الزراعة العضوية هي نظام اجتماعي بيئي تساهم في تطبيق معايير التنمية المستدامة
تكاليف تسجيل الفدان الواحد بالزراعة العضوية تتراوح من 50 إلى 100 جنيه فقط سنويا
تطبيق الزراعة العضوية يحافظ على التربة من المتبقيات والمبيدات.. ويحافظ على المياه والهواء من التلوث.. ويحافظ على صحة الإنسان
طلب الدول الأوروبية على المنتجات العضوية وصل إلى 40% بعد أزمة كورونا لإدراكهم لأهميتها على الصحة العامة
التحول من الزراعة التقليدية إلى العضوية في الخضار تحتاج الأرض لعامين.. وفي الأشجار 3 سنوات.. والأرض الحديثة 3 أشهر فقط
18 شركة خاصة اعتمدها الاتحاد الأوروبي للتفتيش وتسجيل وإصدار شهادات للزراعة العضوية
أستراليا أكبر الدول المطبقة للزراعة ا لعضوية عالميًا بحجم 49% من إجمالي زراعتها
أمريكا وأوروبا من أكثر الدول التي تستهلك المنتجات العضوية رغم أن المساحات الزراعة العضوية فيها 20٪ فقط.. وأفريقيا نحو 12٪
لدينا في مصر 9 وحدات إنتاج تم تسجيلها تنتج حوالي 15 مركبا أغلبها مخصبات وأسمدة عضوية
قالت مدير المعمل المركزي للزراعة العضوية التابع لـمركز البحوث الزراعية، الدكتورة مايسة لطفي، إن الزراعة العضوية هي نظام زراعي اجتماعي بيئي، فهي تحافظ على البيئة بمحاورها، وأن كافة المعنيون بالزراعة ينادون بتطبيق معايير التنمية المستدامة، وعند تطبيق هذه المعايير نصل في النهاية إلى تطبيق الزراعة العضوية.
وأضافت لطفي، في حوار خاص لـ”القرار“، أنه يوجد في مصر حوالي 300 ألف فدان زراعة عضوية؛ طبقا للإحصائيات العالمية التي تهتم بالزراعة العضوية وحركاتها على مستوى العالم في معهد “فيبل”، وهو يُصدر كتيب كل عام، وهو عبارة عن إحصائيات على مستوى العالم تخص كل ما يتعلم بالزراعة العضوية، مضيفة أن تكاليف تسجيل الفدان الواحد بالزراعة العضوية تتراوح من 50 إلى 100 جنيه فقط في العام، وذلك للتيسير على المستثمر أو المزارع.
وإلى نص الحوار:
ما أهمية الزراعة العضوية؟
الزراعة العضوية هي نظام زراعي اجتماعي بيئي، فهي تحافظ على البيئة بمحاورها، وكل المعنين بالزراعة ينادون بتطبيق معايير التنمية المستدامة وعند تطبيق هذه المعايير نصل في النهاية إلى تطبيق الزراعة العضوية.
وتعتبر الزراعة العضوية مزيج من الزراعة التقليدية والزراعة الحديثة المتطورة، حيث يتم تنفيذ معاملات مخصوصة أثناء تطبيق الزراعة العضوية وذلك بالحفاظ على التربة من أي كميات من المتبقيات أو المبيدات، وأيضا الحفاظ على المياه والهواء من التلوثـ، ومن ثم الوصول إلى الحفاظ على صحة الإنسان وعمل توازن بيئي طبيعي لحل المشاكل التي تواجهنا في ظل التغيرات المناخية المستمرة، ومشاكل الأسمدة والمبيدات التي تتبقى في الغذاء وبالتالي تسبب مشاكل صحية على المدى الطويل.
ما دور المعمل في نشر التوعية عن الزراعة العضوية؟
يعمل المركز على نشر التوعية بين المزارعين وتعريفهم بأن الزراعة العضوية لها محددات في صالح الإنسان والبيئة وليست مجرد استخدام مخلفات المزرعة في التسميد.
وهذه المحددات تتمثل في محورين أساسيين، الأول تغذية النبات وخصوبة التربة والتغذية والخصوبة يؤثران بشكل مباشر على جودة الإنتاج وكميته. والثاني؛ مقاومة الأمراض والآفات عن طريق المبيدات الكيميائية والتي تعتبر سامة وقد تكون هذه المبيدات متداخلة في تكوين أوعية النبات ويمتصها النبات ولا يؤثر غسيل النبات على ضرره لأن المواد السامة تكون داخل الأوعية وجميع أجزاء النبات، لذلك نسعي دائما إلى الاستغناء عن المبيدات والمخصبات الكيميائية بأخرى عضوية.
وزاد طلب الدول الأوروبية على المنتجات العضوية زيادة ملحوظة أثناء أزمة كورونا عام 2020، وصلت إلى حوالي 40٪، وذلك لإدراكهم للأهمية القصوى للمنتجات العضوية حيث تحسن الصحة العامة للجسم وتزيد مقاومته ضد الأمراض.
ما هي شروط الزراعة العضوية:
أولا: التسجيل وهو الوضع المستندي للزراعة العضوية حيث يتم تسجيل هذه الزراعة ومكانها، ويتم التسجيل في الإدارة العامة للزراعة العضوية التابعة للمعمل المركزي للزراعة العضوية بموجب قانون الزراعة العضوية 12 لسنة 2020، وإتمام كل الأوراق والمستندات المطلوبة لضمان حقه.
وهناك قرارات تحول من الزراعة التقليدية إلى الزراعة العضوية، منها المزرعة التي زُرعت بنباتات حولية أو موسمية مثل الخضار وغيرها، وهذه المزرعة تحتاج سنتين فترة تحول إلى مزرعة عضوية، وذلك بتخليص التربة من أي مبيدات أو مواد متبقية طبقا لقواعد الزراعة العضوية خلال فترة التحول.
أما إذا كانت الأرض مزروعة بنباتات مستديمة مثل الأشجار فإن هذه الأرض تكون نسبة المبيدات بها أعلى وبالتالي تحتاج إلى فترة تحول أطول تصل إلى 3 سنوات، وبعد هذه الفترة يتم أخذ عينة مياه وعينة تربة لمعرفة ما إذا تم القضاء على المتبقيات وبعد ذلك يتم تسجيلها كأرض عضوية.
أما الأرض الحديثة التي لم تُزرع من قبل وتعتبر تربة عضوية لأنها لم تلوث بمبيدات أو أسمدة كيميائية ويتم بدء زراعتها بمنتج بقولي أولا وتقليب التربة، وذلك لإعادة خصوبة التربة وإثرائها بالمنتجات الحية الدقيقة التي تساعد في تغذية التربة وتستمر هذه العملية حوالي ثلاثة أشهر.
اقرأ أيضًا| “أجرو إيجيبت”.. الحدث الزراعي الأهم في مصر يفتح أبوابه 9 يوليو المقبل أمام المشاركين
هل عملية التسجيل في منظومة الزراعة العضوية موجودة لدى المعمل فقط؟
القطاع الخاص شريك هام مع المعمل في تنفيذ خطوة التسجيل، وهذا القطاع حاصل على اعتماد من جهات اعتماد دولية خارجية تشرف على هذه الجهات الخاصة، وهي تعتبر جهة مراقبة تساعد الإدارة العامة للزراعة العضوية، ويتم تبادل المعلومات بين الجهتين بشكل دوري، وكلا الجهتين يعملان على إنتاج منتج عضوي صحي وسليم مطابق للمواصفات القياسية حتى لا يتم رفضه في الخارج عند تصديره ويكون آمن عند دخوله في منظومة الغذاء المحلي ويحصل المنتج على شهادة من هذه الجهات المعتمدة بأنه طبق جميع مواصفات المنتج العضوي العالمية والتي تتوافق مع القانون المصري رقم 12 الصادر عام 2020.
وهذه الجهات الخاصة جهات تفتيش وتسجيل وإصدار شهادات وهذه الجهات تكون مسجلة في الإدارة العامة للزراعة العضوية وهم حوالي 18 شركة في مصر اعتمدها الاتحاد الأوروبي.
كم حجم مساحة الزراعة العضوية في مصر؟
يوجد في مصر حوالي 300 ألف فدان زراعة عضوية في مصر؛ طبقا للإحصائيات العالمية التي تهتم بالزراعة العضوية وحركاتها على مستوى العالم في معهد “فيبل”، وهو يُصدر كتيب كل عام، وهو عبارة عن إحصائيات على مستوى العالم تخص كل ما يتعلم بالزراعة العضوية.
ما هي الخطط الاستراتيجية لعام 2030 للنهوض بالزراعة العضوية في مصر؟
تتعامل الإدارة العامة للزراعة العضوية مع المزارعين والمستثمرين مباشرة، وتعمل على نشر التوعية، وتعمد إلى نشر الوعي بالزراعة العضوية وزيادة مساحات المزارع العضوية وإنتاج غذاء آمن للمستهلك المحلي وللتصدير أيضًا، ليكون لها مستهدف محدد، لأن الهدف يختلف من مستثمر لآخر وبالتالي فإن الهدف له عدة عوامل يعتمد عليها المستثمر الخارجي والفلاح الذي يرغب بزراعة محاصيل عضوية.
ماذا عن مدخلات الزراعة العضوية؟
تتمثل مدخلات الزراعة العضوية في الأسمدة الحيوية والعضوية والمبيدات الحيوية، وأيضا البذور، والتي لابد أن تكون عضوية ومكتوب على العبوة أنها عضوية، أما إذا لم تتوفر البذور العضوية وهو الغالب فإن المزارع يُحضر شهادة تثبت أن هذه البذور غير مهندسة وراثيا لأنه غير مسموح بأي محور من محاور الهندسة الوراثية في الزراعة العضوية سواء كانت أسمدة أو مبيدات أو كائنات حية، وبعد ذلك يستطيع المزارع أن ينتج البذور العضوية الخاصة به عن طريق ممارسة جميع الممارسات الخاصة بالزراعة العضوية.
ما الممارسات غير المسموح بها في الزراعة العضوية؟
غير مسموح باستخدام المبيدات المخلقة وسريعة الذوبان والأسمدة سريعة الذوبان النيتروجينية مثل ملح نترات البوتاسيوم واليوريا وسلفات النشادر وهناك بدائل عديدة في المجال العضوي عن هذه المنتجات، وأيضا غير مسموح باستخدام المياه المعالجة أو مياه الصرف الصحي والزراعي فلابد أن تكون المياه مياه أنهار أو آبار أو عيون.
وغير مسموح أيضا في الزراعة العضوية بكل ما هو معدل وراثيا من بذور أو كائنات حية دقيقة أو غيرها، وإذا كانت المياه المحيطة بمنطقة الزراعة أوشكت على الانتهاء فإنه لا يصلح استخدامها لأن الزراعة العضوية قمة للتنمية المستدامة فلا نستطيع اهلاك شيء لحساب شيء آخر.
وتسعى هذه الزراعة إلى استخدام الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وبالتالي نحد من استخدام الطاقة البترولية ونحافظ على صحة الإنسان والبيئة التي يعيش فيها.
ما هي أكبر الدول التي تستخدم الزراعة العضوية؟
تعتبر أستراليا من أكبر القارات التي تطبق الزراعة العضوية حيث لديها حوالي 49٪ من زراعتها زراعة عضوية، ولكن تعتبر أمريكا والدول الأوروبية من أكثر الدول التي تستهلك المواد العضوية على الرغم من أن المساحات المزروعة زراعة عضوية بهم أكثر من 20٪ فقط وأفريقيا حوالي 11 أو 12٪ ولكن أكثر الدول استهلاكا هي دول أوروبا وأمريكا فهي دول منتجة ومستوردة في نفس الوقت.
إذا تم زراعة مليون فدان في مصر زراعة عضوية فهل سيعود ذلك بالنفع على الإنتاج المحلي؟
تؤدي زيادة المساحات المزروعة زراعة عضوية إلى تقليل استخدام المبيدات الكيميائية والأسمدة الكيميائية وبالتالي فإن هذا التقليل يعود بالنفع على الإنسان والبيئة، وتؤدي أيضا إلى التعديل في المناخ وتحافظ على التربة من التملح والمياه من التلوث.
كم عدد مركبات مستلزمات الإنتاج العضوية المسجلة؟
لدينا في مصر حوالي 9 وحدات إنتاج تم تسجيلها، وتنتج حوالي 15 مركبا، وأغلبها مخصبات وأسمدة عضوية.
متى بدء استخدام الزراعة العضوية عالميا ومحليا؟
في عام 1991 صدر أول قانون أوروبي للزراعة العضوية، وتم تطبيق الزراعة العضوية بشكل رسمي في هذا العام، وبدأ الإنتاج العضوي، وقبل ذلك كان هناك حزب الخضر عام 1924، والذي أهتم بالزراعة العضوية للاهتمام بالبيئة والحيوانات وصحة الإنسان، وفي فترة الستينات أصدرت الأديبة الأمريكية راشيل كارسون كتاب الربيع الصامت وتنبأت بالتغيرات المناخية التي حدثت بعد ذلك وقالت إن الاستخدام الكبير للمبيدات الكيميائية سيؤدي إلى مشاكل كبيرة في المستقبل.
وفي أيام الفراعنة كانت الزراعة عضوية؛ لأن المبيدات لم تكن ظهرت، والمياه المستخدمة في الري مياه نظيفة، ولم يكن هناك أي تدخل في نمو النبات فكانت زراعة عضوية لا تؤثر على البيئة ولا الإنسان بالسلب.
ما تكاليف التسجيل بالزراعة العضوية؟
تتراوح تكاليف تسجيل الفدان الواحد من 50 إلى 100 جنيه في العام، وذلك للتيسير على المستثمر أو المزارع.
هل تقوم الزراعة العضوية بمواجهة تغير المناخ؟
تساهم الزراعة العضوية بشكل كبير في تحسين المناخ، حيث إننا في الزراعة العادية نقوم برش أملاح النترات فينتشر النيتروجين الموجود بها ويعمل على زيادة درجات الحرارة فهو من الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري، وبالتالي باستخدام الزراعة العضوية نقوم بتقليل المبيدات والأسمدة المعدنية، وأيضا نقوم بتقليل المخلفات التي تقوم بإيذاء البيئة ونستخدمها كأسمدة ومخصبات عضوية.