أستاذ الزراعة بعين شمس لـ”القرار”: إهدار الغذاء يفقدنا 25% من كميات المياه العذبة سنويًا.. ومتوقع نمو سوق إدارة المخلفات الغذائية بشكل كبير
إهدار ثلث طعام العالم ينتج نحو 3.5 مليار طن ثاني أكسيد الكربون وغازات ضارة سنويًا
550 مليون طن حجم الأغذية منتهية الصلاحية والفاسدة بإجمالي 10% من جملة الغذاء العالمي
800 مليون شخص حول العالم يعانون من الجوع
2.3 مليار شخص حول العالم يعجزون عن الحصول على غذاء كافي
7.5% حجم الغذاء المهدر أثناء الحصاد
15% حجم الغذاء المهدر في النقل إلى أسواق التجزئة
7.5% حجم الغذاء المهدر عند البيع والشراء في أسواق التجزئة
4.8 مليار دولار حجم الاستثمار في نفايات الطعام بأمريكا في 2021
300 مليار دولار استثمارات جمعتها الشركات الناشئة في أمريكا في 2021
50 إلى 80 مليار رطل حجم إهدار الغذاء في أمريكا سنويًا
100 إلى 120 كيلو حجم إهدار الفرد في أمريكا للغذاء سنويًا
1.9 مليار دولار متوقع استثمارها بسوق وحدات التخلص من النفايات عام 2021
2.1 مليار دولار متوقع استثمارها بسوق وحدات التخلص من النفايات عام 2022
تسبّبت أزمة نشوب الحرب الروسية الأوكرانية في تدهور الوضع الغذائي في العديد من الدول المتقدمة، بجانب الدول التي تعتمد اعتمادا كبيرا على استيراد غذائها، وهذا نتيجة الزيادة الكبيرة والسريعة في أسعار المواد الغذائية مقابل النقص في الإمدادات الغذائية حول العالم، وهذا جرّاء المشكلات التي عانت منها منظومة النقل والشحن العالمي.
ووسط هذا النقص الكبير في الإمداد بالغذاء، إلى جانب صافرات الإنذار التي أطلقها برنامج الأغذية العالمي للتحذير من أزمة غذاء عالمية غير مسبوقة تحت شعار “الأسوأ قادم”، إلا أن هناك عدم وعي بأهمية الغذاء المهدر، والذي يبلغ إجماليه عالميًا نحو 1.3 مليار طن سنويًا؛ حسب تقديرات منظمة “الفاو”، وهو نسبة الغذاء الصالح للأكل.
وترصد لكم منصة “القرار” في هذا التقرير إحصائيات وأرقام جديدة تخص هدر الغذاء، وطرق الاستفادة منه، والضرر الاقتصادي والتكلفة المالية الناجمة عن هدر الطعام عالميًا.
وهنا يكشف الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة عين شمس، ورئيس الهيئة الاستشارية العليا لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، الدكتور أحمد أبو اليزيد، أن العالم يقوم بإهدار نحو 1.3 مليار طن سنويًا غذاء صالح للأكل وفقا لتقديرات الفاو، بما يمثل نحو ثلث طعام العالم، ولها أضرار بيئية كارثية؛ منها إنتاج ما يقرب من 3.3 مليار طن ثاني أكسيد الكربون وغازات منتشرة ضارة في الجو بشكل سنوي، لكن أيضًا له منافع متعددة حال صحة استخدامه أو إعادة تدويره.
وقال أبو اليزيد، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، إن هناك تقديرات دولية حول تكلفة الخسائر والعواقب الاقتصادية لهدر الطعام “الوخيمة”، وهي تقديرات للأمم المتحدة، تشيرا إلى أن تلك العواقب قد تصل إلى 800 مليار دولار سنويًا، وهو رقم ضخم، وتوفيره سيحل العديد من مشكلات الدول، بل إنه يمكن تحقيق الكثير من الأرباح حال الاستفادة من كميات هدر الغذاء الكبيرة. مضيفًا أن هدر الطعام لا يشتمل الغذاء فقط، بل إنه يتضمن هدر 25% من كميات المياه العذبة سنويًا، بالإضافة إلى هدر للطاقة والأرض والعمالة ورأس المال.
وأكد رئيس الهيئة الاستشارية العليا لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، أن حجم الغذاء المهدر في مصر يبلغ نحو 10 ملايين طن سنويًا، وهذا بمقدار 90 كيلو جرام للفرد سنويًا.
ولفت إلى أن هناك إحصائية رسمية من برنامج الأمم المتحدة للبيئة تفند شكل الهدر الغذائي الآخر من نفايات وأطعمة منتهية الصلاحية وفاسدة، وهدر الحصاد، وهدر النقل، وهدر سوق التجزئة، مشيرا إلى أن هناك نحو 550 مليون طن بشكل سنوي أغذية منتهية الصلاحية وفاسدة؛ بإجمالي 10% من جملة الغذاء العالمي، وأنه يتم هدر حوالي 7.5% من الغذاء أثناء الحصاد، وضعف هذه النسبة بنحو 15% في النقل إلى أسواق التجزئة، فيما يتم هدر قرابة الـ7.5% أيضًا عند البيع والشراء في أسواق التجزئة.
ونوّه بأن حجم الاستثمار في نفايات الطعام بأمريكا وصل إلى 4.8 مليار دولار في 2021، مقابل 3.7 مليار في 2020، وأن الشركات الناشئة في أمريكا جمعت استثمارات بنحو 300 مليار دولار خلال 2021 بزيادة قدرها 100% تقريبًا عن 2020، وأنه متوقع نمو سوق إدارة المخلفات الغذائية بشكل كبير.
وبيّن أبو اليزيد، أن حجم إهدار الغذاء في أمريكا سنويًا يقترب من 50 إلى 80 مليار رطل أغذية؛ بما يمثل متوسط 35% من إجمالي الإمدادات الغذائية في أمريكا؛ حيث يُهدر بذلك الفرد في أمريكا ما بين 100 إلى 120 كيلو سنويًا، مشيرا إلى أن الدول الأكثر هدراً للطعام هي تلك الدول ذات الدخل المرتفع، حيث تهدر تلك الدول غذاء يكفي لإطعام جميع بلدان أفريقيا.
اقرأ أيضًا| أرض الخير.. الرئيس السيسي يحصد جهود تحويل الصحراء لزراعات قمح بتوشكى وشرق العوينات
ولفت إلى أن نحو 800 مليون شخص حول العالم يعانون من الجوع، فيما عجز قرابة الـ2.3 مليار شخص حول العالم من الحصول على غذاء كافي، وهذا بحسب إحصاءات أممية.
وأكد أن هناك توقعات لنمو سوق وحدات التخلص من النفايات وتدويرها من 1.9 مليار دولار عام 2021، إلى 2.12 مليار دولار عام 2022، بمعدل سنوي مركب يبلغ 11.3%، ومن المتوقع أن يصل السوق إلى 2.8 مليار دولار عام 2026.
ولفت إلى أن هناك حاجة ملحة لتسريع العمل، وذلك للحد من الأغذية المفقودة وهدرها حتى لا يتعرض نظام الاستدامة العالمي للغذاء لأي مخاطر أو أضرار، وذلك من أجل استدامة الأنظمة الغذائية بكافة البلاد.
وطالب أبو اليزيد، بضرورة ابتكار طرق للحد من الأغذية المفقودة والمهدرة من أجل استعادة وبناء نظم غذائية أفضل وجاهزة للصمود والاستدامة، بجانب أهمية تطوير التقنيات التي تستخدم في معالجة نفايات الطعام وإعادة توريدها للاستفادة منها في توليد الطاقة النظيفة مثل طاقة البيو جاز، وأيضا من خلال تحويلها إلى أسمدة أو أعلاف، وكل هذه الطرق تحول قيمة هذه الأطعمة من قيمة مهدرة إلى قيمة مضافة يمكن الاستفادة منها بشتى الطرق.