كيف ينعكس دور القطاع غير الرسمي سلباً على أداء النشاط الزراعي؟ 

يعد غياب الرقابة الحكومية وانتشار الفساد داخل القطاع غير الرسمي، من المؤكد أنه سيكون له نتائج غير مبشرة وسلبية على أداء الأنشطة التي يجتاحها، خاصة النشاط الزراعي التي توضح بياناته مدى سيطرة القطاع غير الرسمي عليه، لذلك فإن مستلزمات الإنتاج داخل هذا النشاط لا يجب تركها في أيدي العاملين بالقطاع غير الرسمي، خاصة تلك المؤثرة على متطلبات الأمن القومي، ومنها ترشيد استخدام المياه، والحفاظ على صحة المواطنين.

وتعتبر المياه العنصر المكمل والأساسي لعملية الإنتاج الزراعي، ونظراً لتوجه الدولة المصرية نحو التأكيد على ضرورة ترشيد استخدام المياه نتيجة معاناتها من أزمة ندرة الموارد المائية، وسط الزيادة السكنية التي يتبعها الزيادة المطردة في استخدامها، وبالتالي فإن عملية استخدامها في نشاط الزراعة، يستوجب ضرورة شدة المراقبة عليها، الأمر الذي نفتقره تجاه القطاع غير الرسمي. 

وأن ما يهم هذا القطاع هي العملية الزراعية وزيادة الإنتاج وأرباحه النهائية، دون الأخذ في الاعتبار مدى أهمية الحفاظ على الموارد المائية للدولة، وبالتالي يعد هذا القطاع تهديداً كبيراً لتوجه الدولة في هذا الصدد.

كما تعد المبيدات الزراعية أحد أهم مستلزمات الإنتاج الزراعي خلال هذه الفترة التي تشهد العديد من التغيرات المناخية، وما ينتج عنها من انتشار الآفات التي تؤثر سلباً على حجم الإنتاج الزراعي. 

ونظراً للأضرار الخطيرة التي تسببها مبيدات الآفات على صحة الإنسان، والتي قد تصل إلى حد الوفاة، ولا سيما في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، فإن إنتاجها وتوزيعها واستخدامها يقتضي صرامة التنظيم والمراقبة، الأمر الذي يؤكد على ضرورة استبعاد القطاع غير الرسمي من إنتاج مثل هذه المنتجات، فضلاً عن تحجيم نطاق استخدامه، منعاً لحدوث أي من حالات الغش في إنتاجها، وتقليص كثرة استخدامها دون جدوى، الأمر الذي سيؤثر سلباً بشكل مضاعف على حجم الإنتاج الزراعي وصحة الإنسان.

ولمنظمة الصحة العالمية هدفان فيما يتعلق بمبيدات الآفات، تتعلق بحظر مبيدات الآفات الأشد سمية بالنسبة للإنسان، فضلاً عن مبيدات الآفات التي يستمر وجودها في البيئة لأطول فترة زمنية، هذا إلى جانب حماية الصحة العمومية عن طريق وضع حدود قصوى لمخلفات مبيدات الآفات في الغذاء والمياه، حيث ينبغي ألا يتعرض أي شخص لكميات غير مأمونة من مبيدات الآفات، كما ينبغي توفير الحماية الكافية للأشخاص الذين يقومون برش مبيدات الآفات على المحاصيل الزراعية.