شركة شمس للأسمدة الكيماوية، أميرة صالح، إلى أن القطاع الزراعي يواجه عدة معوقات ومشاكل تحول دون تحقيق الأهداف المرجوة، أهمها تحقيق الأمن الغذائي، وتتعلق هذه المعوقات بعدة جوانب كالموارد الزراعية، والإنتاج والتسويق، والآثار الناتجة عن تغير المناخ في المنطقة مثل ندرة المياه، والتصحر وارتفاع درجات الحرارة.
وقالت صالح، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، إن إدارة الموارد الطبيعية وسبل استدامتها تعتبر من أهم المهام المستقبلية والتي يجب الاهتمام بها في الوقت الحالي، مضيفة: “تعتبر الزراعة الذكية مناخيا حاليا بمثابة طوق النجاة لضمان الأمن الغذائي في وجود مناخ متغير وتحقيق إنتاج زراعي مستدام مع الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة”.
الزراعة الذكية مناخيًا
* الزراعة الذكية مناخيًا تخفض الغازات الضارة بالبيئة:
ولفتت أميرة صالح، إلى أن الزراعة الذكية مناخيًا تعمل على خفض التكاليف والاستخدام الأمثل للموارد الزراعية، كما تعمل الزراعة الذكية على خفض الغازات الضارة بالبيئة إلى أدنى حد ممكن والتكيف من التغيرات المناخية.
رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب هشام الحصري:
من جهته، قال رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب، هشام الحصري، إنه أصبح استخدام الأجهزة الذكية أمر لابد منه في جميع المجالات ومنها المجال الزراعي مثل استخدام أجهزة لقياس درجة الرطوبة ودرجة الحرارة، بجانب استخدام هذه الأجهزة في الري بناء على قياسات دقيقة.
* الزراعة الذكية تعتمد على الأقمار الصناعية:
وأضاف الحصري في تصريحات خاصة لـ”القرار“، أن الزراعة الذكية مناخيًا تعتمد على استخدام الأقمار الصناعية لمتابعة عملية الري، الأمر الذي يعمل على توفير استخدام الماء على حسب درجة الحرارة، وأيضا معرفة أنواع النبات التي تتحمل درجات الحرارة المختلفة وأيضاً مدى قدرتها على تحمل درجات الملوحة المختلفة.