منحة 10 ملايين دولار كندي لمكافحة التغيرات المناخية من خلال مشروع “الزراعة الذكية مناخيا”
مشروع تعزيز الزراعة الذكية مناخيًا يعزز التكيف لدى المجتمعات الريفية الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية
المشروع يعمل على تحسين حياة المواطنين في المناطق الريفية القديمة والحديثة الأكثر احتياجًا بمصر
المشروع يعمل على تقليل معدل الفقر وتعزيز الأمن الغذائي بالتأقلم مع التغيرات المناخية
المشروع يخدم جميع الأشخاص الذين يعتمدون في عملهم على المنتجات والأغذية الزراعية
التغيرات المناخية تؤثر سلبا على قطاع الزراعة بتآكل التربة وارتفاع نسبة التبخر وتلوث المياه وتقلب أنماط هطول الأمطار وزيادة الجفاف والفيضانات
الزراعة الذكية مناخيًّا تعمل على إعادة توجيه النظم الزراعية لدعم التنمية المستدامة بصورة فعالة
باتت التغيرات المناخية الخطر المحدق على الزراعة في العالم أجمع، وفي مصر أيضا، حيث إن مصر رغم عدم مشاركتها في حدوث الانبعاثات الحرارية إلا أنها أكثر المتضررين منها، لذا فإن قطاع الزراعة يُعد من أكثر القطاعات المتأثرة بالثورات الصناعية الأخيرة في البلدان الصناعية الكبرى، ما أثر على أغلب المحاصيل الزراعية بكافة أصنافها.
وتسعى الحكومة حاليا ممثلة في وزارة الزراعة، العمل على إنتاج أصناف تتحمل التغيرات المناخية، وتتماشى مع الظروف البيئية في مصر خلال الوقت الحالي، إلى جانب وكان أخر تلك المساعي لقاء بين وزيري الزراعة في مصر والصين، ودار أغلب اللقاء حول التعاون في استنباط أصناف متحملة للجفاف والملوحة موفرة للمياه خاصة في المحاصيل الاستراتيجية للتغلب على مشكلة الفقر المائي والملوحة.
ومنذ أيام قليلة، وافق مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس الجمهورية بشأن الاتفاق الفرعي بين حكومتي جمهورية مصر العربية وكندا، حول تنفيذ مشروع تعزيز الزراعة الذكية مناخيًا والتنوع الحيوي الزراعي؛ لتعزيز القدرة على التكيف لدى المجتمعات الريفية الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية في الأراضي القديمة والجديدة بدلتا النيل وصعيد مصر.
ويتمثل الهدف الرئيسي للمشروع في العمل على تحسين حياة المواطنين في المناطق الريفية القديمة والحديثة الأكثر احتياجًا في مصر، من خلال تقليل معدل الفقر وتعزيز الأمن الغذائي، عن طريق مساعدتهم على تطوير وتنفيذ الممارسات التي تمكنهم من التأقلم مع التغيرات المناخية، والتأكد من أن المشروع يخدم جميع الأشخاص الذين يعتمدون في عملهم على المنتجات والأغذية الزراعية.
ومن المتوقع أن يسهم هذا المشروع في دعم الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي 2050 ومبادرة رابطة المشروعات ذات الصلة بقطاعات المياه والغذاء والطاقة (مبادرة نُوَفِي)؛ حيث يعدُ هذا المشروع أحد المشروعات ذات الأولوية في حزمة المشروعات الزراعية، كما سيسهم المشروع في تعزيز القدرة على التكيف المناخي لدى الفئات الفقيرة والأكثر تأثراً في المجتمعات الريفية في الأراضي القديمة والجديدة في مصر.
وتتعدد تأثيرات التغيرات المناخية السلبية على قطاع الزراعة؛ أبرزها تآكل التربة، وارتفاع نسبة التبخر، وتلوث المياه، وتقلب أنماط هطول الأمطار، وزيادة وتيرة الجفاف والفيضانات وغيرها من الممارسات في غير صالح البيئة، وتعتبر من بين التحديات الرئيسية التي تحد من إنتاجية الأراضي؛ وبالتالي تهدد الأمن الغذائي.
ووقعت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، مع لويس دوماس، السفير الكندي بالقاهرة، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، اتفاقية منحة بقيمة 10 ملايين دولار كندي، لتعزيز جهود الأمن الغذائي ومكافحة التغيرات المناخية من خلال مشروع «تعزيز الزراعة الذكية مناخيًا والتنوع البيولوجي الزراعي لدعم القدرة على التكيف في المجتمعات الريفية الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية في الأراضي القديمة والجديدة بدلتا النيل وصعيد مصر».
وأكدت دراسة لمركز فاروس للدراسات الأفريقية، أن الخبراء وصانعو السياسات والجهات الفاعلة الأخرى المعنية بسبل العيش الريفية والأمن الغذائي، أوصوا بالزراعة الذكية مناخيًّا كوسيلة للحد من الآثار الضارة لتغير المناخ على قطاع الزراعة، حيث أكدت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وأن الزراعة في البلدان الأفريقية يجب أن تخضع لتحول كبير من أجل مواجهة التحديات ذات الصلة بالأمن الغذائي وتغير المناخ، وويُتوخى عند اعتماد الزراعة الذكية مناخيًّا (CSA) كاستراتيجية لمساعدة المزارعين العمل على نشر التوعية الخاصة بها، وتوفير متطلبات تطبيقها حتى يمكن الاستفادة من المزايا المترتبة عنها.
وأوضحت الدراسة مفهوم الزراعة الذكية مناخيًّا ومجالات تطبيقها، كذلك المزايا المترتبة عنها بالنسبة للقطاع الزراعي في أفريقيا، كذلك السياسات المختلفة التي اتبعتها أفريقيا على المستوى القاري والإقليمي لدعم تطبيق الزراعة الذكية، كما تسلط الضوء على التحديات التي تواجه هذا التحول الهام في القطاع الزراعي الأفريقي.
ولفتت الدراسة أنه تمثل الزراعة الذكية مناخيًّا تطورًا لمفاهيم “الزراعة المستدامة”، بما في ذلك الزراعة الخضراء أي النهج الذي يساعد على توجيه الإجراءات اللازمة لتحويل وإعادة توجيه النظم الزراعية لدعم التنمية المستدامة بصورة فعالة، وضمان الأمن الغذائي في وجود مناخ متغير. كما تعرف الزراعة الذكية على أنها تلك التقنيات والممارسات الزراعية التي تهدف إلى تحسين الإنتاجية الزراعية، ولا تؤدى إلى تلويت البيئة أو المساهمة في تغير المناخ سلبًا.
كما أن الزراعة الذكية مناخيًّا (CSA) تعمل على تفعيل أنظمة زراعية تسعى نحو ممارسات خضراء ومقاومة لتغير المناخ، وتدعم الوصول إلى الأهداف المتفق عليها دوليًّا مثل أهداف التنمية المستدامة واتفاقية باريس، وترى منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) أن الزراعة الذكية مناخيًّا تهدف إلى معالجة 3 أهداف وهي (الأمن الغذائي أي زيادة مستدامة في الإنتاجية الزراعية والدخل، وبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ، والتخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيثما كان ذلك ممكنًا).
من جهته، قال الدكتور محمد فهيم مستشار وزير الزراعة لشئون المناخ، إن قطاع الزراعة يتأثر بشكل سلبي بظاهرة التغيرات المناخية، خاصة أن المحاصيل الزراعية بكافة أصنافها تعودت على نظام معين من المناخ والتغيرات المناخية تؤثر على جودة المحاصيل الزراعية في مختلف دول العالم.
وأضاف فهيم، أن الكثير من دول العالم تتعرض لموجات حرارة مرتفعة للغاية، بينما هناك مناطق أخرى تتعرض لفيضانات وأمطار وأعاصير تؤثر على الأمن الغذائي العالمي، موضحا أن الأمن الغذائي العالمي يواجه أزمة كبرى بسبب التغيرات المناخية، لافتا إلى أن ظاهرة التغير المناخي يعد القضية المحورية في كافة دول العالم.
وقال الدكتور أحمد أبو زيد أستاذ الإنتاج الزراعى بجامعة عين شمس، إن كافة دول العالم تعاني من أزمة التغيرات المناخية التي اشتد تأثيرها بطريقة لم يعاني منها العالم منذ 100 عام.
وأضاف أستاذ الإنتاج الزراعى بجامعة عين شمس، أن العالم لا يعاني من ارتفاع في درجات الحرارة فقط ولكن الظاهرة أصبحت غليان في درجات الحرارة وهو ما يشكل خطورة كبيرة للغاية على كوكب الأرض، لافتا إلى ضرورة أن تلتزم جميع دول العالم بمسئولياتها نحو التخفيف من أثار حدة التغيرات المناخية، مؤكدا أن التغيرات المناخية ستكلف العالم خسائر كبيرة ستتخطى الـ300 مليار دولار سنويا.