التقنيات الحديثة الذكية بالزراعة:
تستدعي الضرورة القصوى في الوقت الحالي التحول من الزراعة التقليدية إلى الزراعة الذكية، واستخدام التقنيات الحديثة الذكية بالزراعة، والتي تتمثل في استخدام إنترنت الأشياء لتوفير الوقت والجهد، بجانب الذكاء الاصطناعي، وأيضًا توفير أدوات الاستشعار عن بعد، ونظم المعلومات الجغرافية، والتقنيات الحديثة وغير التقليدية في القطاع الزراعي.
ما هو إنترنت الأشياء؟
ويُعرف “إنترنت الأشياء” بأنه تكنولوجيا حديثة لتحسين مراقبة المزارع عن طريق استشعارات ذكية لقياس كافة العوامل التي تؤثر على النباتات والأسماك والماشية مثل درجة الحرارة والرطوبة وغيرها من العوامل، مما يسهل رصد أي متغير قد يحدث بشكل فوري.
دور مجلس الشيوخ:
وأطلق مجلس الشيوخ شعلة الضوء في هذا الملف الأكثر حيوية، بموافقته على اقتراح بشأن التوسع في استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة، والتوقف عن الزراعة التقليدية بأشكالها المختلفة، واستبدالها بالزراعة الذكية، مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، وتوفير الدعم اللوجستي و المالي للمزارعين لتنفيذ المنظومات الحديثة في الزراعة.
أهمية الزراعة الذكية:
وتستهدف الزراعة الذكية واستخدام التقنيات الحديثة عدة أشياء، أهمها تسريع الوقت والجهد للفلاح، وتيسير استثمار مساحات وأراضي زراعية أكثر، استخدام التقنيات الحديثة من الروبوت في إضافة الأسمدة والمبيدات بالتقديرات المناسبة، وعدم الإفراط في ذلك، مما يوفر كميات كبيرة من الأسمدة والمبيدات، بالإضافة إلى علاج النباتات المتضررة بشكل أفضل.
أشكال الزراعة الحديثة في المعدات:
جرارات ذاتية القيادة:
شكّلت الجرارات ذاتية القيادة ثورة زراعية منذ ظهورها في 2017، وانتشرت في دول أوروبية وآسيوية، حيث تعمل تلك التقنية دون حاجة إلى عامل زراعي لتحريكها، وتستطيع القيام بكل المهام دون تدخل بشري، سواء أعمال الحرث أو الحصاد، وتوفر الكثير من الوقت والجهد أيضًا، كما أن مستوى الأمان بتلك التقنية الذكية عالٍ جداً.
مركبات وآلات كهربائية:
وتُعد تلك التقنية متعددة الفوائد والأهمية، حيث تعتبر أداة من أدوات التكيف والتخفيف من التغيرات المناخية، إلى جانب كونها تكنولوجيا ذكية موفرة للوقود الذي يتم حساب تكلفته ضمن مستلزمات الإنتاج الزراعي ومخرجات الزراعة، وهو سلعة معرضة للزيادة بشكل دوري.
الروبوت الزراعي:
وتعتبر تلك الآلية متوفرة بكثرة في بلدان عديدة، ومهام متعددة، حيث إن هناك الروبوت الطبيب، والروبوت المهندس، والروبوت مدبر المنزل، والروبوت الفلاح، وهو آلة ذكاء اصطناعي تنفذ التعليمات بمنتهى الدقة والحزم.
كما يستطيع الروبوت توفير الجهد من خلال نقل أدوات الإنتاج الزراعي بمنتهى السرعة والأمان والتحمل، كما نجح في بعض البلدان عند استخدامه في الإشراف على الأرض الزراعية والتحكم في رش الأسمدة والمبيدات، مما يوفر السماد والمبيد والنقود.
تفريغ الحبوب بشكل ذاتي:
وهي آلية متواجدة ومتوفرة في أغلب بلدان العالم، وهي تلك الجرارات التي تمثل الميكنة الزراعية في الحقول حاليًا بشكلها المثالي، وتقوم بمهام متعددة، منها الحرث والحصاد وتفريغ الحبوب وكلها بخطوات آلية ذاتية ذكية، كما تعتبر تلك الآلية من أكثر صور الزراعة الذكية شيوعًا.
الزراعة الذكية في مصر:
وفي هذا السياق، أكد رئيس قطاع الزراعة الآلية بوزارة الزراعة، الدكتور عادل الأشقر، أنه يوجد في مصر 135 محطة ميكنة زراعية بكافة المحافظات، ونقوم بتأجير الآلات والمعدات الزراعية للفلاحين في مواسم القمح والزراعات الاستراتيجية وتسوية الأرض وغيره، حيث إنه يتم توفير تلك الآلات بأسعار منخفضة بشكل كبير لتشجيعهم على الإقبال على استخدام الميكنة الزراعية، والزراعة الذكية.
توفير الآلات الذكية بأسعار مناسبة:
وأضاف الأشقر، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، أن التخفيضات في إيجار الآلات والمعدات الذكية أثناء مواسم حصاد المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح تصل إلى النصف أي بنسبة 50%، تشجيعًا للمزارعين للإقبال على تلك الآلات التي من شأنها تقليل معدلات الإهدار التي تحدث أثناء الحصاد بالطرق التقليدية لمحصول القمح.
وطالب رئيس قطاع الزراعة الآلية بوزارة الزراعة، بضرورة العمل على دعم القطاع ماديًا حتى يتمكن من توفير العديد من الآلات الحديثة الذكية التي توفر الوقت والجهد للمزارعين، منوّهًا بأن الزراعة الآلية في مصر تُعد من أهم القطاعات وأكثرها نجاحًا في تنفيذ خطط الدولة للتحول إلى الميكنة لتوفير الوقت والجهد.
أقرأ أيضًا| عضو اتحاد الصناعات لـ”القرار”: الإفراج عن جميع البضائع المتراكمة بالموانئ خلال 3 أيام
مستقبل الزراعة في مصر:
تحدث رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ، المهندس عبد السلام الجبلي، حول اقتراح الزراعة الذكية والتوسع في تقنيات الزراعة الحديثة، معتبرا أنها مستقبل الزراعة فى مصر، وأنه يتماشى مع اهتمام الدولة بمنظومة الزراعة الذكية وتطبيقات الذكاء الإصطناعي؛ والتي من شأنها تعزيز تقديم الخدمات للمزارعين، بالإضافة إلى توفير وإتاحة البيانات بدقة أكبر للمساعدة في اتخاذ القرارات الصحيحة ولدفع عجلة التنمية الزراعية المستدامة، وزيادة إنتاجية الأراضي الزراعية.
وقال الجبلي، خلال بيان، إن استخدام الزراعة الذكية من شأنه ترشيد استخدام المياه في الزراعة بنسبة تصل إلى ٧٠%، وتقليل العشوائية في استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية، وزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية، وزيادة دخول المزارعين، وزيادة حجم الصادرات الزراعية.
كما اقترح الجبلي، ضرورة استخدام تطبيقات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية والتقنيات الحديثة وغير التقليدية في القطاع الزراعى، وتطبيقها في العديد من المجالات مثل تقدير المساحة المحصولية ومتابعة ومنع عمليات التعديات على الأراضى الزراعية، ودراسة التوسع الزراعى ودراسة ملوحة التربة، بالإضافة إلى العمل على إنشاء نظام تسويق زراعي إلكتروني.