– المانجو يواجه فقد بإنتاجية المحصول.. والسبب التغيرات المناخية والاستشارات الفنية المغلوطة
– إتاحة المعلومات المساهمة في إدارة العملية الزراعية بشكل صحيح يساهم فى تحقيق الربحية
– التغيرات المناخية والاستشارات الفنية من غير ذوى الخبرة أضرت بإنتاجية محصول المانجو وزادت من نسبة الفقد
– صناعة الأسمدة دوليًا هي صناعة واعدة ومتطورة بشكل سريع عالميا
– الرقابة المشددة على منافذ بيع المستلزم الزراعي لضمان الحصول على مبيد مناسب
– اقترح بيع المبيدات الزراعية إلا من خلال شخص مرخص له وصف المبيد
– ضرورة وجود جهة مسئولة عن إعطاء صلاحية العمل كخبير زراعي أو مستشار لمحصول
قال المهندس سامح مصطفى، المدير الإقليمي لشركة “تريد كورب”، ومجموعة روفينسا لشمال وغرب أفريقيا وشرق المتوسط، إن تطبيق المنظومة التأمينية على الزراعات قد يكون أفضل ضمان لاستمرار العملية الزراعية وحماية المزارع من المخاطر التي تصيب الزراعة بسبب التغيرات المناخية.
وأضاف مصطفى، في تصريح خاص لـ”القرار“، أن التأمين على الزراعات له وجهان، أولهما التأمين على الزراعات يوفر الحماية للمزارع ضد الظروف الطارئة وغير الاعتيادية التي تهدد إنتاجية المحاصيل، وذلك مثل التغير المناخي والعواصف والصقيع، مضيفًا أن إجمالي صادرات المانجو 430 ألف طن، وأن هذا الرقم ضئيل ويجب التوسع في عملية التصدير.
وأوضح أن الوجه الثاني للتأمين على الزراعات يكمن في حال وجود آفة زراعية قوية تستدعي استعمال مكافحة المبيدات التي قد تؤثر على صحة المستهلك، ويتم تعويض المزارع وإعدام المحصول حفاظا على الصحة العامة.
ونوّه مصطفى، بأن ذلك عادة ما يحدث بعد استيفاء الشروط التي تضعها الجهات المسئولة لكل مزرعة من النواحي القانونية والفنية لتحديد الضوابط والاشتراطات التى يلتزم بها الجهة المؤمن عليها، كما أن التأمين على الزراعات يقلل من المخاطر التى يتحمل المزارع توابعها، حيث تحد من الخسائر .
ولفت إلى أن عملية التأمين على الزراعات تؤدي بشكل غير مباشر إلى إتاحة المعلومات الدقيقة؛ التى تساهم فى إدارة العملية الزراعية بشكل صحيح واستباقي، كما تساهم فى تحقيق الربحية والإنتاجية العالية للمحاصيل.
أقرأ أيضًا| “القرش” لـ”القرار”: وزارة الزراعة أنهت أزمة محصول المانجو مبكراً.. ومتوفرة بالأسواق بـ10 جنيهات
أقرأ أيضًا| مزارعو “البريفيو” يؤكدون: “بريفيو” الأفضل إنتاجاً.. والأعلى ربحية وجودة للثمار في مصر
وطالب المدير الإقليمي لشركة “تريد كورب”، بضرورة التوسع في إنشاء محطات رصد مناخية بالمناطق ذات الزراعات الكثيفة، لتوفير المعلومة للمزارعين وترجمة وجود انتشار تلك المحطات بنظام إنذار مبكر للمزارعين برسائل بسيطة.
وأوضح أن تصدير شتلات المانجو إلى الخارج يؤثر على الحصة التصديرية لمصر من المحصول ويقلل من فرصة نموها، وذلك إذا كان هناك نقص لعنصر الحديد في تسميد النباتات، فقد تؤدي إلى ظهور أمراض نقص الحديد في الإنسان مثل “الانيميا”، مشيراً إلى أنه التغذية السليمة للنبات تساوى صحة جيدة وتغذية مثالية للإنسان.
وأكد أن صناعة الأسمدة عالميا هي صناعة واعدة ومتطورة بشكل سريع عالميا، وحاليا نحن ملتزمون بتقديم ما تقبله مزارع التصدير من اشتراطات صحية وتصنيعية وأخلاقية في الأسمدة المستخدمة كشرط من شروط التصدير.
أقرأ أيضًا| لأول مرة.. مشاركة روسية قوية في معرض صحاري الزراعي سبتمبر المقبل
أقرأ أيضًا| بريفيو.. أفضل صنف طماطم من إنتاج شركة “باير سيمنيز” توزيع شركة أجريماتكو مصر
واقترح مصطفى، العديد من الحلول التي من شأنها تقليل الفقد من المحاصيل الزراعية وأيضا مواجهة التحديات التي تؤثر على إنتاجية المحاصيل، كما اقتراح أن يتم تطبيق المنظومة التأمينية على المحاصيل فالتأمين هو حائط الردع والدفاع الأول لضمان استمرار العملية الزراعية وحماية المزارع من المخاطر التى تصيب الزراعة.
كما يمثل التأمين على الزراعات الحماية لربحية المزارع ضد الظروف الطارئة وغير الاعتيادية التي تهدد إنتاجية المحاصيل، خصوصا وأن 25% من القوى العاملة تنتمى لمجال الزراعة، كما تساهم بـ15% من إجمالي الدخل القومي، فلابد من الاهتمام بتقليل نسبة المخاطر التي تواجه المزارع المصري حتى يتثنى له الاستمرار في العملية الزراعية باستدامة، وتحقيق الربحية وزيادة الإنتاجية.
وتطرق المدير الإقليمي لشركة “تريد كورب”، إلى أسباب أزمة محصول المانجو، موضحًا أن أبرز الأسباب الرئيسة بخلاف العوامل الداخلية الخاصة بالمحصول مثل ظاهرة المعاومة الناتجة عن الصفات الوراثية للصنف، الناتجة عن تأخير الحصاد، والأمراض، والتقليم، والري، والتسميد، باستثناء تلك العوامل نستطيع حصر العامل المتبقي الخارجي إلى التقلبات المناخية المتطرفة.
وأكد أن التغيرات المناخية أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة منذ شهر مارس الماضي، وحدوث شتاء دافئ نسبيا، ما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة فى هذا الوقت وعلى غير المعتاد إلى التزهير المبكر لثمار المانجو، والتبكير بعملية التزهير أدى إلى تساقط الثمار فى مرحلة النضج ، مما أدى إلى فقد نسبة كبيرة من المحصول، وتفاوتت نسبة الفقد من مزرعة إلى أخرى، ومن منطقة إلى أخرى أيضا.
فوضي الاستشارات الفنية:
أكد سامح مصطفى أن التغيرات المناخية التي أدت إلى الإضرار بإنتاجية محصول المانجو ليست وحدها العامل الرئيسي في إحداث هذا الضرر، مشيراً إلى أن الاستشارات الفنية غير الموثوق بها من الاستشاريين غير المؤهلين أو ذوى البعد العلمي المناسب لإعطاء المعلومة الفنية، أدى بدوره إلى زيادة الإضرار بالمحصول وزيادة نسبة الفقد.
وشدّد مصطفى على أهمية مراعاة من يوصى باستخدام المعاملات الفنية للمحاصيل عموما، وخصوصا الجانب الخاص بتوصيات المبيدات على الزراعات المختلفة.
أقرأ أيضًا| مزارعو المانجو بالإسماعيلية يصرخون لخسارة محصولهم بسبب درجات الحرارة المتغيرة والعفن الهبابي
كما شدّد على ضرورة أن يتم الرقابة المشددة على منافذ بيع المستلزم الزراعي والمحال التجارية حتى يضمن المزارع الحصول على المبيد المناسب أو المستلزم الزراعي المناسب له بعملية المكافحة للآفات أثناء الزراعة، ويعد تطبيق الرقابة على أسواق تداول المستلزم الزراعي نقطة هامة فى تحقيق حماية الزراعات المختلفة وزيادة الإنتاجية بإتباع أساليب الزراعة السليمة، ويمتد أثره إلى تحقيق الاستدامة بالعملية الزراعية والحفاظ على البعد الصحي والبيئي .
كما اقترح مصطفى أنه لا يجوز بيع المبيدات الزراعية إلا من خلال شخص مرخص له وصف المبيد، أخذاً في الاعتبار عمر المحصول ونوعه وميعاد الحصاد والمساحة، مع عمل دورات تدريبية على زيادة كفاءة الرش سواء للأسمدة أو المبيدات.
وفيما يخص الخبراء، اقتراح أن يكون هناك جهة مسئولة عن إعطاء صلاحية العمل كخبير زراعي أو مستشار محصول ما، كتحديد مؤهلات محددة، ومهارات كحد أدنى، مع تقييم مستمر للمسجلين أو المتقدمين للعمل كمستشار لمحصول ما، وفي تلك الحالة فأن الخبير المعتمد سيكون لديه قدرات بالتوصية وصرف الأدوية مثلا أعلى من غير المعتمد.