تذبذب درجات الحرارة فى مارس وإبريل الماضى هو سبب رئيسى فى ضعف إنتاجية محصول المانجو هذا العام
سجلت درجات الحرارة فى إبريل الماضى فارق من 25 إلى 30 درجة مئوية بين الليل والنهار
التقلبات المناخية عامل خارج عن سيطرتنا بالعملية الزراعية.. وحجم تدخل العامل البشرى ضعيف
لابد من التوسع فى زراعة الأصناف المقاومة لتذبذب درجات الحرارة
العفن الهبابى مشكلة المانجو منذ 5 سنوات.. ويزداد تأثيره السلبى مع زيادة مقاومة النبات لعمليات المكافحة
الاستشارات الفنية الخاطئة والمستلزم الزراعى المغشوش وجهان لعملة واحدة تضر بإنتاجية المحاصيل
قال المهندس حسن علي عطوان، استشارى زراعات المانجو بالإسماعيلية، والذى يشرف على العديد من مزارع المانجة فنيا، مؤكداً أن زراعات المانجة هذا العام قد أصابها العديد من المشاكل التى أثرت على إنتاجية المحصول، وهذا التأثير ممتد إلى عموم الجمهورية وليس فى محافظة الإسماعيلية فقط.
وأضاف عطوان، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، أن حجم التأثير على إنتاجية المانجو هذا العام من خلال الأرقام تؤكد إنتاجية 30% فقط من المحصول للمزارع؛ والزراعات المتضررة بشكل قوى، وسترتفع الإنتاجية لتصل إلى 60% إنتاجية عن العام الماضى فى المزارع التى تعاملت بشكل أكثر فنية فى اجتياز ظروف الزراعة غير المواتية هذا العام.
وارجع عطوان أسباب تراجع الإنتاجية لمحصول المانجو إلى الظروف المناخية والتقلبات المتطرفة التى حدثت مؤخرا، وأدت إلى حدوث مشاكل فى عملية العقد والتلقيح لثمار المانجو، قائلاً إن هذه التقلبات المناخية كانت عبارة عن عدم استقرار الظروف المناخية وتقلباتها الحادة، وازهار الثمار تعتبر الأكثر تأثرا بالعامل المناخى لذلك نتج تأثر شديد لإزهار المانجة.
ونصح عطوان بأنه لابد من تلافى حدوث هذه المشكلة بالعام القادم بأذن الله، ولابد من زراعة الأصناف ذات الخصوبة العالية مثل الأصناف الكريمسون بريد، والاستون، والمقاومة لتذبذب درجات الحرارة، والبعد عن الأصناف الحساسة لتذبذب درجات الحرارة، كما أنه لابد من زيادة الأبحاث التى تدرس مدى تحمل زراعة الأصناف وموائمتها لظروف المناخي.
وأوضح أنه مع وجود محطات أرصاد فى المزارع التى أشرف عليها أو فى معظمها، إلا أننا لم نستطيع التغلب على مشاكل المناخ، حيث تقوم المحطات برصد درجة الحرارة الحالية ودرجات الحرارة المتوقعة لعشرة أيام، ولكن الرصد المناخى قد أفاد بأن درجات الحرارة ليلا فى شهر إبريل بلغت 3 درجات مئوية، وعلى النقيض تصل نهارا إلى 35 درجة مئوية وهذا التطرف فى درجات الحرارة هو ما أدى إلى الإضرار بثمار المانجة والأجنة.
ولفت إلى أن ظروف المناخ تعتبر خارج السيطرة، خصوصا مع فارق درجات الحرارة الذى وجدناه، فأقصى ما نستطيع التدخل فيه بمشاكل المناخ هو رفع أو خفض درجة الحرارة بمقدار معين فقط، وليس بهذا الفارق الشاسع فى الاختلاف بدرجات الحرارة، لذلك لا أحد يستطيع تحمل مسئولية خسائر محصول المانجة.
وأكد عطوان أن تغيرات المناخ هذه تغيرات عالمية واضحة التأثير على الزراعة فى كل دول العالم، ولكن لابد من بدء العمل بمجال البحث والتطوير للأصناف النباتية المقاومة للتغيرات المناخية، حيث إن هناك أصناف تستطيع تحمل تذبذب التطرفات المناخية، وأصناف أخرى حساسة جدا لتذبذب درجات الحرارة.
ونوّه بأن المزارع الكبرى بدأت فى الاهتمام بالأصناف التى تقاوم التغيرات المناخية لكن المزارع التقليدى لا يلتفت إلى أهمية هذا العامل، أيضا خصوبة إنتاجية الصنف تساهم فى مقاومة تغيرات المناخ، ومعظم مزارع الإسماعيلية غير المحدثة فى أساليب الزراعة مازالت تستخدم الأصناف التقليدية القديمة والتى لا تقاوم تأثير التغيرات المناخية.
وفيما يخص العفن الهبابى كمرض يصيب المانجو، قال عطوان إن مشكلة العفن الهبابى متواجدة منذ 5 سنوات، وساهم هذا المرض فى زيادة معدلات فقد المحصول، وأنه تم رصد نسبة تأثير التغيرات المناخية على محصول المانجة سوف تكون 70%، وباقي النسبة لعوامل أخرى مثل الأمراض.
وجدير بالذكر أن العفن الهبابى أصبح من المشاكل الكبيرة التى تهدد محصول المانجة لتحور سلالات منه أصبحت أكثر مقاومة لمعاملات المبيدات، فأصبح هناك كثافة فى عملية المكافحة لنستطيع التغلب على المرض.
أما بالنسبة لأسعار المانجو هل سترتفع أم لا؟، أكد عطوان أن تغيرات الأسعار قد حدثت بالفعل، ولكن ليس بنسبة الأسعار التى يتداولها البعض، فمثلا بعض الأصناف مثل تومى ادكنز، وياسمين روز، وكريمسون بريد، تم بيع المحصول لتجار التجزئة بسعر 25 جنيها بفارق 7 جنيهات عن سعر العام الماضى 17 جنيها كسوق جملة، ويتأثر التصدير بالفعل بجحم المشكلة ونقص الإنتاجية.
والحقية ان لغط الاستشارات الفنية غير الموثوق بها لابد وأن يتم مواجهته لأن كثير من المزارعين يقع فريسة لتوصيات الفنية الخاطئة، وكذلك قضية المستلزم الزراعي المغشوش وغير الموثوق فيه يؤثر بشدة على إنتاجية وكفاءة المحصول.
أقرأ أيضًا| ما حقيقة فقد محصول المانجو لهذا الموسم؟.. شريف عبد الرازق استشارى محاصيل المانجو يجيب
موسم المانجو العام الماضي