الملاذ الآمن للادخار:
انقلبت موازين العالم في 2023 من حيث الملاذ الآمن، بين أكبر مصدرين للادخار وهما الذهب والدولار، وسط أسئلة المتابعين المتكررة “من نختار؟” حيث طغت قوة وهيمنة العملة الخضراء طوال العام الماضي على المعدن الأصفر، وذلك بعدما لجأ المستثمرون إلى ادخار الدولار كملاذ آمن يستطيع الحفاظ على قيمته وتحقيق عوائد مالية كبيرة بسبب اعتماد العالم أجمع عليه كاحتياطي استراتيجي، لكن “الكفة” في 2023 تميل إلى مصلحة الذهب مع توقعات بهبوط الدولار بعد هدوء موجات التضخم.
ترجيحات.. هبوط في استثمار الدولار كملاذ آمن:
ورجّحت شركة إدارة الاستثمار الأمريكية “بيمكو”، حدوث هبوط كبير في استثمار الدولار الأمريكي كملاذ آمن في 2023، حيث توقّع المحلل الاستراتيجي العالمي بالشركة، جين فريدا، أن يستمر الدولار في فقدان جاذبيته كعملة الملاذ الآمن، قائلاً: “نعتقد أن علاوات المخاطر ستنخفض مع تراجع التضخم وتقلبات السياسة النقدية”.
هل يحدث ركود عالمي؟
كما قلّل المحلل الاستراتيجي، من مخاوف حدوث الركود العالمي، بأن هناك اتجاهات أخرى مستجدة ومعاكسة للتضخم. وذلك في باشرة أمل للعالم ببدء هبوط صاروخ التضخم الذي انطلق في 2022 متأثراً بالحرب الروسية الأوكرانية، والصدمات التي تلت الحرب ونتجت عنها.
واعتقدت شركة إدارة الاستثمار “بيمكو”، أن الدولار الذي انخفض في سبتمبر الماضي منذ وصوله إلى ذروة 20 عامًا، من المرجح أن ينخفض أكثر في عام 2023 مع انخفاض التضخم، وتراجع مخاطر الركود، وتراجع الصدمات الأخرى.
الأدلة على انخفاض التضخم:
تصريحات وتوقعات المحللين في شركات إدارة الاستثمار العالمية، توافقت مع تصريح هام لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بتراجع معدل التضخم الأمريكي، حتى وإن كان ليس بالقدر الكافي لكن هناك انخفاض في التضخم وهذا جيد، مقراً بذلك بقوله: “يمكننا الآن أن نقول، ولأول مرة، أن عملية خفض التضخم قد بدأت. ونراها بالفعل في أسعار السلع حتى الآن”.
وبيّنت “بيمكو” لإدارة الاستثمار، أن الأسواق تتطلع لنهاية دورة التضييق العنيفة لبنك الاحتياطي الفيدرالي، لذا فإن جاذبية الدولار كملاذ آمن سوف تتبدد، وسوف تنتعش الرغبة العامة في المخاطرة. وبالتالي يصعد نجم الذهب كملاذ آمن ومستقر.
هل يرفع الفيدرالي الأمريكي الفائدة مجددا؟
كما تتضمن توقعات بيمكو رفعًا إضافيًا لسعر الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي بعد قرار البنك المركزي في فبراير برفع معدل أبطأ بمقدار 25 نقطة أساس. أحدث زيادة في سعر الفائدة تعني أن الاحتياطي الفيدرالي قد ارتفع بمقدار 450 نقطة أساس منذ بداية دورة التضييق والرفع في الفائدة.
وبمجرد أن يتوقف الاحتياطي الفيدرالي مؤقتًا، ستضيق ميزة عائد الدولار على العملات. هذا مهم بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالبنك المركزي الأوروبي، الذي لا يزال لديه الكثير من العمل للقيام به فيما يتعلق برفع أسعار الفائدة.
كما رفع البنك المركزي الأوروبي، أمس، أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس وأشار إلى أن المزيد من عمليات رفع أسعار الفائدة قادمة.
أقرأ أيضًا| انخفاض الدين الخارجي لمصر.. هل انفرجت الأزمة؟
انخفاض ميزة عائد الدولار الأمريكي:
وقال فريدا: “بالنظر إلى الوتيرة الأسرع لرفع أسعار الفائدة التراكمي في طريق الصعود، فمن المرجح أن تنخفض ميزة عائد الدولار الأمريكي في المراحل الأولى من دورة خفض أسعار الفائدة، حتى لو حافظ الدولار على عائده المرتفع نسبيًا”.
وأشار إلى أن هناك دافعًا آخر يعمل مقابل الدولار الأمريكي وهو إعادة فتح أبواب الصين. مضيفًا: “نهاية سياسة الصين الخاصة بعدم انتشار فيروس كورونا، على الأقل إلى الحد الذي يؤدي فيه إلى انتعاش قوي”.
أسعار الذهب العالمية إلى أين؟
وسجّلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا هذا الشهر بنسبة 4.5%، رغم تراجعه الثلاثاء الماضي بنسبة طفيفة، ليصل سعره لـ 1904 دولارات للأونصة، مما يضعه في طريقه للارتفاع الشهري الثالث على التوالي.
حجم شراء البنوك للذهب في 2022:
ونوّه تقرير حديث لمجلس الذهب العالمي، إلى أن البنوك المركزية أضافت 1136 طنا من الذهب بقيمة 70 مليار دولار إلى مخزوناتها في عام 2022، وهي النسبة الأكبر منذ 55 عامًا.