التاريخ يقول إن الاستدامة أو ساستينابلتى هي المنبه للحساب التقيل
تعرف أن ديوننا للكوكب والبيئة بدأت من مليون سنة وأكثر، بدأت لما اكتشفنا النار، معظم النار من مستصغر الشرر، آه والله الإنسان البدائى كان بدائي يأكل من الأشجار يصطاد السمك ويأكله، مع أول شرر ظهر ونتج عنه النار بدأ البدائى الجميل فى أنه يغير طريقة أكله وأسلوب حياته ويسوى الأكل ويستخدم النار ويحصل على مذاق مختلف.
وكلنا طبعا فاكرين الأستاذ توم هانكس فى فيلم كاست آوى، وإزاى حارب وجاهد عشان يولع النار ويعيش بشكل أفضل على الجزيزة المهجورة.
الإنسان البدائى عمل كدة برضو اكتشف النار، وسوى الأكل، وأدفى، واستخدمها للإضاءة، وكمان حما نفسه من الحشرات والحيونات، وبكدا ظهرت نواتج متعددة من أى اشتعال بيتم غازات وأكاسيد كربون وغير كدة كان فى أكيد حرائق حصلت وساهمت فى زيادة الحساب، لكن عموما الإنسان البدائى مش هو اللى تقل الحساب ولا عمل الدين ده؛ فى حاجات تانية كتيرة.
بعد كدة دخلنا فى مرحلة الثورة الزراعية؟ طب كويس زراعة وخضرة وأكسجين فين التلوث بقى أكيد الفترة دى إحنا معملناش حاجة، الحقيقة أن الفترة دى أو مرحلة الثورة الزراعية هى كمان زودت حسابنا واللى علينا ناحية الكوكب والبيئة، طب ازاى؟.
بدأت الثورة الزراعية بالتمركز حول منابع الأنهار عشان تكون مصدر مياه للزراعة وطبعا بعد الحياة البرية القائمة على الترحال أخيرا بدأت فكرة المجتمعات تظهر منابع أنهار نزرع المحاصيل نخزن المحاصيل، وكدة طب المشكلة فين؟
الحقيقة أن المشكلة تمكن في أمن دي فترة كانت المجتمعات الزراعية تتبع الزراعات الكثيفة المستنفذة للموارد؛ لأن الناس بتزيد وبتهاجر وبتتمركز فى مكان قابل للزراعة، وهاجرت من مناطق أخرى، وطبعا زراعات كثيفة متلاحقة، وطرق وأساليب الرى غير المسئولة والفيضانات أدت لملوحة التربة وكل دة أثر على الإنتاجية للمحاصيل وأدى إلى أن التربة مبقاش عندها اللى تقدمه.
كمان فى حضارات انتهت لأنها استفذت مواردها بشكل خاطىء زراعيا ومنها حضارة المايا، والتي عدد السكان قلّ بنسبة 60% فى الحقبة الزمنية دى لأن مفيش إدارة للعملية الإنتاجية الزراعية ولا حفاظ على موارد البيئة والتربة فى حالة قابلة للإنتاج المستمر.
طيب الحساب بدأ يتقل بس كان ممكن يتحل بطرق كتيرة وكان لسه فى فرصة إلا أنه بدأت المرحلة القاضية وهى مرحلة الثورة الصناعية اللى فيها أربع ثورات رهيبة الصراحة، كل مرحلة فيها بتتفنن فى خراب الكوكب والعالم، وبتقل حساب ديونا جميعا. طب إزاي؟.
الثورة الصناعية الأولى: بدأت فى منتصف القرن الثامن عشر وهى عصر الانتقال من المجتمعات الزراعية إلى عصر القوة والميكنة، عصر الآلات البخارية، وبدء الإنسان يلاقى الرفاهية الوهمية فى الحياة القائمة على الآلة، سواء آلات التصنيع أو المركبات والدرجات البخارية ثورة ورفاهية.
الثورة الصناعية الثانية: حدثت فى منتصف القرن التاسع عشر وده كان توغل وتوحش فى استخدام الآلات فى التصنيع وتميزت بعلوم الإنتاج الكثيف يعنى صناعة زى صناعة الأسمدة بدأت فى الظهور لزيادة الإنتاجية، وتم استبدال الآلات البخارية بالآلات التى تعمل بالبنزين والطاقة الكهربية، وبدأنا نصنع الطائرات والسيارات والآلات المتطورة، وزادت المجتمعات الحضرية مقابل المجتمعات الزراعية حتى إن أمريكا كان نسبة المدن الحضرية فيها 6% بس؛ وبقت 40% مرة وحدة 1900.
طب كدة خلاص الموضوع خرج عن السيطرة والحساب من كتر الجمع بقى رقم معرفش أقراه.
الثورة الصناعية الثالثة: هى اللى بدأت منتصف القرن العشرين وكان أهم سماتها الكمبيوتر والرقمنة بأدواتها وإرهاصات ثورة الاتصالات التي أوصلتنا إلى الإنترنت وكانت تلك هي الثورة الصناعية الثالثة.
الثورة الصناعية الرابعة: دي بقي هى المرحلة اللى بنعشها الآن، واللى نشاهد فيها نفسنا كبنى آدمين عبارة عن أجهزة ملتحمين بأجهزة بتدير حياتنا وبتتحكم فينا والذكاء الاصطناعى والموبايل.
الحقيقة مش عارفين فى ثورة خامسة ولا لا. لكن الناتج من الثورات دى معروف طبعا تلوث الهواء بـ80 مادة سامة من نواتج الصناعية، المياه ملوثة، والموارد الطبييعة مستنفذة لخدمة الآلات والصناعة.
هنا لازم نقرأ الحقيقة من التاريخ لازم نعرف أن الرفاهية والتطوير لهم حساب تقيل قوى خصوصا مع الاستخدام غير المسئول، مع أننا مديونين كلنا ولسه مستمرين.
بس الحقيقة التاريخية بتقول إن الرفاهية والتطوير خلانا غير مسئولين بنهدر مواردنا بشكل غريب مع أننا مديونين، بس كفاية الحساب تقل قوى مين هيبدأ السداد. شوفتوا بقى أن رصيدنا خلاص، إلحق نفسك وأبدأ الاستدامة ساستينابلتى، ساستينابلتى هي الأمان الآن، ساستينابلتى طوق النجاة.