بيّن الخبير الزراعي، الدكتور محمد عادل الغندور، أن هناك تداخلات عديدة بين تقلبات المناخ وتغيراته وبين الزراعة؛ فالزراعة تتأثر بهبات المناخ، وتساهم في زيادة تقلباته وتغيراته، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، من خلال انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وانقطاع الدورات الطبيعية لكثير من العناصر والمياه، بسبب تدهور الأراضي وقطع الأشجار وغير ذلك.
وأضاف الغندور، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، أن مؤتمر المناخ COP27؛ سيكون له دور فعال في الحث على إلزام البلدان الصناعية الكبرى المسببة لتلوث بإتباع أساليب وتشريعات جديدة تتعلق بقطاعي الزراعة والغابات، بجانب الدعم بالتمويل اللازم للدول المتضررة بدون إحداث ضرر، مثل مصر.
وأشار إلى أن التأثيرات المحتملة لتغير المناخ على الإنتاج الزراعي لن تعتمد على المناخ في حد ذاته فحسب، وإنما ستعتمد أيضا على الديناميكيات الداخلية للنظم الزراعية، بما في ذلك قدرتها على التكيف مع التغيرات، مضيفًا أن هناك دراسات تشير إلى أن تغير المناخ يملك القدرة على تغيير الإنتاجية بصورة ملموسة ومقارنة بالتأثيرات العالمية.
أقرأ أيضًا| وزير الزراعة لـ”القرار”: قطاع الزراعة الأقل تأثيرا في التغيرات المناخية.. والأكثر ضررا منها
وعدّد الغندور، تأثيرات غير المناخ على الزراعة، وأبرزها إمكانية إطالة مواسم الزراعة ومواسم الصيد في المياه العذبة، وتقصير دورة حياة جميع الكائنات الدقيقة، بما في ذلك الآفات، وزيادة ضيق التنفس بسبب ارتفاع درجات الحرارة أثناء الليل، وزيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون فى الهواء الجوي؛ مما يزيد من تاثيرة على زيادة إنتاجية محاصيل الذرة الرفيعة وقصب السكر.
أقرأ أيضًا| وزيرة البيئة لـ”القرار”: نضع الأمن الغذائي والزراعة على أولويات أجندة COP27
وأوصى الدكتور عادل الغندور، بضرورة نشر الوعي البيئي حول موضوع التغير المناخي كلما وإينما أمكن ذلك، بجانب تقديم الدعم والمساندة لكافة البحوث في هذا المجال لمتابعة مؤشرات التغير المناخي باستمرار، وأهمية قيام صندوق النقد الدولي والهيئات التابعة للامم المتحد بتقديم المساعدات للدول النامية لتحسين صناعتها وايجاد البدائل المناسبة لذلك.
كما أوصى بضرورة الحيطة والحذر من نوايا بعض الدول الصناعية؛ بأن تتخذ من موضوع التغير المناخي ذريعة لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية من وراء ذلك، بجانب تعزيز البنى الأساسية المتعلقة بالصحة العامة، وتوفير مرافق الرعاية الطبية الملائمة، والاهتمام بزيادة الدفاعات ضد الفيضانات وبناء السدود الصغيرة واستغلال مناطق تخزين المياه بما فيها النظم الطبيعية وتحسين البنية الأساسية الخاصة بتجميع وتوزيع المياه .
أقرأ أيضًا| النائب هشام الحصري لـ”القرار”: متوقع أن يكون لمؤتمر المناخ COP27 إضافة كبيرة بمجال الزراعة
وأكد الغندور، أهمية البحث عن الطاقات البديلة النظيفة التي لاتؤثر على تركيبة الغلاف الجوي ولا تعمل على تلويثه، مثل طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، واستثمارها قدر الإمكان، خاصة وأن مصر تتمتع بظروف مناخية مثالية لاستخدام هاتين الطاقتين.