كشف أستاذ الزراعة والمياه بجامعة القاهرة، الدكتور نادر نور الدين، أسباب الشائعات التي خرجت على الدواجن المجمدة المستوردة بأنها تصيب آكليها بـ”العقم”، وأنها منتهية الصلاحية، وغيرها من الأقاويل غير الصحيحة التي خرجت عند إعلان الحكومة استيراد 50 ألف طن دواجن مجمدة من البرازيل، والتي تعد أكبر دول العالم تصديرا للدواجن؛ بقيمة استثمارية تصل إلى 8.5 مليار دولار سنويًا.
وبيّن نور الدين، في تصريحات خاصة لـ”القرار“، أن المواطنين تخشى تكرار تجربة “توفيق عبدالحي، من استيراد الدواجن منتهية الصلاحية أو قاربت على انتهاء صلاحيتها، وهي الواقعة الشهيرة التي حدثت في عام 1982، مؤكدا أن الدواجن المجمدة المستوردة حاليًا تخضع لفحوصات كاملة سواء على أرضها أو بعد وصولها إلى الموانئ المصرية، من خلال هيئة سلامة الغذاء والجهات المعنية الأخرى.
ويشار إلى أن رجل الأعمال توفيق عبد الحي، كان من كبار رجال الأعمال في مصر خلال عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، إلى أن حدثت فضيحة استيراد حوالي 1450 طن دجاج فاسد، والدواجن منتهية الصلاحية، وبيعها للمصريين، وذلك في مايو 1982، في بداية عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك.
ولفت أستاذ الزراعة والمياه بجامعة القاهرة، إلى أن شحنات الدواجن المجمدة المستوردة الحالية ستكون “جيدة”، حيث ستتمكن من السيطرة على ارتفاع أسعار الفراخ المحلية، كما تساعد عامة الشعب في الحصول على البروتين واللحوم البيضاء بسعر معتدل.
وطالب نور الدين، وزارة التموين بضرورة مراعاة أنها وزارة “خدمية”، لا تستهدف الربح، ولكن تعمل على توازن الأسعار، وأن تطرح هذه الدواجن بأقل سعر ممكن دون ربح.
كما علّق السفير نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، على مزاعم البعض حول أن أزمة الأعلاف مفتعلة ليتم استيراد الدواجن من الخارج، مؤكدا أن الدواجن المجمدة تباع حاليا بسعر أقل من الدواجن البلدي، والاستيراد جاء بهدف سد الفجوة وليس لتحقيق الربح، متسائلًا: “الحكومة هتغتني من بيع 50 ألف طن دواجن؟!”.
وأضاف متحدث الحكومة، أن الحكومة كان أمامها خيارين لمواجهة أزمة الأعلاف وارتفاع أسعار الدواجن، موضحا أن الخيار الأول كان توفير كميات من الأعلاف المتاحة ومدخلات إنتاج الأعلاف، والحل الآخر استيراد الدواجن نتيجة الظرف الحالي لا سيما قبيل شهر رمضان.
ونوّه بأن الدولة نجحت في زيادة الأعلاف المتاحة واستيراد مدخلات الإنتاج لسد العجز، مؤكدا أن استيراد الدواجن أحد الأدوات التي لجأت إليها الدولة، لافتًا إلى أن الحكومة قررت استيراد 50 ألف طن من الدواجن الخارج وتحديدا من البرازيل.
علاقة تأخر خروج الأعلاف من الجمارك بأزمة الدواجن
وردا على شائعات حول أن أزمة الأعلاف مفتعلة، قال متحدث الوزراء، إن تأخر خروج الأعلاف من الجمارك ساهم في الأزمة وهو أمر نعترف به، لكن الدولة كانت مضطرة لذلك لتدبير العملة الصعبة للاستيراد، مؤكدا أنه لم يكن هناك افتعال لأزمة الأعلاف، والحكومة تدخلت لحلها.
وأشار إلى أن مزاعم البعض حول استيراد دواجن مجمدة تسبب العقم، لا يستحق الرد عليه من الأساس، لكنه أكد في الوقت ذاته أن الدواجن المجمدة شأنها شأن جميع السلع التي يتم استيرادها تخضع لكل الاختبارات من هيئة سلامة الغذاء.