شهدت د.هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية اليوم، الخميس، حفل تخريج الدفعات من الثالثة وحتى السابعة لبرنامج ماجستير إدارة الأعمال الحكومية بجامعة اسلسكا مصر، والمنعقدة بالتعاون بين وزارة التخطيط وجامعة اسلسكا بقصر القبة، د.صالح الشيخ رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، د. فرنسواز كروز المدير الأكاديمي لجامعة اسلسكا باريس، د.نادية العارف رئيس جامعة اسلسكا مصر.
وفي بداية كلمتها أعربت د.هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية عن سعادتها بالمشــاركة في حفل تخريج مجموعة متميزة من الكوادر المصرية الواعدة، موضحة أن تخريج الشباب اليوم يمثل ثمار ونتاج أحد برامج التعاون العلمي الناجح بين الحكومة المصرية ممثلة في وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية وجامعة اسلسكا مصر.
وأضافت السعيد أن التعاون بين الجانب المصري وجامعة أسلسكا بدأ عام 2015، وتم تتويجه بعد صدور قرار السيد رئيس الجمهورية في 2018 بالموافقة على بروتوكول إنشاء جامعة «اسلسكا مصر» الموقع بين وزارة التعليم العالي في جمهورية مصر العربية والمدرسة العليا للعلوم التجارية التطبيقية (اسلسكا ــ فرنسا)، لتسهم الجامعة مع باقي المؤسسات التعليمية والتدريبية في مصر في تعظيم الاستفادة من الثروة البشرية الهائلة التي حبا الله بها مصر في مجتمع تمثل فئة الشباب ما يزيد عن 60%، متابعه أن ذلك تم من خلال تعزيز وبناء القدرات وتوفير الكوادر المدربة القادرة على المنافسة والتعامل مع تكنولوجيا العصر، والقادرة كذلك على المساهمة بفاعلية في تنفيذ برامج ومشروعات التنمية المستدامة في مصر خلال الفترة المقبلة.
وأشارت السعيد إلى حرص وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية على أن يكون تصميم برنامج إدارة الأعمال الحكومية بالتعاون مع مؤسسات علمية دولية مرموقة، وعلى أن يشمل محاور مختلفة أكاديمية وتدريبية وعملية متخصصة بالإضافة إلى محور رئيسي لتنمية مهارة اللغة الإنجليزية، مضيفه أن الوزارة قامت بتطوير عملية التقدم للالتحاق بالبرنامج لتكون من خلال الموقع الإلكتروني بما يضمن الشفافية ويفتح المجال لأكبر عدد من المرشحين، مشيرة إلى التزام الوزارة بتقييم الجدارات عند اختيار المتدربين، ليستمر التقييم طول مدة التدريب بما يضمن الكفاءة والفاعلية وتعظيم الاستفادة من البرنامج.
وأوضحت د.هالة السعيد أن حفل اليوم يشهد تخريج أبناء الدفعات من الدفعة الثالثة وحتى السابعة من الحاصلين على ماجستير إدارة الأعمال الحكومية وعددهم 404 طالب وطالبة يمثلون جميع الوزارات وبعض الجهات التابعة ونحو 15 محافظة، مؤكده أن ذلك يأتي استنادًا على التوجه الذي تحرص عليه وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بتغطية البرامج التدريبية للوزارات والمحافظات المصرية كافة، وذلك في إطار توسيع وتعميم الاستفادة وتوفير الكوادر التي تلبي متطلبات تحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة التي تعمل الحكومة على تنفيذها في مختلف القطاعات والاقاليم المصرية، وكذلك في ضوء توجه الدولة التوطين المحلي لأهداف التنمية المستدامة.
وتوجهت د.هالة السعيد بالشكر لوزارة الشباب والرياضة على دورها الفاعل في تنفيذ البرنامج من خلال استضافتها وتوفيرها الإقامة للمتدربين من أبناء المحافظات المصرية في مراحل مختلفة للبرنامج، مؤكدة أن هذا التنسيق والتعاون المثمر بين وزارتي التخطيط والشباب والرياضة وكذلك وزارة التعليم العالي ومختلف الوزارات والجهات المصرية هو النهج الذي تحرص الوزارة دائمًا للحفاظ عليه، مضيفه أن أهداف الدولة بمؤسساتها كافة تلتقي عند توفير البيئة والمقومات اللازمة لتعظيم الاستفادة بإمكانيات الشباب المصري والاستثمار في البشر.
وتطرقت السعيد إلى تمكين المرأة مؤكدة أنه أصبح ضرورة اقتصادية لتعظيم الاستفادة من الطاقات الانتاجية والإبداعية التي تتمتع بها المرأة لزيادة القيمة المضافة وتحقيق النمو الشامل والمستدام، مضيفه أن ذلك ما أكدته العديد من الدراسات التي تشير إلى أن زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل وتحقيق المساواة يعزز فرص النمو الاقتصادي، متابعه أنه انطلاقًا من ذلك الهدف فقد راعى البرنامج التمثيل المتميز للسيدات، لتصل نسبتهن نحو 55% من إجمالي الخريجين، الأمر الذي يدعو للفخر ويعود بالنفع المؤكد على جهات عملهن.
وتابعت السعيد أنه في ظل الظروف غير المسبوقة التي تشهدها مصر والعالم نتيجة لجائحة كوفيد 19، والتي لم تكن مجرد أزمة صحية بل أزمة اقتصادية واجتماعية تتجاوز في حدتها وتداعيتها جميع الأزمات السابقة التي شهدها العالم، موضحه أنه كان لزامًا على إدارة برنامج ماجستير الأعمال الحكومية مواجهة هذا الواقع الجديد وتسخير الإمكانيات التكنولوجية والمساهمة في تغيير نمط التعلم التقليدي، متابعه أنه لذلك تم التعاقد مع مزودي خدمات تقنية لإطلاق منصات تعليمية تفاعلية أونلاين، مع تأهيل العاملين بإدارة البرنامج لتسهيل التعامل مع كل احتياجات الطلاب.
وأوضحت د. هالة السعيد أن البرنامج يأتي في إطار توجه أعم وأشمل للدولة المصرية لبناء القدرات والاستثمار في العنصر البشري، وهو ما ترتكز عليها خطط وبرامج التنمية في مقدمتها استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030، وكذلك البرنامج الوطني للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والذي بدأ تنفيذه في نوفمبر 2016 وتم في إبريل الماضي اطلاق المرحلة الثانية منه، والتي تستهدف تحويل مسار الاقتصاد المصري ليصبح اقتصاداً إنتاجياً يرتكز على المعرفة ويتمتّع بقدرات تنافسية في الاقتصاد العالمي.
وتابعت السعيد أنه تحقيقًا لذلك، تعمل الدولة على أكثر من مسار منها؛ التوسع في إنشاء المدارس والجامعات التكنولوجية، حيث تم زيادة عدد مدارس التكنولوجيا التطبيقيّة لتصل إلى 16 مدرسة بجميع محافظات الجمهورية، وإنشاء وتشغيل ثلاث جامعات تكنولوجية، مع العمل على الانتهاء من 6 جامعات جديدة بتكلفة تقدر بنحو 3 مليار جنيه، موضحة أن كل تلك الجهود تستهدف تطوير المهارات التي تلبي احتياجات سوق العمل للطلاب المتفوقين بالتعليم الفني، وفتح آفاق تعليمية تطبيقية جديدة مرتبطة بقطاعات الصناعة والإنتاج.
كما تناولت السعيد الحديث حول جهود وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة والذراع التدريبي للوزارة بتوفير عدد من البرامج التدريبية لرفع قدرات الشباب وسد الفجوات المهارية، مشيرة إلى برنامج “هي مستقبل رقمي” لسَد الفجوة الرقمية بين الإناث وتعزيز الشمول المالي والذي يستهدف تدريب 2000 سيدة مصرية قبل نهاية العام الجاري، ونحو 7000 سيدة خلال عام 2022.
وأضافت السعيد أنه وفقًا لمنظمة العمل الدولية فإن رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم هي أكبر مصدر للتوظيف حيث تعمل ريادة الأعمال على تعزيز النمو الاقتصادي، وتسريع الابتكار، وتحفيز التنمية المستدامة وخلق فرص عمل لائقة، مؤكده حرص الدولة المصرية على دعم وتشجيع ريادة الأعمال، وتمويل مشروعاتهم الصغيرة التي تحتوي على أفكار إبداعية وابتكارية، متابعه أنه تماشيًا مع هذا الاتجاه تبنت الدولة ومن خلال وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية عدة جهود أبرزها اطلاق مشروع “رواد 2030” الذي يهدف إلى تمكين الشباب من تأسيس المشاريع الخاصة والعمل على تكريس ودعم دور ريادة الأعمال في تنمية الاقتصاد الوطني.
وتطرقت السعيد إلى إطلاق مبادرة كن سفيرًا للتنمية المستدامة بهدف نشر ثقافة التنمية المستدامة بين الشباب بطريقة التعلم من خلال النظراء حيث تم تخريج دفعة موجهة للشباب من عمر 18 وحتى 35، ودفعة أخرى للإعلاميين، وجاري الإعداد لدفعة متخصصة للعاملين بالوزارات المختلفة والجهات التابعة تزامنًا مع الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
كما أشارت السعيد إلى جائزة مصر للتميز الحكومي التي تهدف إلى تحفيز روح التنافس والتميز على مستوى الموظفين من جهة، وعلى مستوى المؤسسات الحكومية من جهة أخرى، وفي ختام كلمتها هنأت د.هالة السعيد لخريجي ماجستير إدارة الأعمال الحكومية من الشباب.