فرضت الحكومة الروسية، حظرا مؤقتا على تصدير القمح “القاسي” أي القمح الصلب، في خطوة تهدف لضمان استقرار الأسعار في السوق المحلية، حسبما أعلنه مجلس الوزراء الروسي، ويمتد الحظر المؤقت حتى 31 مايو من العام القادم.
وقال مصدر مسؤول بوزارة الزراعة، إن القرار لا يؤثر على مصر لا من قريب ولا من بعيد، لافتا إلى أن القمح القاسي أو الصلب يعتبر مخصص لصناعة المكرونة وليس الخبز، وأن مصر لا تستورد مثل هذا النوع من القمح، حيث إنها تكتفي ذاتيا من القمح المخصص لصناعة المكرونة.
وأضاف المصدر، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، أن القمح المخصص لصناعة المكرونة في مصر يسمى بـ”الديورم”، وأن مصر تزرع منه من 400 ألف إلى 500 ألف طن، وهذه الكمية تكفي احتياجات مصر ومصانع المكرونة، لذا فإن قرار روسيا بحظر هذا النوع من القمح لا يؤثر على مصر إطلاقا.
ولفت المصدر، إلى أن روسيا تُعد من أهم وأكبر المناشئ لمصر في استيراد القمح، وأن مصر تستورد ما يزيد عن 80 إلى 85% سنويا من القمح الروسي، نظرا لكونه الأقرب إلى القمح المصري من حيث الجودة، والأنسب من حيث السعر، مضيفا أن روسيا من أكبر الدول المُصدرة للقمح في العالم.
ويستثنى من قرار الحظر الإمدادات المخصصة لتقديم مساعدة إنسانية دولية في إطار اتفاقيات حكومية بين الدول، والإمدادات من روسيا إلى أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
كما يسمح تصدير القمح الصلب من روسيا إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي (أرمينيا وبيلاروسيا وقيرغيزستان وكازاخستان) ضمن حصص محددة تضعها الحكومة الروسية ويتوجب الحصول على تصاريح من وزارة الزراعة الروسية.
ومتوقع انخفاض محصول القمح الصلب في العالم في الموسم الزراعي الحالي من يوليو 2023 إلى 30 يونيو 2024، إلى أدنى مستوى في 20 عاما بسبب الظروف الجوية غير المواتية في معظم دول العالم، وبحسب التوقعات سيكون المحصول أقل من 31.3 مليون طن، أي أقل بنسبة 7-8% عن الموسم السابق.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد كشف سابقا أن روسيا تحولت من مستورد إلى مصدّر للمنتجات الزراعية، والآن تتصدر مصدري هذه المنتجات في العالم، مؤكدا أن روسيا ستحافظ على مرتبتها في سوق القمح العالمية هذا العام، وستكون قادرة على توفير نحو 60 مليون طن من القمح لأسواق الغذاء العالمية.
وتعدّ روسيا أكبر مصدر للقمح إلى مصر، وبلغ إجمالي الشحنات المستوردة منها 6.6 مليون طن، خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر الماضي، حسب بيانات لوزارة الزراعة، وتراوحت الأسعار في صفقات الاستيراد الأخيرة من روسيا بين 265 – 270 دولارًا للطن، بعد أن فرضت موسكو رسومًا على تصدير القمح والحبوب في محاولة للحد من التضخم.