لحل مشاكل الزراعة في السعودية، حاولت المملكة العربية السعودية تحقيق الاكتفاء الذاتي الزراعي من خلال الدعم الحكومي القوي للمزارعين في الثمانينيات بسبب تقلب الواردات الغذائية والتقنيات الرديئة وسوء إدارة الموارد المائية.
لذلك، بذلت الحكومة السعودية جهودًا متضافرة لتحسين قطاعها الزراعي كجزء من برنامج رؤية 2030. ومن الأولويات القصوى للمملكة زيادة الكفاءة في استخدامها للموارد الطبيعية المحدودة أثناء تنمية المناطق الريفية وإيجاد حلول فعالة للقضاء على مشاكل الزراعة في السعودية، لذا نوفيكم بكافة التفاصيل، فقط تابعونا عبر القرار
عناصر الموضوع
ما هي مشاكل الزراعة في السعودية؟
- فقر المزارعين
كانت الزراعة السعودية تقليديًا من عمل المجتمعات الزراعية الصغيرة التي احتفظت في الغالب بمنتجاتها لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وبيع أي فائض إلى البلدات أو المدن المحلية. ثم بدأت حكومة المملكة العربية السعودية في الانخراط بقوة في القطاع الزراعي ابتداءً من السبعينيات. وشمل هذا التدخل بناء الطرق الريفية ومرافق التخزين للسماح بتوزيع المواد الغذائية بشكل أسرع وعلى نطاق أوسع.
وكان الهدف من هذه الجهود هو الوصول بالمملكة العربية السعودية إلى حالة الاكتفاء الذاتي الغذائي. ولكن الزراعة لا تزال تواجه مشاكل خطيرة. وقد عادت الفوائد في الغالب إلى مواقع الإنتاج الزراعي الأكبر المملوكة للسعوديين الأثرياء وكذلك الأجانب. وكان صغار المزارعين يكافحون من أجل البقاء.
وغالبًا ما يكون المزارعون من أفقر الأفراد في العالم، لذا فإن تقديم المساعدات والتركيز على الكفاءة الزراعية لمحاربة الجوع والفقر معًا هو خطوة هامة للقضاء على أهم مشاكل الزراعة في السعودية الأن.
- الموارد المائية
وكانت المشكلة الرئيسية الأخرى هي استخدام الموارد المائية الثمينة في المملكة، مما أدى إلى نمو الزراعة وزيادة استخدام المياه من المصادر غير المتجددة، وبالتالي استنفاد الاحتياطيات الصغيرة بالفعل من المياه العذبة. وقد تسبب استخدام الأسمدة الكيماوية على المحاصيل في أضرار بيئية، كما أثر الفساد على القطاع بأكمله.
لذلك، تعتبر ندرة المياه أحد أهم مشاكل الزراعة في السعودية، ويُنظر إلى تحلية المياه منذ فترة طويلة كحل محتمل. ومع ذلك، فإن عمليات تحلية المياه التقليدية تستهلك الكثير من الطاقة وتمثل تحديًا بيئيًا.
ولكن بدأت الأمور تتغير في أوائل القرن الجديد مع إعادة تقييم القطاع الزراعي بأكمله. وهناك خطة جديدة جعلت من الاستخدام الفعال للمياه وزيادة الإنتاجية الزراعية أولوية حكومية؛ حيث يحاول مركز تحلية المياه وإعادة استخدامها التابع لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ابتكار تقنيات تحلية مياه أكثر استدامة وكفاءة.
- البيئة والمناخ
تكمن أهم مشاكل الزراعة في السعودية في حقيقة أنها تتميز بأن معظمها صحراء قاحلة؛ أقل من 2% من مساحة أراضيها صالحة للزراعة. وفي ظل هذا المناخ، تضطر المملكة إلى استيراد حوالي 80% من احتياجاتها الزراعية.
كما يشكل تغير المناخ تحديًا كبيرًا للقطاع الزراعي في المملكة العربية السعودية. إن عدم القدرة المتزايدة على التنبؤ بأنماط هطول الأمطار، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة، بدأ يؤثر سلبًا على الأراضي الصالحة للزراعة.
وفي حين ساعد استخدام التقنيات والتكنولوجيات الزراعية الحديثة في التخفيف من بعض هذه المشاكل، يجب على القطاع الزراعي أن يستثمر بوعي في الممارسات القادرة على التكيف مع المناخ. وسيضمن هذا التركيز استدامة استخدام الموارد على المدى الطويل مع تعزيز المرونة الشاملة للقطاع.
جهود لحل مشاكل الزراعة في السعودية
تبذل المملكلة العربية السعودية الكثير من الجهود لحل مشاكل الزراعة، وحتى الآن، النتائج مثيرة للإعجاب. فقد حققت مزارع الألبان نجاحًا خاصًا، حيث تنتج الأبقار السعودية 1800 جالون من الحليب سنويًا لكل بقرة، وهو من بين أعلى المعدلات أداءً في العالم.
كما تضاعفت الأراضي المزروعة أكثر من خمسة أضعاف منذ أدنى مستوياتها في السبعينيات. واليوم، تنتج المملكة العربية السعودية ما يكفي من القمح لتكون مصدراً لهذا المحصول الأساسي.
وتعتبر وزارة الزراعة والمياه التابعة للحكومة السعودية هي النقطة المحورية لجهود تحسين الزراعة. لذا، واصلت الوزارة تعزيز التنمية الزراعية، خاصة فيما يتعلق بتبني التقنيات الجديدة. وكان تنويع المحاصيل وتطوير أسمدة أكثر فعالية وآمنة على البيئة من بين مبادراتها الرئيسية.
وبما إن الماء هو العامل المقيد الكبير في الزراعة السعودية، وهو مصدر قلق دائم. ولا توجد أنهار أو بحيرات دائمة في البلاد بأكملها، لذا فإن المياه الجوفية ذات أهمية خاصة للزراعة والاقتصاد السعودي ككل. وقد قامت المشاريع الحكومية، التي بدأت في السبعينيات، بتحديد مواقع طبقات المياه الجوفية ورسم خرائط لها وحفر آبار عميقة للوصول إلى هذه المياه العذبة الثمينة.
وفي السنوات اللاحقة، استثمرت المملكة العربية السعودية بكثافة في تحلية المياه، وهي عملية استخراج المياه العذبة من مياه البحر. تتمتع المملكة العربية السعودية بسواحل طويلة، وقد حقق الاستثمار في تحلية المياه نجاحًا كبيرًا، مما أدى إلى أن تصبح المملكة أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم.
وكانت إعادة تدوير المياه بمثابة نقطة إيجابية رئيسية أخرى؛ حيث تم إنشاء محطات إعادة تدوير المياه في المناطق الحضرية الكبرى، بهدف إعادة تدوير ما يصل إلى 40% من المياه الواردة من المدن لأغراض الزراعة والري.
كما تستضيف المملكة العربية السعودية معرضًا زراعيًا ضخمًا كل عام، يسمى معرض الزراعة السعودية. إنه أكبر حدث من نوعه في الشرق الأوسط بأكمله ويجمع المتخصصين في الصناعة وقادة الأعمال لمناقشة أحدث التطورات في قطاع الأعمال الزراعية. ويشارك في المعرض أكثر من 30 دولة، وهو الآن في عامه التاسع والثلاثين.
خاتمة
على الرغم من القيود التي يفرضها مناخها الجاف أو نقص مواردها المائية وغيره، فإن المملكة العربية السعودية هي في طليعة الابتكار الزراعي. وقد استخدمت بنجاح ثروتها النفطية لإيجاد حلول مبتكرة وفعالة للتغلب على النقص الطبيعي في المياه وبناء صناعة زراعية منتجة وذلك للقضاء على مشاكل الزراعة في السعودية.
حتى أن المملكة أصبحت مصدراً صافياً للمحاصيل الرئيسية، بما في ذلك ليس القمح فحسب، بل وأيضاً البطيخ والعنب والحمضيات والبصل والطماطم. هناك العديد من التحديات التي يتعين على المملكة العربية السعودية التغلب عليها لتصبح مكتفية ذاتياً تماماً في الغذاء، لكن الحكومة أثبتت استعدادها للاستثمار بكثافة في الحلول الواعدة. ومن خلال تبني التقنيات الناشئة والاستثمار في البنية التحتية الزراعية، برزت المملكة العربية السعودية كدولة رائدة عالميًا في مجال الابتكار الزراعي.
تعرف على مستلزمات الزراعة المائية في السعودبة