الدكتور على سليمان: مشروع الجلوبال أكشن هو المشروع الذى أطلقته منظمة الفاو العالمية والخاص باختيار دولة نموذجية في كل إقليم للعمل بها على أساليب اكتشاف ورصد ومكافحة دودة الحشد الخريفية
مصر الدولة النموذجية بمشروع الجلوبال أكشن لمكافحة دودة الحشد الخريفية
ضرورة التعاون بين شركات القطاع الخاص والتي تقدم الجهد المثمن مع الوزارة والجهات المعنية
المزارع المصرى أصبح يعي وجود دودة الحشد ويتم التواصل مع الوزارة واللجان المختصة من أجل المكافحة
قال الدكتور علي سليمان، أستاذ دكتور بمركز البحوث بوزارة الزراعة، عضو اللجنة الوزارية لمكافحة دودة الحشد الخريفية، إن دودة الحشد الخريفية تعتبر جائحة ضارة بالزراعة والمزروعات تماما مثل جائحة كورونا وتأثيرها على الإنسان ، وتكمن خطورة الآفة فى عدة محاور.
وأضاف سليمان، أنه تم رصد هذه المحاور من خلال دراسة خاصة تم اعدادها من اللجنة الوزارية التى شكلت لمواجهة آفة الحشد الخريفية، بالتعاون مع منظمة الفاو، ورصدت الدراسة أن دودة الحشد الخريفية ، من الحشرات الخطرة، حيث إن الظروف المواتية لحياة الحشرة داخل القطر المصرى متوفرة، من حيث درجات الحرارة المناسبة لها والتى تتراوح من 15 إلى 35 درجة وهى درجات حرارة متوفرة فى أوقات السنة المختلفة ، مما يجعل الظروف المناخية حاضنة لتكاثر وتواجد الآفة فى مصر.
وأشارت إلى أنه تكمن خطورة هذه الآفة فى انتاجيتها العالية من الأجيال والتى تصل إلى 12 جيل فى السنة ، وكل جيل له إنتاجية عالية من اليرقات، بالإضافة إلى قدرتها الكبيرة على الانتشار والطيران لمسافة 100 كيلو بالليلة الواحدة، بالإضافة إلى الأضرار الاقتصادية التى تخلفها الآفة من الإصابة، والتى تصل إلى حد خسارة المحصول كله ، كذلك تواجدها على اكثر من 80 عائل نباتى مع عدم وجود اى من الأعداء الحيوية المتعارف عليها لمكافحتها ،جميع هذه المحاور تؤكد ارتفاع خطورة هذه الآفة.
وأكد سليمان أن الآفة ( دودة الحشد الخريفية ) دخلت مصر عام 2019، وهو تاريخ متأخر، حيث توقعت العديد من الجهات الراصدة العالمية ومجموعة من الخبراء بأن هذه الآفة سوف تصيب مصر فى عام 2017 ، ولكم الحقيقة أن وعى المزارع المصرى، والخطة الاستباقية من وزارة الزراعة بالتعاون مع الجهات المعنية اخرت بشكل كبير تواجد الآفة فى مصر.
كما أجلت وحدت من الآثار السلبية للآفة حال دخولها منذ عام 2019، ونستطيع القول إننا نسيطر على الآفة الآن بالقطر المصرى، ونجهز الخطط اللازمة لمكافحة دودة الحشد الخريفية الآن.
وبفضل الخطة الاستباقية المرصودة من اللجنة الوزارية المختصة بمكافحة دودة الحشد والتعاون مع منظمة الفاو وتم تحويل المصايد اليدوية إلى مصايد فرمونية لرصد تواجد الآفة وانتقالها عبر المحافظات المصرية، وهناك محافظات بشمال مصر لم تسجل إلى الآن أي دخول لدودة الحشد الخريفية ، ومن خلال هذه الخطة الاستباقية أصبح إمكانية اكتشاف وجود الآفة سهل التعارف عليه، بالإضافة إلى إمكانية التقليل من الضرر الاقتصادى الذى تحدثه الآفة على الزراعات المختلفة.
وجدير بالذكر أن العائل النباتى الذى سجل إصابة بدودة الحشد الخريفية هو محصول الذرة الشامية فقط فى مصر.
وأكد سليمان على أن الضرر الاقتصادى على الذى سببته الآفة ما زال ضعيف مع وجود الخطة الاستباقية والتوعية الإرشادية بالتعامل مع الآفة، وتم عمل ندوات توعوية بجميع المحافظات لتوعية المزارع بالآفة، المزارع المصرى أصبح يعي وجود دودة الحشد ويتم التواصل مع الوزارة اللجان المختصة من أجل المكافحة، ما زلنا فى مشوار الوعى والتوعية.
وشدد سليمان على ضرورة التعاون بين شركات القطاع الخاص والتى تقدم الجهد المثمن مع الوزارة والجهات المعنية، مؤكداً أن هذا التعاون هو أساس من أسس النجاح فى مواجهة هذه الآفة ، خصوصا ما قدمته شركة سينجينتا من الدعم اللازم والمساهمة فى نشر الوعى لتعريف بدودة الحشد وطرق المكافحة، وتم ترشيح العديد من الحلول الخاصة بسينجينتا لمواجهة الآفة والتى أثبتت فاعليتها.
ويعرف الدكتور على سليمان مشروع الجلوبال أكشن وهو المشروع الذى اطلقته منظمة الفاو العالمية والخاص باختيار دولة نموذجية فى كل إقليم للعمل بها على أساليب اكتشاف ورصد ومكافحة الآفة، ولتطبيق اليات المعاملات الجيدة للزراعة لمكافحة دودة الحشد ، وتم ترشيح مصر كدولة نموذجية بالإقليم، والمشروع يعمل منذ 2020 فى مصر مع منظمة الفاو.
وأكد سليمان أن النموذج الاستباقى فى التعامل مع دودة الحشد الخريفية فى مصر أصبح نموذج مثالى من النماذج المثلى لمواجهة الآفة على مستوى العالم.
وأكد سليمان أن دودة الحشد الخريفية تُعد من الآفات حرشفية الأجنحة وهى الأشرس والأكثر فتكا بين هذه الفئة، حيث تطير أكثر من 100 كليو فى الليلة الواحدة، ولا يوجد حشرة لها هذه القدرة على التنقل، كما لها أكثر من 100 عائل نباتى على 27 مجموعة نباتية؛ أى تصيب جميع المحاصيل، وتعيش هذه الآفة فى درجة حرارة من 15 إلى 35 درجة وهى ظروف مواتية فى مصر، ولا يوجد لها فترة بيات شتوى، كما أن لها قدرة على الاختباء داخل النبات فى جميع الأجزاء، مما يصعب عدم رؤيتها مقاومتها ومكافحتها بالحلول المختلفة.
وتابع: “تضع الحشرة الواحدة من 200 إلى 250 بيضة وتغطيه بزغب مما يصعب الوصول له، والقدرة على التزاوج أكثر من مرة، وعدد أجيال متعددة تصل إلى 12 جيلاً، كل هذه العوامل تجعلنا نؤكد خطورة هذه الآفة بشكل كبير، كما لا يوجد توافر لاعداء حيوية مصاحبة لأنها آفة مهاجرة، كما اكتسبت الآفة مناعة ضد مجميع المبيدات المستخدمة بعد تطبيقتها فى أمريكا بكثرة.